BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

السبت، أكتوبر 03، 2009

إحنا مش زى قرنسا ولا إنجلترا ! ! !

اصطباحة

  بقلم   بلال فضل    ٣/ ١٠/ ٢٠٠٩

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=227882&IssueID=1547

هذه الحكاية ستغنينى عن قول الكثير وستغنيك عن سماع الكثير. فوقتى ووقتك أثمن من أن نضيعه فى كلام لا يجيب همه عن قادة هذه البلاد الذين لم يجيبوا لنا إلا الهم.

حدثنى من أثق فقال «قبل سنوات كنت أسير فى شوارع لندن ذات إجازة صيفية بصحبة واحد من كبار رجال الأعمال فى البلاد، رجل كانت البلاد كلها تتحدث عن نظافته ورشده ونزاهته ورجاحة عقله، كانت مصر وقتها تعيش عهد حكومة الدكتور عاطف عبيد،

وما أدراك ما عهد حكومة عاطف عبيد لا أعاده الله ولا حرمنا من أن تكتحل أعيننا برؤيته يُحاسب يوما ما على كوارث حكومته، يومها أخذت أنا ورجل الأعمال نتحدث بشجن عن حال البلاد الذى يَسُرُّ العدو لا الحبيب، اطمأن رجل الأعمال لى، وكان يومها راغبا فى الفضفضة،

فحكى لى وهو يتميز حزنا، قال إنه جلس ذات يوم مع الدكتور عاطف عبيد لكى يشكو إليه همومه كرجل أعمال، ويسأله إلى أين تمضى البلاد وسط كل هذه الأزمات والمشاكل،

وفوجئ بأن ما قاله لم يغضب الدكتور عاطف أو يقلقه حتى، بل قال له بهدوء شديد: إيه رأيك فى فرنسا واللى وصلت له دلوقتى؟، فأثنى رجل الأعمال عليها طبعا، ابتسم الدكتور عاطف ثم سأله عن رأيه فى إنجلترا والذى وصلت له،

فقال رجل الأعمال كلاما زى الفل من واقع خبرته بما أصبحت إنجلترا عليه، عاد الدكتور عاطف لكى يبتسم ثم قال لصاحبنا بهدوء: طيب شوف الثورة الفرنسية قعدت كام سنة وشوف بريطانيا قعدت كام سنة عشان يوصلوا للى هم فيه، ه

تلاقى إن إحنا لسه فى الأول خالص. وأمام صدمة الجواب لم ينطق رجل الأعمال وأدرك أنه لا أمل من أى كلام أو نقاش، وفوض أمره لله، واستجاب الله فرحل بعدها مباشرة الدكتور عاطف عبيد، وجاءت حكومة جديدة أصبح فيها رجل الأعمال وزيرا مهما علق عليه الكثيرون آمالا عريضة».

يواصل من أثق به حكايته قائلا «بعد أكثر من سنة على تولى صاحبنا لمنصبه المرموق جمعتنى به جلسة خاصة صارحته فيها بشكاوى الناس وهمومهم وقلقهم الشديد على حالة التخبط السياسى التى تشهدها البلاد والتى يمكن أن تودى بأى تحسن اقتصادى طرأ على البلاد، وفوجئت بصديقنا بجدية شديدة وكأنه نسى ما دار بيننا من قبل، يسألنى عن رأيى فى فرنسا وإنجلترا وما وصلتا إليه وكم استغرقتا من السنين لتحققا ما أصبحتا عليه، كأنه لم يحك لى ما دار بينه وبين عاطف عبيد يوما ما،

وأنا أجبته دون أن أعلق لأرى إلى أين سيصل بنا هذا الحوار، بعد أن أجبته قال لى بهدوء شديد «طيب إحنا لسه فى أول الطريق.. الناس مستعجلة على إيه»، والحقيقة أننى فعلت تماما مثل ما فعل هو من قبل مع الدكتور عاطف عبيد، لم أعلق وظللت بقية الجلسة صامتا مكتفيا بهز رأسى ليس تأمينا على كلامه بل رثاء لحال بلادنا».

لا أدرى هل مازالت حكاية السؤال عن إنجلترا وفرنسا الواردة بالحكاية مطروحة الآن بعد أن قال الرئيس مبارك فى العديد من حواراته الصحفية والتليفزيونية بالنص إننا «لسنا إنجلترا وفرنسا ولن نكون»،

لكى يلم نفسه كل من تسول له نفسه الحديث عما تمتلكه تلك البلاد المتقدمة التى لا خلاق لها من حرية وديمقراطية وحيوية سياسية، لكن ما أدريه أن حكاية كالتى رواها لى من أثق به تصلح كـ«جايد» أليم ودليل عليم يمكن أن تتمثل به كيف يفسد «سيستمنا» الوطنى الديمقراطى المبارك أطهر الراغبين فى الإصلاح، دون أن يشعروا أحيانا بأنهم قد فسدوا وفاحت رائحة ضمائرهم.

السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، منذ قالها ابن خلدون لم نعتبر، فلم ننتقل إلا من سلطان مطلق إلى سلطان أشد إطلاقا، ولذلك وحده دون غيره ومع احترامنا لرأى الرئيس لن نكون أبدا كإنجلترا وفرنسا، ولن نحصل حتى موريتانيا وحياتك.

0 التعليقات: