BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

الأربعاء، ديسمبر 30، 2009

هل هذه مصر حقًا؟!


هل هذه مصر حقًا؟!


فهمي هويدي
howaidy profile

30 ديسمبر 2009 جريدة الشروق الجديدة

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=166940


 لماذا تسوِّف مصر فى السماح لحملات التضامن والإغاثة فى الوصول إلى غزة؟ وماذا يضيرها لو أنها مكنتهم من الدخول إلى القطاع وإيصال رسالتها إلى الفلسطينيين المحاصرين هناك، ثم عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى؟ ولماذا يعلن المسئولون المصريون على الملأ أنهم لا يمانعون فى استقبال تلك الحملات، ثم يضعون مختلف العراقيل أمامهم بعد ذلك؟

هذه الأسئلة أسوقها ليس فقط من باب التضامن مع تلك الحملات والحماس لرسالتها النبيلة، وليس فقط تقديرا لجهد أولئك الناشطين الشرفاء الذين جاءوا من أقاصى الدنيا لكى يساندوا شعب غزة المحاصر والأعزل، وإنما أيضا حفاظا على سمعة مصر التى أساءت إليها بشدة محاولات الصد والتثبيط والتعنت التى يتعرض لها أولئك الناشطون جراء تضامنهم مع الشعب الفلسطينى. بكلام آخر فإننا إذا لم نيسِّر مهمة الناشطين لأسباب تتعلق بالتجاوب مع مشاعرهم النبيلة. فليكن ذلك من باب الحفاظ على سمعة مصر وتجنب التشهير بها وفضحها فى وسائل الإعلام الغربية.

ولا أعرف إن كان أصحاب القرار فى هذا الشأن قد اطلعوا أم لا على الكتابات والشهادات التى تحدثت عن الموقف المصرى إزاء عمليات التضامن مع فلسطينىى غزة فى الصحف الغربية ومواقع الإنترنت، لكن الذى أعرفه أن تلك الكتابات انتقدت ذلك الموقف بشدة، واستخدمت فى ذلك أوصافا قاسية للغاية، بحيث لا يستطيع المرء أن يترجمها فى أى صحيفة عربية. ورفع من وتيرة الغضب والسخط على الموقف المصرى أن إجراءات العرقلة والتسويف التى اتخذت ضد وفود المتضامنين مع غزة، تزامنت مع فضيحة السور الفولاذى الذى أعلن عن إقامته فى باطن الأرض على طول الحدود مع غزة لقطع الطريق على الأنفاق وإحكام الحصار حول غزة، وهى الأجواء التى وصفها خالد الحروب الباحث فى جامعة كامبريدج وأحد كتاب صحيفة الحياة اللندنية (27/12) بأنها «تدمر موقف وسمعة مصر: أخلاقيا وقيميا وإنسانيا وسياسيا واستراتيجيا».

لقد تحدثت قبل ثلاثة أيام عن معاناة حملة «شريان الحياة» التى نظمها النائب البريطانى جورج جالاوى، وكيف أنها ضمت أكثر من 400 ناشط من أنحاء أوروبا وافقت مصر على دخولهم فوصلوا إلى ميناء العقبة ومعهم 250 سيارة محملة بالمساعدات، أملا فى أن يعبروا الخليج إلى ميناء نويبع المصرى «المسافة بين الميناءين 70 كيلو مترا»، ولكنهم أبلغوا فى وقت متأخر بأن عليهم دخول الأراضى المصرية من ميناء العريش. وهو ما صدمهم وجعلهم يحتجون ويضربون عن الطعام فى العقبة. وقد اضطروا بعد ذلك لأن يعودوا أدراجهم إلى الأردن ثم سوريا، لكى ينطلقوا من موانيها إلى العريش. وذلك كله منهك ومكلف جدا لهم، ويحملهم بما لا يطيقون.

المشكلة تكررت مع حملة «الحرية لغزة» التى تضم 1400 ناشط من 43 دولة، وصلت وفودهم تباعا إلى القاهرة هذا الأسبوع، ولكن السلطات المصرية رفضت السماح لهم بالتوجه إلى رفح، وتعللت فى ذلك بذرائع عدة. فعقد منظمو المسيرة مؤتمرا صحفيا وزعوا فيه بيانا ناشدوا فيه الرئيس مبارك أن يستجيب لندائهم، وتمنوا أن تقدر السيدة قرينته هدفهم الإنسانى، فتطلب من زوجها السماح للمسيرة بالمرور. وقالت الناشطة الأمريكية آن رايت فى المؤتمر إنهم جمعوا عشرات الآلاف من الدولارات لشراء ملابس شتوية وأدوات مدرسية وأجهزة كمبيوتر لمدارس غزة، وأنهم دعاة سلام توقعوا أن ترحب بهم مصر وأن تدعم هدفهم النبيل، وإلى جانب هذا النداء واعتصم آخرون أمام السفارة الكندية.

المشهد مقلوب على نحو مذهل، فمن كان يتصور أن يأتى يوم يتوسل فيه الأوروبيون والأمريكيون إلى القيادة المصرية أن تسمح لهم بمد يد العون إلى غزة، لكنها ــ صدق أو لا تصدق ــ تتأبى على ذلك وتتمنع!.. ألهذا الحد ذهبنا فى مجاملة الأمريكيين والإسرائيليين؟




السبت، ديسمبر 26، 2009

البقاء لله


مقتل اللغة العربية


بقلم: جلال أمين

Galal Amin

26 ديسمبر 2009 جريدة الشروق الجديدة

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=165504


 كنا نتجرع السم، يوما بعد يوم، ونحن نشاهد المهانة التى تتعرض لها اللغة العربية فى الصحف والمجلات، وفى يافطات المحال، وفى الإعلانات التجارية فى وسائل الإعلام وفى الشوارع. حتى اكتشفنا أن الأمر لا يقل عن جريمة قتل كاملة.

بدأت الظاهرة بالتساهل فى إحلال الكلمات الأجنبية محل العربية فى المقالات والكتب، بزعم صعوبة العثور على المقابل العربى. ثم فوجئنا بزحف غريب للعامية المصرية فى داخل المقالات والكتب. ثم تجرأ أصحاب الصحف فوضعوا عناوين المقالات ومانشيتات الأخبار بالعامية، وبعدهم تجرأ الكتاب والناشرون فاستخدموا العبارات العامية فى عناوين الكتب نفسها.

لم يكن الأمر دائما كذلك لقد ظللنا زمنا طويلا نعتبر استخدام اللغة الأجنبية بدلا من العربية، عندما تكون اللغة العربية قادرة تماما على التعبير عن المعنى المقصود، شيئا مذموما يجب تجنبه. وقد اعتبر جمال حمدان من مسئولياته نحت كلمة عربية فى مقابل كل كلمة أجنبية يريد استخدامها، مع وضع الكلمتين جنبا إلى جنب فى كتابه «شخصية مصر»، وبهذا قام الكتاب بمهمة من مهام المجمع اللغوى.

أما استخدام العامية فى الكتابة، فقد كان آباؤنا وأجدادنا يأملون فى أن يؤدى انتشار التعليم إلى حلول العربية الصحيحة محل الألفاظ العامية، وأن دأب الصحف والإذاعة على استخدام لغة عربية صحيحة ولكنها سهلة، سوف يضيق بالتدريج الفجوة القائمة بين العامية والفصحى، حتى تختفى تماما الألفاظ المبتذلة أو القبيحة من لغة التخاطب مثلما اختفت من لغة الكتابة. لم يتصور آباؤنا وأجدادنا أن من الممكن أن تحل الكلمة العامية «ده» أو «دى» فى الكتابة محل كلمة «هذا» أو «هذه»، أو كلمة «بس» محل «فقط»، أو كلمة «زى» بدلا من «مثل»، أو التعبير القبيح «ماعرفش» محل «لا أعرف».. وهكذا.

وقد دعا بعض كتابنا الكبار منذ سبعين أو ثمانين عاما، إلى تبسيط تعليم اللغة العربية الفصحى فى المدارس، وتبسيط المعاجم والقواميس العربية بحيث يحذف منها الكثير مما لا يستخدم فى الحياة اليومية وإدخال بعض تعبيرات العامية التى تؤدى معانى مهمة ولا تجرح الأذن بعد أن تستبعد من العامية، كما سماه ابن خلدون «حرافيش الكلام». كما حاول بعضهم (كتوفيق الحكيم مثلا) كتابة عمل فنى كامل يحتوى على تعبيرات دارجة فى الاستعمال اليومى بعد تهذيبها لتساير الفصحى، فلم يجد داعيا مثلا إلى كتابة كلمة «راجل» بدلا من «رجل»، إذ من السهل جدا على أى شخص، حتى من لم يتعود القراءة بالفصحى، أن يتبين أن كلمة «رجل» هى البديل الصحيح لكلمة «راجل» الشائعة فى الكلام. وهكذا تزول بالتدريج الفجوة بين الفصحى والعامية دون أى إساءة للفصحى، ويساهم هذا أيضا فى تضييق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.

كنا نظن أن الدولة التى تقع عليها مسئولية حماية اللغة القومية سوف تفعل شيئا لحماية اللغة العربية مما تتعرض له من إهانات مستمرة، فإذا بها لا تفعل شيئا، إزاء ملء الشوارع ومحطات المترو بإعلانات تحمل كلاما مثل «اتكلم زى ما أنت عاوز» أو مثل «عشان ما فيش زيك» حيث تحتوى كل خمس كلمات على خمسة أخطاء على الأقل، وتفسد الذوق فى نفس الوقت.

تركت الدولة كل ما يريد العبث باللغة على هذا النحو أن يفعل ما يشاء، حتى أصبح المرء يتساءل عن جدوى تدريس اللغة العربية فى المدارس أصلا. ولكننا لم نكن نصدق أن من الممكن أن تشترك الدولة نفسها فى هذا العمل المهين للغة القومية وفاسد الذوق. فإذا بالحزب الحاكم يرفع فى العام الماضى شعار «مصر بتتقدم بينا»، وكأن استخدام هذا التعبير الدارج أقرب إلى فهم الشعب البائس، أو أن من الصعب على أجهل الناس وأقلهم تعليما أن يفهم المقصود من عبارة «مصر تتقدم بنا».

كان هذا التعبير القبيح «مصر بتتقدم بينا» شعارا للدعاية، ثم تطور الأمر فأصبحت الدولة تستخدم مثله فى إعطاء التعليمات للناس. ففى إعلان ملأ صفحة كاملة من جريدة الدولة الرئيسية (الأهرام) نشرت وزارة المالية منذ أيام قليلة إعلانا يتعلق بالضريبة العقارية الجديدة يتضمن بالخط العريض العبارة الآتية:

«مطلوب من كل مالك يقدم إقراره بس مش الكل هيدفع ضريبة للعقار».

وهكذا فضلت وزارة المالية استخدام كلمة «بس» على كلمة «ولكن»، واعتبرت كلمة «سيدفع» صعبة الفهم، فاستخدمت هذه الكلمة بالغة القبح «هيدفع»، وطلبت من الناس أن يدفعوا الضريبة للعقار بدلا من دفعها للدولة.

هذا هو ما تفعله دولتنا البائسة بلغة من أجمل وأرقى لغات العالم فى قدرتها على التعبير وفى موسيقاها ومنطقها ومن أكثر لغات العالم التصاقا بتاريخ وثقافة الأمة التى ابتدعتها.

لغة ساهمت مساهمة رائعة فى توحيد شعوب ذوى عادات ومشارب مختلفة، وفى حماية الدين الذى يدين به غالبية الناطقين بها من عوامل الضعف والتشويه، مما لا يعرف له مثيل فى تاريخ أى مجموعة أخرى من الشعوب.

إن مظاهر التدهور والانحطاط لا تلحق فقط بالسياسة والاقتصاد، بل تلحق أيضا باللغة القومية، ولكن الشروع فى النهضة من جديد ليس من الضرورى أن يبدأ بالسياسة أو الاقتصاد، بل يمكن أن يتخذ نقطة انطلاق له العمل على حماية هذه اللغة النبيلة مما تتعرض له من مهانة.




الجمعة، ديسمبر 18، 2009

أهم الاكتشافات العلمية لعام 2009


أهم الاكتشافات العلمية لعام 2009

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=167745


حفرية "أردى" من أهم الاكتشافات العلمية خلال 2009


نشرت صحيفة "العلوم" SIENCE" أهم اكتشافات علمية خلال عام 2009، تضمنت الاكتشافات حفرية "أردى" الجدة الإنسانية، وعقار إطالة عمر الفئران، والبحث عن الماء على سطح القمر، وتطوير التلسكوب "هابل".

وأشار موقع ABC الأسبانية إلى أن الكشف عن "أردى" الجدة الإنسانية، جاء على قمة الأعمال العلمية فى العام الحالى، خاصة بعد أن أثبت التحقيق حول ارديبيثيكوس راميدوس Ardipithecus وجود تغيير فى طريقة التفكير حول التطور البشرى، فهذا الكشف يمثل تتويجا لـ 15 عاما من البحث الدقيق والتعاون الكبير من جانب 47 عالما من 9 دول وخبراء فى مختلف المجالات، مشيرة إلى أن الحفريات الأولى من Ardipithecus تم العثور عليها فى 1994، وهو ما سيؤدى إلى ثورة علمية، لأنه من المحتمل أن يكون الشمبانزى والغوريلا لهما سلفا مشتركا، مما قد يؤدى إلى تغيير فى فهم نظرية التطور الإنسانى.

أما الاكتشاف الثانى الذى رصدته صحيفة العلوم فهو تلسكوب "فيرمى" الذى كشف عن النجوم النابضة الجديدة، وهو اختراع مشترك بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والسويد، وساهم فى تحديد فئات جديدة من النجوم النابضة عالية المغنطة والتى لم تكن معروفة من قبل التى ينبعث منها ضوء فريد يسمى أشعة جاما.

وأوضحت الصحيفة أن الدواء الذى يطيل العمر الذى يسمى Rapamycin رابيماسين يمثل الاكتشاف الثالث، حيث قام علماء أمريكيين باختبار هذا الدواء على حياة الفئران ووصل عمر الفار 600 يوم.

بالإضافة إلى ذلك فقد تم اكتشاف مواد التى تغطى بالسيلكون والجرافين وهى تزود سرعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف وغيرها من المعدات الإلكترونية، بمعدل عشر مرات، وهى عبارة عن رقائق من مادة تتكون من ذرات الكربون التى بدأ تجريبها بالفعل، ويتوقع الخبراء أن تكون هى المادة الأساسية للأجهزة الإلكترونية خلال عشرين عاما.

وأضافت الصحيفة إلى أن فريق دولى قام بمشاركة باحثين من CSIC الإسبانية باكتشاف مادة كيماوية تساعد النباتات على مواجهة الجفاف، وهى تشبه الهرمون النباتى الطبيعى حمض الأبسيسيك (ابا)، وهذه المادة لديها القدرة على التكيف مع ظروف الضغط وتزيد من فرص البقاء على قيد الحياة، ويقترح العلماء رش النباتات بهذا المنتج لزيادة قدرته على تحمل الظروف البيئية المعاكسة مثل الجفاف، وهو ما يمكن أن يساعد فى تحسين المحاصيل وتجنب خسائر تقدر بمليارات الدولارات سنويا للمزارعين.

كما تضمنت الاكتشافات أول أشعة ليزر فى العالم من أشعة إكس تستطيع تغيير الهياكل الإلكترونية للمواد، وهى أحد الاكتشافات التى أعلن عنها المكتب الإقليمى الفرعى الوطنى، وتم إجراء عدد كبير من التجارب فى كثير من الميادين العلمية وصفت بأنها "مصدر الضوء الأكثر تعقيدا من أى وقت مضى"، لافتة إلى أن هذا الليزر هو أداة غير مسبوقة لدراسة التركيب الذرى للبلورات والمعادن واللدائن ومواد أخرى مع دقة لم يسبق له مثيل".

أحد الاكتشافات التى تحدثت عنها المجلة هو مغناطيس ذو قطب واحد يستطيع إنتاج الكهرباء، توصل إليه مجموعة من الباحثين البريطانيين باستخدام مغناطيس بقطب واحد باستخدام بلورات ثلج التى يعرف باسم ثلج اسبين وهى قادرة على زيادة إنتاج خط المغناطيس بزيادة مماثلة لتوليد الكهرباء.

الصحيفة ذكرت أن وكالة ناسا قامت باكتشاف مياه على سطح القمر، فى نوفمبر الماضى وذلك بعد تحطم المركبة الفضائية LCROSS فى القطب الجنوبى للقمر، ورفع سحابة من المواد بحيث يستطيع العلماء إجراء دراسة عن وجود جليد الماء، وتشير البيانات الأولية التى تم الحصول عليها من خلال تحليل هذه المواد إلى أن البعثة اكتشفت وجود المياه، وهذا الاكتشاف يفتح فصلا جديدا فى معرفتنا من القمر.

الاكتشافات الاخرى التى تحدثت عنها الصحيفة كانت عبارة عن توصل رواد الفضاء للمكوك اتلانتس بتطوير تلسكوب هابل الفضائى، بحيث أصبح أكثر وضوحا ويعطى أروع الصور له حتى الآن، مشيرة إلى أن بهذه الاكتشافات فإن المجال أصبح مفتوحاً لاكتشافات أخرى فى العام المقبل، خاصة أن هناك اكتشافات علمية لابد من متابعاتها فى عام 2010 ومنها عملية التمثيل الغذائى للخلايا السرطانية، وأطياف ألفا المغناطيسية والخلايا الجذعية، وعلاج الأمراض العصبية والنفسية، ومستقبل الرحلات الفضائية.



الخميس، ديسمبر 17، 2009

لعل و عسى . . . ننرك هالأسى . . . و ترجعلنا مصر . . . صباح و مسى


البرادعي في حوار شامل مع (الشروق) : أدعو مبارك لتشكيل لجنة لوضع دستور جديد

جريدة الشروق الجديدة
الخميس 17-12-2009
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=162864




وجه محمد البرادعى، من خلال حوار شامل مع «الشروق» فى فيينا، دعوة إلى الرئيس محمد حسنى مبارك لإنشاء لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد على أن تكون هذه اللجنة بالانتخاب المباشر، وتضم خبراء القانون الدستورى قائلا: «الدعوة لتغيير الدستور ليس بدافع تغيير المواد المتعلقة بطريقة انتخاب رئيس الجمهورية، ولكن لصياغة وضع سليم يقوم على إعادة فرز القيم المجتمعية القائمة فى الوقت الحالى.

يجب النظر إلى المستقبل، لأن تعديل الدستور لانتخاب الرئيس هدف قصير الأمد، ولن يؤدى إلى حل مشاكلنا لأنه من الممكن أن يأتى المستبد العادل عن طريق هذا الدستور».

ويجب أن تكون هذه اللجنة، وفقا للبرادعى، معبرة عن جميع انتماءات الشعب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لأن وظيفتها ستكون إعداد دستور جديد لا يقوم على نظام اجتماعى هش.

ويؤكد البرادعى: «المسألة لا تتعلق بمن سيُرشح فى 2011، ولكن بالقيم التى يود المجتمع أن يعيش فى ظلها، وبرؤيته لما يجب أن يكون عليه فى العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة»، بحسب تعبيره مشيرا إلى أن المصدر الأساسى لتحقيق ذلك هو دستور جديد.

ولذلك، كما يقول البرادعى، «إذا كنا نريد أن نبدأ بداية جديدة وجدية فى مصر، يجب علينا أن نتوقف عن الحديث عن تعديلات لإزالة عوائق قانونية ودستورية فقط، لأن مثل هذه التعديلات قد تساعدنا فى انتخاب رئيس فى ظروف نزيهة فى عام 2011، إلا أنها تبقى مجرد عملية ترقيع. المهم هو ما يأتى بعد ذلك، فالأمر لا يتعلق بشخص واحد فقط، وإنما بمصير وطن».

ومن هنا يحدد البرادعى القيم الأساسية التى يجب أن يقوم عليها الدستور الجديد، وهى حق الإنسان فى حياة كريمة، وحقه فى حياة حرة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وحذر البرادعى من تفاقم الفقر فى مصر باعتباره «أقوى أسلحة الدمار الشامل»، بحسب تعبيره، وهو الذى يرتبط فى رأيه بغياب الحكم الرشيد، وأقصر الطرق إلى التهميش والعنف والحروب الأهلية والحروب الإقليمية.

ويعبر البرادعى عن قلقه إزاء عواقب اهتراء الطبقة الوسطى، التى يعتبرها حزام المجتمع، لما سيؤدى إليه هذا الاهتراء من أن تصبح القيمة الأساسية التى تحكم مصر هى السلطة أو المال وليس العلم.

من جهة أخرى يرى البرادعى، أن مصر تحتاج إلى إجراء عملية «مصالحة ومصارحة وطنية» يجوز أن تسير بالتوازى مع عملية صنع الدستور، «لكى يصدر فى النهاية معبرا عن حقيقتنا وليس عن القناع الذى نضعه».

والمصارحة الوطنية، تعنى وفقا له، الاعتراف بأخطائنا التى ارتكبناها ولم نتعلم منها، فليس من العيب ان نعترف بأخطائنا، لأننا لن نتعلم إلا إذا اعترفنا بها».

وأوضح البرادعى أن كلامه لا يعنى محاسبة أحد فى الوقت الحالى، لأننا «لا نستطيع فى هذه المرحلة أن نتحول بنظرنا من المستقبل إلى الماضى، فمشاكلنا اليوم أكبر بكثير من أن نتطرق منها إلى محاكمات وعقوبات، الماضى له ما له، على الأقل فى المرحلة الحالية. دعونا ننظر إلى مصر بمشاكلها الثقيلة، وكيف نسير بها إلى الأمام».



الأربعاء، ديسمبر 16، 2009

عمار يا مصر . . . فعلا مفيش خطر


في غير حالة الخطر

د.أحمد خالد توفبق
15-12-2009 جريدة الدستور
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=40730&Itemid=31


منذ أسابيع تعطل مترو المرج حلوان في محطة طرة البلد، لأن مواطنًا مستهترًا قام بشد فرملة الطوارئ. الفكرة هنا أن باب المترو انغلق علي قدم زوجته الحامل - زوجة الرجل لا المترو طبعًا - وبدأ يتحرك وجسدها يتدلي من المترو، مما دفع الرجل إلي هذه المخالفة الخطيرة. الخبر يؤكد في فخر أن الشرطة قبضت علي الرجل وتم تحويله للنيابة التي لم تعطه وسامًا لسرعة بديهته وحسن تصرفه، ولكنها اتهمته باستعمال الفرملة في غير حالة الخطر!. هذا ببساطة يعني أن الحكومة لا تري خطرًا في أن تسقط أم وجنينها تحت عجلات المترو، فنحن تجاوزنا الثمانين مليونًا والعدد في الليمون .. فلتأخذنا مصيبة إذن. كل هذا جميل ومفهوم.

أتكلم طبعًا باعتبار أن الخبر صحيح ونقل بأمانة. أحيانًا يتم نقل الخبر بطريقة تزيد الطين بلة، وإنني أتذكر خبرًا نشر منذ أعوام في صحيفة قومية؛ عن القبض علي اثنين من المتطرفين حاولا تكوين تنظيم سري، فقال المحرر، لا فض فوه بالحرف،: «بالقبض علي الرجلين تبين أنهما يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، وتم تحويلهما للنيابة !». لو كنت مسئولاً حكوميًا لحولت المحرر العبقري للتحقيق لأنه أساء للنظام أكثر من ألف جريدة معارضة.

نفترض إذن أن الخبر صحيح .. لكن السؤال الحقيقي هنا هو: ما الذي تعتبره الحكومة خطرًا فعلاً؟.. سقوط أم وجنينها تحت العجلات ليس خطرًا، فمتي يبدأ الخطر ليعرفه المواطن الصالح ؟ . وما نفع الفرملة إذن ؟.. أم هي عهدة تسلمتها الهيئة مع القطار الفرنسي ولم تجرؤ علي نزعها؟.

تعال نقرأ معًا أجزاء من خطاب كتبه لي «أ. ج» طالب الهندسة السكندري، ويحكي فيه عن موقف آخر لا تراه الحكومة خطرًا: «مساء يوم الاثنين الموافق 30 نوفمبر 2009، اتجهت برفقة ثلاثة من أصدقائي لنستقل الترام من محطة الإبراهيمية للذهاب إلي سان استيفانو، واستقللنا العربة رقم 221 خط رقم واحد (باكوس) نحو الساعة التاسعة مساء».

«وبمجرد ركوبنا الترام لاحظنا وجود نحو 20 شابًا تترا

وح أعمارهم بين 14 و19 سنة - من الذين لا يظهرون سوي في المواسم والأعياد ولا يفعلون أي شيء سوي قلقلة الأمن العام- يقومون باستمرار بقذف زجاج السيارات المركونة أو السائرة بالقرب من الترام بالحجارة متوسطة الحجم، وقاموا بكسر وتدمير زجاج ما يزيد علي 15 سيارة، ولم يحرك أحد ساكناً من ركاب العربة أو الكمساري الذي يظهر علي وجهه الجبن الشديد والذي كان مسئولاً عن العربة، ولم يحاول أحد منا أنا أو أصدقائي الاحتكاك بهم بسبب عددهم واحتمال وجود سلاح معهم.

لكن اختلف الأمر عندما وجدنا أن بحوزتهم ألواحاً كبيرة من الخشب، يقومون بضرب المارة السائرين إلي جانب الترام بها من شبابيك وأبواب الترام أثناء سيرها، وقاموا بضرب الكثير من الناس بعنف، ومن ضمنهم كانت امرأة تسير قرب الترام وتحمل طفلها علي يديها!!

اتجهت إلي الكمساري بغيظ وسألته عن رقم العربة التي نستقلها وأخبرته أنني سأتصل بشرطة النجدة وأبلغهم بما يحدث، فأخذ يصرخ بكل ما أوتي من قوة لكي يصل كلامه إلي مسامع هؤلاء البلطجية «بلغ البوليس مش هيعملولك حاجة!!» ولم أعلم ما حكمته في هذا الصراخ سوي أنه لفت نظرهم لأنني قررت الاتصال بالشرطة !! كأننا فتحنا أبواب الجحيم، أخذوا يضربوننا بألواح الخشب المدججة بالمسامير ثم توقف الترام تماماً بين محطتي باكوس وصفر، ونزلوا منها جميعاً وأخذوا يقذفوننا بالحجارة، وجري كل من في العربة واختبأ تحت الكراسي لكي لا يصاب أحد، وأصيب صديقي في يده من أحد ألواح الخشب وكدنا نصاب في رؤوسنا بالحجارة أكثر من مرة لولا العناية الإلهية!!

ثم وقفوا جميعاً أمام الترام وامتنعوا عن التحرك إلا إذا نزلنا لهم، فوجئنا حينها بأغرب ردود الفعل، وجدنا السائق ترك مكانه في العربة الأولي (كنا مستقلين العربة الثالثة والأخيرة) ونزل وصعد إلي عربتنا، وأخذ يعنفنا ويصرخ فينا ويطالبنا بأن ننزل من العربة حالاً لكي يتمكن هو من التحرك، وإلا علي حد قوله، إن لم نفعل ذلك فإنهم «سيقومون بتكسير عربته تماماً»!!!

فلننزل ونُقتل ولا يهمه سوي عربته!! وعندما رفضنا النزول حاول خداعنا بقوله إنه يريد منا أن ننزل لكي نركب معه في مقصورته حماية لنا، ونحن نعلم جيداً أنه لا يريد سوي التخلص منا ليهرب بالترام ويكمل طريقه.

"صرخ فيه جميع من بالعربة حينها، أن يتركنا وشأننا ويتحرك، وقتها كنت قد تركته يصرخ وقمت بالاتصال بشرطة النجدة، رد عليّ شخص ما لا أعلم إن كان بطيء الفهم أم أنه يدّعي الغباء، قمت بشرح الموقف ووصفه وقلت له مكان توقف العربة أكثر من 5 مرات وهو يعيد نفس أسئلته أكثر من مرة، فاضطررت لإنهاء المكالمة. أخيراً بدأت العربة بالتحرك. بعد انصرافهم وتحرك الترام اتجهنا وجميع الركاب إلي الكمساري وأخذنا في الصراخ أن هذه مسئوليتهم أن يوفروا الأمن للركاب، فقال لنا ما معناه أنهم طلبوا من الهيئة من قبل أن توفر أمنًا خاصًا بالهيئة أسوة بهيئة السكة الحديد لكنهم رفضوا الفكرة لتوفير النفقات، ولأن تلك الممارسات لا تحدث سوي في الأعياد والمواسم فقط ولا تستدعي الاهتمام نهائياً !!

فقلت له ولماذا لا تحاول إبلاغ الشرطة؟ قال لي: «يا ابني الشرطة في أجازة كلهم دلوقتي، أنت لما كلمتهم حد اهتم؟؟ أنا بقالي خمسة وعشرين سنة شغال علي الخط ده وكل مره بتحصل الحاجات دي ولا حد بيهتم، وأنا ماليش دعوة بالناس دي أنا عندي عيال!!

هذا هو ما حدث معنا، في الإسكندرية في مصر، وليس في السودان، فهل سيهتم بنا أحد؟؟ أم أن الاهتمام كله من نصيب مطربينا وأعضاء الحزب الوطني الذين أهينوا في السودان بينما نحن في الأصل لم يكن لنا أي قيمة داخل بلدنا؟.

بلطجة العيد المعروفة، والسلوك الجماعي العدواني الخارج علي القيود، وربما المخدرات كذلك .. كل هذا لا تراه الحكومة خطرًا ..

يوم 21 نوفمبر يحاول عامل بشركة أتوبيس غرب الدلتا الانتحار بالوثب من فوق برج التقوية، لأنه يتقاضي 170 جنيهًا بعد 13 عامًا من العمل، ولم يتحمل كبرياؤه أن يعجز عن شراء كيلو لحم لأسرته في عيد الأضحي. لم يتراجع إلا بعد وصول المحافظ لسماع شكواه. هذا الحظ الحسن لم يستمر حتي يوم 3 ديسمبر، حيث نعرف من الصحف أن ثلاثة شبان انتحروا في يوم واحد بسبب الفقر.. الأول عامل من دكرنس تزوج ولم يستطع أن يجد عملاً أو يستقل عن أسرته، وهكذا دخلت زوجته لتجده معلقًا بحبل. عاطل آخر ألقي بنفسه من الطابق الرابع في كفر الشيخ .. السبب ببساطة أن دخله 400 جنيه يدفع منها 300 جنيه إيجارًا لشقته. وفي الشرقية يفضل شاب ثالث - أكبر إخوته - أن يشنق نفسه لأن خطبته مهددة بالفسخ بعد فشله في العثور علي شقة .

كل هذا ليس خطرًا .. الأمور تحت السيطرة، ومن ضمن الأمور المطمئنة، كذلك لا ننسي قصة الطفلة مريم التي ترقد الآن في غيبوبة بسبب اللودر .. لا .. لم تقف أمام اللودر محاولة منعه من هدم منازل الفلسطينيين علي طريقة الأمريكية (راشيل كوري)، لكن اللودر اقتحم بيتها بلا إنذار، وهدم البيت علي رأسها، وهو بهذا يبرهن علي أن المصريين أشد كفاءة وحزمًا من الإسرائيليين (الخرعين) الذين يهددون بالهدم أولاً.

إذن ما الخطر بالضبط ؟... وما الذي يجعل الدولة تهب في حزم لتهوي بقبضتها ؟.. أنا أسأل بأمانة لأنني مواطن صالح، أكره أن أزعج الدولة لسبب تافه. هل الخطر هو مائة شاب نحيل بنظارة يقفون علي سلالم نقابة الصحفيين ؟ أم هو البرادعي أم ماذا بالضبط؟.


السبت، ديسمبر 12، 2009

مضاد "مبارك" ؟؟؟

حرمان مدرس بالإسكندرية من وضع الامتحانات لسؤاله عن مضاد كلمة «مبارك» في اختبار الشهر



في الإسكندرية طالب أشرف السيد معروف- مدرس اللغة العربية بالقسم الثانوي بكلية الإقبال القومية- بالتحقيق مرة أخري في الخصم الواقع عليه بخمسة أيام وحرمانه من وضع الامتحانات ونقله للتدريس في المرحلة الإعدادية وذلك بسبب وضعه لسؤال مضاد كلمة «مبارك» في امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي شهر نوفمبر 2008، حيث فوجئ المدرس بالتحقيق معه من قبل إدارة المنتزه التعليمية يوم 16/11 بسبب تقديم طالبة شكوي ضده لإصابتها بحالة اكتئاب نفسي من السؤال مدعية أنه بيفول علي الرئيس مبارك ورغم إقرار موجه اللغة العربية أن السؤال عادي جداً ومن المنهج وأن الكلمة بعيدة تماماً عن شخص الرئيس مبارك فإن قراراً بالخصم والحرمان والنقل صدر بحق المدرس يوم 5 ديسمبر الماضي، وقال المدرس: إنه يطلب من الرئيس مبارك إعادة التحقيق معه وإيضاح الحقيقة.

جريدة الدستور
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=40274&Itemid=1

الثلاثاء، ديسمبر 01، 2009

يااااااااا حبايب مصر ! ! !


يااااااااااااااااا حبايب مصر


سيناريو : د.أحمد خالد توفيق
رسوم : فواز

http://boswtol.com/politics/egypt-pictures/09/november/27/4023























الجمعة، نوفمبر 20، 2009

رسالة من جاموسة


رسالة من جاموسة

السكوت ممنوع - جريدة المصرى اليوم
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=233880&IssueID=1595
٢٠/ ١١/ ٢٠٠٩

تم العثور على هذه الأوراق بجوار جثة جاموسة قطار العياط كتبت فيها: «لم أعد أقوى على الاستمرار بعد أن انهارت قدرتى على المقاومة، وأصبحت الدنيا فى عينى سوداء مظلمة.. لم يعد لدى ولو سبب واحد للإبقاء على هذه الحياة البائسة التعيسة...

لم أعد اتحمل طعم (البرسيم) المروى بمياه الصرف، ولا طعم المياه المخلوطة بمياه الصرف.. لم أعد أتحمل طعم الخبز المدعوم المسموم، بعد أن حذرتنى بقرة أوكرانية صديقة من مغبة تناوله.. لم أعد أتحمل مساميره ولا (دبارته) ولا صراصيره بعد أن حرمونى من (علفى الجميل) لأن سعره أغلى من هذا العلف الإنسانى الكريه..

لم أعد أتحمل ضيق التنفس الناتج من تلك السحابة التى يفوق سوادها سوادى.. لم أعد أتحمل ضيق (الزريبة) التى أقيم فيها رغم أنها أوسع بالتأكيد من الشقق.. ذات الـ(٤٥ متر) التى يخصصونها للشباب، فليس لدى مثل هذه القدرة على التنازل، لم أعد أتحمل نظرة الحزن والوجوم على وجوه أقرانى كلما شاهدوا على الفضائيات بقرة إنجليزية أو أمريكية أو نيوزيلاندية (مربربة) تزن أربعة أضعاف الواحدة منا نحن (جاموس) العالم الثالث..

 لم أعد أتحمل الاستماع إلى برامج (التوك شو) التى يصلنى صوتها مجلجلاً فى (زريبتى) يومياً حاملاً إلى مصائب الدنيا كلها ويصيبنى باكتئاب حاد وأرق.. لم أعد أتحمل وعود الحزب الوطنى الكاذبة بمراع مفتوحة واسعة فى توشكى وسيناء وغيرهما من أراض سيتم استصلاحها..

 لن انتظر مزيداً من هذه الوعود فى مؤتمره القادم! لذلك ولكل ما سبق وغيره كثير قررت أن أضع حداً لحياتى فلن أنتظر حتى تهاجمنا (أنفلونزا الجواميس) فيقتلونى غدراً كما فعلوا مع أصدقائنا من الدواجن والخنازير! ولن أموت ميتة بطيئة بعد أن تترسب فى كبدى وكليتى ورئتى مياه الصرف، وسموم الخبز ودخان السحابة السوداء، فيذبحونى فى لحظاتى الأخيرة ليأكلنى البشر، فأصبح سماً جديداً مضافاً إلى السموم السابقة فى أكبادهم.. بيدى لا بيد الحكومة..

 اليوم سأقف أمام أول قطار أقابله لأنهى هذه الحياة الحزينة، ولن تفلح كل محاولات بنى البشر لسحبى وجرى من أمام هذا القطار، حتى ولو انهالت علىّ كل عصى الدنيا فهذه هى النهاية.. الوداع يا صديقى الفلاح.. الوداع أيها المصريون.. وأتمنى أن تتحملوا ما لم أقو على تحمله.

إمضاء: جاموسة».

مهندس- أحمد عبدالغنى- القليوبية


الأربعاء، نوفمبر 11، 2009

إبراهيم عيسي يكتب: سيستم مفيش فايدة.. مفيش أمل..مفيش رجالة.. مفيش دم



إبراهيم عيسي يكتب: سيستم مفيش فايدة.. مفيش أمل..مفيش رجالة.. مفيش دم

جريدة الدستور
 http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=37556&Itemid=1


هل تعرف أن هناك حوالي عشرة آلاف مهاجر مصري يعملون في مواقع حسّاسة بالولايات المتحدة الأمريكية من بينهم ثلاثون عالم ذرّة يخدمون حالياً في مراكز الأبحاث النووية، ويشرف بعضهم علي تصنيع وتقنية الأسلحة الأمريكية الموضوعة تحت الاختبار، مثل الطائرة «ستيلث 117» والمقاتلة «ب2» و«تي 22».

كما يعمل 350 باحثاً مصرياً في الوكالة الأمريكية للفضاء ناسا بقيادة العالم الدكتور فاروق الباز، الذي يرأس حالياً «مركز الاستشعار عن بُعد» في «جامعة بوسطن».

إضافة إلي حوالي ثلاثمائة آخرين، يعملون في المستشفيات والهيئات الفيدرالية، وأكثر من ألف متخصّص في شئون الكمبيوتر والحاسبات الآلية، خاصة في ولاية «نيوجرسي» التي تضم جالية عربية كبيرة.

هل تعرف كثيرا أو قليلا عن مساهمة عدد من أساتذة الجامعات المصريين في تطوير العديد من الدراسات الفيزيائية والهندسيّة في الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية، خاصّة في جامعة كولومبيا في نيويورك وجامعتي«بوسطن» و«نيوجرسي». وعلي رأسهم العالم المصري «أحمد زويل».

هل تعرف أنه طبقاً لما أعلنته وزارة القوي العاملة والهجرة فإن إجمالي عدد العلماء المهاجرين من مصر وحدها بلغ 465 ألف عالم منهم 200ألف هاجروا إلي أمريكا و60ألفاً هاجروا إلي كندا و50 ألفاً إلي استراليا و155 ألفاً إلي دول أوروبا.. وتشير الإحصاءات إلي أن معظم المهاجرين من خريجي الجامعات وعلماء الطبيعة والأطباء والمهندسين، كما أنه منذ بداية الستينيات من هاجر إلي الغرب أكثر من 61ألف طبيب مصري و100ألف مهندس مصري و122ألف اختصاصي فني.

(لمزيد من الإحصاءات يمكن العودة لدراسات عمر عبيد حسنة: البعد الحضاري لهجرة الكفاءات. وأنطوان زحلان: هجرة الكفاءات العربيّة، السياق القومي والدولي والبحث العلمي العربي، معوقات وتحديات محمد مسعد ياقوت، والبحث العلمي مدخل الصهاينة للتفوق علي العرب، دراسة لعامر حسين):

لماذا أذكر لك هذه الأرقام والإحصاءات؟

هل لتتحسر؟ هل لتفكر؟ أم لتغير؟

مش عارف، لعلك تختار أنت ما تستفيد به من هذه الحقائق وتتصرف بنفسك، لكن ما أريد أن أؤكد عليه انطلاقا من أن لدي مصر كل تلك الثروة من العقول النابهة والعبقريات الحاضرة، إن المشكلة ليست فينا كشعب وكأفراد، إنما فين المشكلة إذن؟

المشكلة في النظام، لامؤاخذة في السيستم؟

وما السيستم إذن يا قوم؟

هو نظام مبارك ونجله، هل هذه الإجابة تريحك؟ طبعا ستفهمها محاولة مني لإلقاء أي مصيبة علي رأس النظام وكأنه أُسّ كل الشرور وسر كل البلاوي وأصل كل أزمة وهو ما يريحني وقد يريحك، ويبقي الحل إننا نزيح هذا النظام من علي صدرنا، ولأن هذا من وجهة نظرك لن يتحقق بسهولة وقد لا يتحقق بصعوبة يبقي نستسلم وننكتم وهييه، هيا بنا نيأس؟

هذه النظرية أسمعها من الكثيرين وأكاد أتهبل أحيانا وأصدقها؟

لكن المؤكد أنها نظرية فاشلة لناس مش عايزة تعمل حاجة، فالحقيقة أن سيستم (نظام) حكم مبارك مسئول فعلا عن كل المشاكل حيث إنه محتكر الحياة في مصر فهو يقمع ويقهر وهو يزوّر ويزيّف وهو ينحاز للأغنياء ويسحق الفقراء، وهو فاشل في الصناعة والزراعة والتجارة وخايب الصيف خايب الشتا، لكننا كشعب مسئول معه في الكارثة ومسئوليتنا عن الدرك المهبب الذي وصلنا إليه أو بالدقة نزلنا فيه لا تقل عن مسئولية نظام مبارك لأننا كلنا دخلنا في السيستم؟

ومعالم السيستم حكومة وشعبا الآن هي:

-مفيش فايدة.

-مفيش أمل.

-مفيش رجالة.

-مفيش دم.

ويتصرف فيها كل طرف علي كيفه. الحكم يري أنه مفيش فايدة في المواطن؛ لأنه غير مسئول ومتسيب وبيخلف كتير ومبيتعلمش كويس ومش عايز يشتغل، والشعب يشوف مفيش فايدة في الحكومة فهي فاسدة وقاعدة وماصة الدم وكابسة علي دماغنا ويروح جماعة ويأتي غيرهم والحال طين كما هو!

والنظام رأيه مفيش أمل في الشعب فهو لن يتعلم والشعب رأيه أنه مفيش أمل في النظام فهو لن يتغير، وكمل أنت مجموعة المفيشات كما يحلو لك، لكن مجمل المسألة أن الطرفين الحكومة والشعب استمرأ كل منهما الوضع وتموضع علي أساسه وغاصت سيقان مصر في وحل الاستبداد والتخلف والانحدار الاجتماعي بل الأخلاقي! (امسحي دموعك يا آمال ويا سعاد ويا فتحي وعبدالواحد وأنتم تقرأون هذه السطور فأنا لا أرغب في أن ندخل فيلما لحسن الإمام علي روعته بل أعدكم بفيلم ليوسف شاهين علي جنانه )، المؤكد أن وجود العلماء والأفذاذ المصريين سواء داخل مصر رغم العتمة أو خارج مصر رغم الغربة يعني قدرة مصر علي التحول والتبدل والتطور من خمود الفقر والتخلف العلمي والاقتصادي إلي صعود الرخاء والتفوق العلمي والاقتصادي؟

طيب كيف يحدث هذا؟

آه يبقي أنت معي في إنه ممكن، وإننا نستاهل هذا التطور، لكن المشكلة إزاي نعمله؟

عظيم يبقي اتنقلنا نقلة كويسة!

أقولك يا سيدي، نستطيع حين نغير نظام مبارك ونجله!

طبعا ستقول يانهار أزرق رجعنا لنفس الكلام!

وأرد أعملك إيه ما هي دي الحقيقة، فالأزمة أنهم يحكموننا بالاستبداد والتزوير ثم يفشلون في تحقيق نجاح ينقلنا من الظلمات إلي النور (مكتفين بنجاح التوحيد والنور!)، ثم يقنعوننا أن الإصلاح الاقتصادي مسألة شاقة وصعبة، ورغم أنهم يضربون عظامنا بمسامير تلمة وباردة منذ 29عاما بدعوي الإصلاح الاقتصادي فإنهم مفسدون، لماذا؟

- لأنه لا تقدم اقتصادي بدون ديمقراطية؛ حيث نتفق كلنا علي تحديد خطواتنا وتقرير مصيرنا، لكن أن يخطف الحزب الوطني الحكم بالتزوير وقانون الطوارئ وينفذ هو علي طريقته وبمزاجه ما يراه صالحا أو بالأحري مصلحته فهذا لا يؤدي لأي إصلاح (يؤدي إلي الدويقة والعياط فقط).

- لأنه لا إصلاح اقتصادي بدون شفافية ورقابة ومحاسبة، لكن أن يدير شئوننا عابثون وجاهلون وفاسدون وكانزون وشاربون من حميم شرب الهيم؛ فهذا يجعل الإصلاح خرقة قماش معطرة برائحة الزبرجد (حد عارف يعني إيه زبرجد؟) يمسح بها المليونيرات تعرق أيديهم من لعب الجولف!

لهذا لابد من ديمقراطية حقيقية لضمان تخطيط إصلاح فعلي ولامناص من نزاهة كاملة لضمان تحقيق إصلاح ناجح!

والدليل عندي هي تلك الدول التي خربت اقتصاديا وبدا أنها سقطت سقوطا بلا عودة وتم تدميرها تدميرا بلا أمل في أي نهوض، فإذا بها تقوم وتفوق وتنهض وتقوي كأنها فؤاد المهندس سمع أغنية «العتبة جزاز» في فيلم «شنبو في المصيدة» فتحول إلي سوبرمان وفرافيرو اقتصادي.

مثلاً الأرجنتين يمكننا تقسيمها إلي ثلاث مراحل. بدأت عام 2001 عندما أخذ كبار أصحاب الأموال ورجال الأعمال حقائبهم الدبلوماسية طائرين إلي الأورجواي (سويسرا أمريكا الجنوبية) واقفين صفوفا أمام بنوك الأورجواي لإيداع دولاراتهم الأمريكية في البنوك أوفي خزائن تلك البنوك. وكما يحكي عبدالله الحميد في دراسته:هل تفلس الدول؟ إن الجزء الثاني من قصة الأرجنتين عندما أتم كثير من رجال الأعمال نقل أموالهم للخارج، ومن ثم قررت الحكومة الأرجنتينية تجميد الحسابات البنكية والسماح بسحب ما يعادل 250 دولاراً أمريكياً فقط كل أسبوع. وأصبح منظر مواطنين أرجنتينيين نائمين أمام آلات السحب النقدي مألوفا. في العاصمة بوينس أيرس حدث الجزء الأخير من القصة عندما انخفض الاستهلاك بنسبة عالية جدا (60%) مما أدي إلي أعمال شغب وتخريب من قبل عشرات الآلاف من الشباب، خاصة انتهت بفرار الرئيس فرناندو في طائرة هيلكوبتر. بعدها ارتفع التضخم 25% معلنا عن أسوأ أزمة مالية تمر بالبلاد خلال مائة عام. حتي أتي كيرشنر عام 2003 معلنا للمقرضين الدوليين للبلاد أن الأرجنتين غير قادرة علي دفع دينها الخارجي الواصل 145 بليون دولار أمريكي.

ومع ذلك يا أخي شوف الأرجنتين وقد تحولت في أقل من ست سنوات إلي دولة ناهضة ومحترمة اقتصاديا وغسلت كل آثار نكستها المالية والاقتصادية في عنفوان رائع، أي سحر سحروه، إنها الديمقراطية، نزاهة الانتخابات والرقابة والشفافية والتخطيط العلمي والانحياز للمواطنين وليس لحفنة من مليارديرات الحكم، لكن الصورة الأقوي والأفصح والأنصع تجدها في البرازيل تلك التي توقفت عن سداد ديونها للعالم وأعلنت إفلاسها تماما إذا بها تنهض من الرماد وتتقدم الصفوف وتصبح من الاقتصاديات الناهضة، كتب الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سلفا مقالاً يحكي فيه سيرة بلده ورئاسته قائلاً: إن البرازيل حطمت خرافة إما القبول بما يمليه الاقتصاد المعولم الذي لا يرحم، وإما العيش في عزلة قاتلة.

ويضيف: لم تختلف طفولتي كثيراً عن طفولة العديد من أبناء العائلات الفقيرة: وظائف غير رسمية، وقليل جداً من التعليم الرسمي. الدبلومة التي كنت أحملها كانت مشغِل مخرطة حصلت عليها إثر التحاقي بدورة في الخدمة الوطنية للصناعة. بدأت أعيش واقع حياة المصانع، الأمر الذي أيقظ في داخلي مهنتي كزعيم نقابة مهنية. وأصبحت عضواً في اتحاد عمال المعادن في ساو بيرناردو التي تقع في ضواحي مدينة سان باولو. وبعدئذ أصبحت رئيس هذا الاتحاد، وبصفتي هذه تزعمت الإضرابات التي وقعت في الفترة 1978 ـ 1980 والتي غيرت وجه الحركة العمالية البرازيلية ولعبت دوراً كبيراً في إعادة الديمقراطية إلي البلد الذي كان يرزح تحت الحكم العسكري الديكتاتوري، لم تكن الرأسمالية البرازيلية في ذلك الوقت مجرد مسألة رواتب متدنية وظروف عمل غير صحية وقمع لحركة الاتحادات المهنية، بل كانت تتجلي أيضاً في السياسة الاقتصادية وفي كامل منظومة السياسات العامة الحكومية والقيود التي كانت تفرضها علي الحريات المدنية. لقد اكتشفت أنا وملايين العمال الآخرين أنه لا يكفي أن تقتصر مطالبنا علي تحسين الرواتب وظروف العمل، بل كان من الضروري أن نناضل من أجل المواطنة ومن أجل إعادة تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بصورة عميقة. لقد ناضلت وخسرت الانتخابات أربع مرات قبل أن يتم انتخابي رئيساً للجمهورية عام 2002، وعندما كنت في المعارضة تعرفت علي بلدي عن قرب. وفي المناقشات التي أجريتها مع المفكرين، قمت بوضع البدائل لمجتمعنا الذي كان يعيش علي هامش العالم ويعاني الركود واستشراء عدم المساواة، عندما وصلت إلي سدة الرئاسة، وجدتني أواجه ليس فقط مشاكل هيكلية خطيرة، لكن وجدت نفسي أيضاً في مواجهة إرث من انعدام المساواة المتأصل. ذلك أن معظم الذين تعاقبوا علي حكم بلدنا، حتي أولئك الذين قاموا بالإصلاحات في الماضي، حكموا لصالح الأقلية. لقد كان همهم برازيل لا يهم فيها إلا ثلث السكان. كان الوضع الذي ورثته لا يتعلق فقط بالصعوبات المادية، لكن أيضاً بممارسات متجذرة كانت تهدد بشل حكومتنا وأخذنا إلي حالة من الركود. فقد كان يقال إننا لن ننمو من دون تعريض الاستقرار الاقتصادي للخطر. وكان علينا أن نختار بين السوق الداخلية والسوق الخارجية، فإما أن نقبل بما يمليه علينا الاقتصاد المعولم الذي لا يرحم، وإما أن نعيش في عزلة قاتلة. لقد حطمنا هذه الخرافات في السنوات الست الماضية. فقد حققنا النمو ونعمنا بالاستقرار الاقتصادي. وترافق النمو الذي حققناه مع شمول عشرات الملايين من الشعب البرازيلي في السوق الاستهلاكية. لقد وزعنا الثروة علي أكثر من 40 مليون شخص كانوا يعيشون تحت خط الفقر، وضمنا أن ينمو الحد الأدني الوطني للأجور باستمرار، بأكثر من معدل التضخم، وأشعنا الديمقراطية في الحصول علي الائتمان، وأوجدنا أكثر من عشرة ملايين وظيفة. ومضينا قدماً في إصلاح الأراضي، ولم تتوسع سوقنا المحلية علي حساب الصادرات التي تضاعفت ثلاث مرات في ست سنوات، واستقطبنا أحجاماً هائلة من الاستثمار الأجنبي دون أن نفقد سيادتنا. لقد مكننا كل ذلك من مراكمة 207 مليارات دولار من احتياطيات العملات الأجنبية).

انتهت الفقرات التي اخترتها من مقالة الرئيس البرازيلي وأحب أن أذكرك بأن تصنيف الناتج العالمي وكبريات الدول الاقتصادية يقول إن الولايات المتحدة شغلت المركز الأول بين أكبر اقتصاديات العالم في قائمة البنك الدولي لمؤشرات التنمية العالمية لعام 2008؛ حيث تم استخدام معايير للقدرة الشرائية في 146 دولة.

وشغلت الصين المركز الثاني واليابان الثالث، أما المفاجأة ففي الهند حيث احتلت المركز الرابع بين أكبر اقتصاديات العالم باستخدام القدرة الشرائية للسلع والخدمات بالدولار، ثم الأهم أن البرازيل كانت في المركز العاشر والمكسيك كانت في المركز الحادي عشر!.

الهند والبرازيل والمكسيك كانت تعاني بمنتهي القسوة من أزمات اقتصادية طاحنة ولكن بعد أقل من عشر سنوات في الهند وأقل منها للبرازيل والمكسيك صارت دولا تحتل الصفوف الأولي في الاقتصاد العالمي، فاشمعني مصر بالذمة، فيها إيه مصر يمنعها من الصعود من القاع للقمة كما جري مع هذه الدول، فيها إيه مصر!

فيها سيستم مبارك!

عرفت أنا قصدي إيه من الأول!!


الثلاثاء، نوفمبر 03، 2009

معركة المآذن فى سويسرا



معركة المآذن فى سويسرا

علاء الأسوانى - جريدة الشروق
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=148044


 بمناسبة صدور كتابى «نيران صديقة» باللغة الألمانية، دعتنى دار النشر السويسرية «لينوس» إلى عقد عدة ندوات حول الكتاب فى سويسرا وألمانيا.. ما أن وصلت إلى زيورخ حتى وجدت الرأى العام السويسرى مشغولا بقضية مثيرة ومهمة.. يسمونها هنا معركة المآذن. الحكاية بدأها حزب الشعب السويسرى،

وهو حزب يمينى قوى يقوده زعيم متطرف اسمه كريستوف بلوشير.. هذا الحزب قد دأب منذ سنوات على اقتراح قوانين معادية للأجانب والمهاجرين.. وقد قاد السيد بلوشير أكثر من حملة فى السابق من أجل التضييق على المهاجرين إلى سويسرا وخصوصا العرب والمسلمين.. الحملة الجديدة التى تبناها بلوشير تطالب بمنع إقامة المآذن الإسلامية فى سويسرا..

يبلغ عدد السكان فى سويسرا نحو 7 ملايين نسمة يشكل المسلمون منهم نحو 300 ألف مواطن.. الجالية المسلمة فى سويسرا مسالمة وهادئة ولم يحدث منها أى حوادث عنف إطلاقا.. لكن السيد بلوشير جمع أكثر من مائة ألف توقيع، على عريضة تطالب الحكومة بمنع إقامة المآذن فى سويسرا، وهذا المنع يشمل المآذن دون المساجد، فيظل من حق المسلمين أن يتخذوا ما شاءوا من المساجد ولكن بدون مآذن..

والسبب فى ذلك أن الإسلام فى رأى بلوشير، دين يدعو إلى القتل والعنف واضطهاد المرأة.. وأن المئذنة شعار حربى وليست رمزا دينيا..

وقد استند بلوشير إلى استعارة بلاغية لرئيس الوزراء التركى رجب آردوغان، فى إحدى خطبه، قال فيها:
«المآذن حرابنا والقباب خوذاتنا والجوامع ثكناتنا والمؤمنون جيشنا».. واستند بلوشير أيضا للأسف إلى دعاوى شيوخ التطرف، التى يبرزها الإعلام الغربى، التى تدعو إلى تغطية وجه المرأة بالكامل وعزلها فى البيت. كما أعلن بلوشير أن كثيرا من الدول الإسلامية تحرم المسيحيين فيها من إقامة شعائرهم الدينية وبالتالى فإن على سويسرا أن تعامل المسلمين فيها بنفس الطريقة..

وقد اختار كريستوف بلوشير لحملته ملصقة بشعة تمثل علم سويسرا، تقف عليه امرأة منتقبة مغطاة بالكامل بينما يخترق العلم عددا كبيرا من المآذن التى بدت وكأنها قنابل أو صواريخ حربية.. وقد رفضت بعض المدن السويسرية السماح بتوزيع هذه الملصقة لأنها تحث على العنصرية وكراهية المسلمين بينما سمحت بها بعض المدن الأخرى من باب حرية التعبير..

إلى هنا والأمر مألوف ويتكرر كثيرا فى الغرب: سياسى غربى عنصرى يحض على كراهية الإسلام والمسلمين ويسعى إلى التضييق عليهم واضطهادهم.. لكن الجديد فى هذه الحملة هو رد فعل السويسريين عليها. فقد قام المثقفون المستقلون وأحزاب اليسار والوسط والخضر والهيئات الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية جميعا، بحملة كبيرة مضادة دافعوا فيها عن حق المسلمين فى إقامة المآذن..

واعتبروا دعوة بلوشير انتهاكا واضحا لحق المسلمين السويسريين فى العبادة وحرية العقيدة.. وقال توماس ويبف، كبير الأساقفة فى سويسرا: «إننا نقف بقوة من أجل تمكين المسلمين من ممارسة العبادة، بحرية وكرامة، وإذا كانت المآذن مطلوبة فى دينهم فنحن ندعوهم إلى توضيح ذلك للرأى العام السويسرى..

وحتى إذا كان بعض الدول الإسلامية تحرم مواطنيها المسيحيين من حقوقهم الدينية فإن ذلك لا يبرر اضطهاد سويسرا لمواطنيها المسلمين لأننا لا يجب أبدا أن نرد على الظلم بظلم آخر ولو فعلنا ذلك نكون خائنين لمبادئنا وقيمنا».

أما السيدة ايفلين شلامف وزيرة العدل السويسرية، وهى عضوة سابقة فى الحزب الذى يتزعمه بلوشير.. فقد أدانت بشدة حملة منع المآذن وأكدت أنها منافية للدستور السويسرى الذى يكفل حرية العقيدة والعبادة لجميع المواطنين بدون استثناء. واستجابة لهذه الحملة الكبيرة لمناصرة حقوق المسلمين، فقد رفض البرلمان السويسرى إصدار قانون بمنع المآذن الإسلامية ورفض ذلك أيضا مجلس الشيوخ السويسرى، ووقفت المنظمات الدولية جميعا (بما فيها الأمم المتحدة والعفو الدولية) ضد منع المآذن الإسلامية فى سويسرا.. بل إن الحكومة السويسرية، تأكيدا لدعمها للمسلمين،

قامت بإعطاء تصريح بمئذنة جديدة ليرتفع العدد إلى خمس مآذن فى سويسرا.. لكن المعركة لم تنته بعد فطبقا للقانون السويسرى، نظرا للعريضة التى وقع عليها مائة ألف مواطن.. سوف يتم استفتاء رسمى يوم 29 نوفمبر المقبل، يصوت فيه المواطنون جميعا حول منع المآذن فى سويسرا..

وقد أثبتت استطلاعات الرأى حتى الآن، أن 53% من السويسريين يؤيدون حق المسلمين فى إقامة مآذنهم مقابل 34% يرفضون المآذن بينما لم يقرر 13% من المواطنين رأيهم النهائى بعد.. المعركة على أشدها فى سويسرا حول المآذن الإسلامية ولعله من المفيد أن نسجل بعض الملاحظات:
أولا: توضح لنا هذه الأحداث حقيقة أن الغربيين ليسوا جميعا أعداء الإسلام كما يردد بعض شيوخ التطرف عندنا، بل إن قطاعا كبيرا منهم، بالرغم من الصورة السيئة الخاطئة للإسلام فى الإعلام الغربى،.. مازالوا يدافعون عن حقوق المسلمين فى الغرب فى نطاق دفاعهم عن حقوق الإنسان بشكل عام..

وقد قالت لى السيدة إنجيلا شادر، وهى من أبرز نقاد الأدب فى سويسرا:
«أنا مسيحية بروتستانتية، عندما كنت طفلة تلقيت تعليمى الدينى فى كنيسة. وعلى الجانب الآخر من الشارع كان يوجد جامع صغير وبسيط وجميل وكان يبدو لى عندئذ وكأنه الجنة. اليوم مازلت أرى الجامع بنفس الجمال الذى رأيته وأنا صغيرة، وهو يمثل وجود جالية مسلمة فى بلادى. وأنا أحس بألم عندما أفكر كيف تتأذى مشاعر المسلمين فى سويسرا جراء هذه الحملة».

ثانيا: إن الفكر العنصرى الغربى الكاره للعرب والمسلمين، ليس جديدا لكن الجديد أنه يكتسب المزيد من المؤيدين وذلك بسبب خوف الغربيين من الصورة الدموية المتخلفة التى يتطوع بعض المسلمين بتقديمها عن دينهم، فالذين وقعوا العريضة من أجل منع المآذن، ليسوا بالضرورة عنصريين كارهين للإسلام،

لكنهم خائفون من دين لا يعرفونه يرتبط دائما فى أذهانهم بالقتل والدماء واضطهاد المرأة.. ولنا أن نتخيل رد فعل المواطن الغربى عندما يشاهد فى التليفزيون السيد أسامة بن لادن وهو يطالب بذبح أكبر عدد من النصارى والكفار أو رد فعل المرأة الغربية عندما تستمع إلى أحد شيوخ التطرف وهو يؤكد أن المرأة المسلمة يجب أن ترتدى نقابا بعين واحدة.

ثالثا: المعركة الدائرة فى سويسرا الآن مهمة للغاية ونتيجتها ستتجاوز بكثير إقامة المآذن. لو فاز حزب بلوشير فى الاستفتاء يوم 29 نوفمبر فإن الإسلام يصبح، من الناحية الرسمية القانونية، ديانة تحرض على العنف والكراهية والقتل، الأمر الذى سيكون له آثار سلبية على الجالية المسلمة فى البلاد الغربية جميعا. فلماذا لا نشترك فى هذه المعركة..؟

لا أقصد هنا طبعا حكامنا المستبدين فهؤلاء لا خير فيهم ولا أمل، ولكن أين الهيئات الإسلامية المستقلة ولماذا لا يسافر علماء الإسلام المستنيرون إلى سويسرا، قبل إجراء الاستفتاء يوم 29 نوفمبر، لكى يبينوا للناس هناك أن المآذن لا علاقة لها بالقتل والدماء..؟ أليس هذا هو الجهاد الحقيقى..؟ أن نشرح حقيقة الدين لمن يجهلونه..

إن السجال الدائر الآن فى المجتمع السويسرى فرصة ذهبية لكى نقدم للغربيين حقيقة الإسلام الذى أقام حضارة عظيمة على مدى سبعة قرون علمت العالم كله قيم التسامح والعدل والحرية..

أتمنى فعلا أن تأخذ جريدة «الشروق» المبادرة وتوفد إلى سويسرا مجموعة من كبار العلماء وأساتذة الحضارة الإسلامية، أنا واثق من أن الإعلام السويسرى سيهتم بهم ويمنحهم فرصة مخاطبة الرأى العام.. لأن السويسريين جميعا، حتى الذين يؤيدون حق المسلمين فى إقامة المآذن، لديهم أفكار مشوشة وأسئلة كثيرة عن الإسلام يبحثون عن إجابات لها.

أخيرا.. لا أستطيع أن أمنع نفسى من المقارنة بين ما يحدث فى سويسرا وما يحدث فى مصر المنكوبة بالاستبداد، فى سويسرا لا يستطيع أحد أن ينفرد بقرار حتى لو تعلق الأمر بإقامة المآذن.. الحاكم ينتخبه الناس بإرادتهم الحرة والسلطة كلها للشعب والحكومة فى خدمة المواطنين.

أما عندنا فإن زعيمنا الملهم ينفرد وحده بالقرارات جميعا بدءا من الاشتراك فى الحروب والسياسات الاقتصادية والدولية وحتى قرارات ذبح الخنازير والطيور.. النتيجة أن سويسرا الديمقراطية تتقدم وتزهر بينما تدهورت مصر حتى وصلت إلى الحضيض.
الديمقراطية هى الحل.

الاثنين، نوفمبر 02، 2009

سيناريو إعلان «من أجلك أنت » برعاية الشعب المصري


سيناريو إعلان «من أجلك أنت » برعاية الشعب المصري

عمر طاهر
جريدة الدستور

http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=blogcategory&id=13&Itemid=51


صوت: الناس اللي بتزق عربيتك لما تعطل.. صورة:( شلة بيزقوا عربية سايقاها واحدة ست علي مطلع كوبري أكتوبر).

صوت: ويقلبولك نور لما يكون فيه لجنة في الطريق.

صورة:(ميكروباص في الاتجاه المعاكس بيقلب لك نور ووراه كمان نص نقل بتعمل كده).

صوت: ويخافوا عليك من غير ما يعرفوك.

صورة: (شخص في سيارة أخري يفتح الباب اللي ورا السواق اللي مش مقفول كويس وبيقفله بقوة وبيشاور لسواق العربية التانية.. تمام).

صوت :الناس اللي واقفه معاك في الفرح.

صورة: (صوان في شارع شعبي وشباب ورجالة كبار عمالة ترقص).

صوت: وواقفه جنبك في الأحزان.

صورة:(صوان في الشارع ونفس الشباب والرجالة الكبار واقفة طابور وناس داخلة تعزي).

صوت: الناس اللي بتعرف تستمع في أي مكان.

صورة: (مشهد لماتش كورة شراب قدام القصر الجمهوري في عابدين).

صوت: وفي أي ظروف.

صورة:(مشهد لزحام شديد في مركب متجه للقناطر والناس كلها بترقص وتغني).

صوت : وبأي حاجة بسيطة.

صورة: (لمة مبهجة حوالين بائع العرقسوس وهو يصب في الأكواب وناس بتشرب وهيا مبتسمة).

صوت: الناس اللي بتعرف تشيل بعض في الزنقة.

صورة: (موتوسيكل علي كوبري أكتوبر عليه راجل ومراته وطفلين).

صوت: الناس اللي بتضحك في وشك بمناسبة.

صورة: (واحد حلواني بيلف طبق حلويات لزبون).

صوت: أو بدون مناسبة.

صورة:(صول مرور بيشاور للعربيات تعدي وهو بيبتسم).

صوت :الناس اللي نفسها مفتوحة للأكل.

صورة: (زحمة حوالين عربية فول)

صوت: والحب.

صورة: (كوبلز كتيرة بطول الكورنيش).

صوت: الناس اللي نازلة من بيتها وش الصبح.

صورة: (سواق الأتوبيس طالع الأتوبيس الفاضي وفي إيده كوباية شاي)

صوت: والناس اللي سهرانة طول الليل.

صورة: (دكتور بيساعد في إخراج مريض من عربية الإسعاف علي باب المستشفي).

صوت :الناس اللي ليها في الكورة.

صورة:(ناس علي القهوة .. رجالة وشباب تتابع ماتش للمنتخب وبتهيص).

صوت: والناس اللي مالهاش في الكورة.

صورة :(رعاة حملة وردة لكل جزائري يقفون في مطار القاهرة في انتظار البعثة).

صوت: المسلمين.

صورة:(لقطات من صلاة العيد أمام مسجد مصطفي محمود).

صوت: والمسيحيين.

صورة: (لقطات من قداس عيد القيامة).

صوت: الصغيرين.

صورة:(طابور مدرسة يحيي العلم).

صوت: والكبار.

صورة:(طابور أمام فرن للخبز البلدي).

صوت: المشاهير.

صورة: (لقطة لزويل يتقلد ميدالية نوبل).

صوت: والعاديين.

صورة: (شاب ماسك واحدة عجوزة بيعديها الشارع وسط الزحمة).

صوت: الناس اللي اعتصمت في الشوارع...

صورة: (مظاهرات).

صوت :والناس اللي ماكنش عندها وقت.

صورة:(عمال بناء ومهندسين)

صوت : كل واحد من دول ليه طريقة بيحب بيها البلد

وعاشان بيحبوا البلد بجد

بيقولوا للمهندس أمين شرطة التنظيم أحمد عز.

صورة : (أحمد عز في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب).

صوت : يا باشمهندس ..من أجلك أنت.

صورة : (المهندس أحمد عز يصفق)

صوت : طير أنت.

حاجات مشينة . . . حاجات مخجلة


حاجات مشينة . . . حاجات مخجلة

رسوم:فواز
سيناريو:د.أحمد خالد توفيق


بص و طل 1-11-2009
http://boswtol.com/politics/egypt-pictures/09/october/31/2434




السبت، أكتوبر 31، 2009

. . . بس إحنا نحلم . . .


فى مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣ رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد يتخلى عن منصبة طواعية

كتب   د. أيمن الجندى    ٣١/ ١٠/ ٢٠٠٩ المصرى اليوم

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231466&IssueID=1575

ترك مهاتير الحكم طواعية فى مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣، خبر تناقلته وكالات الأنباء فكان وقعه على المصريين كوقعه على الماليزيين. سؤال يفرض نفسه: لماذا تلهم ماليزيا أحلام مصر، وتُعقد دائما بينهما المقارنات الكثيرة؟، إذا ذُكر مهاتير ذُكر مبارك، وإذا ذُكرت ماليزيا ذُكرت مصر.

ربما لأن كليهما تولى قيادة بلاده فى نفس العام (١٩٨١)، فى هذه الأثناء نجحت ماليزيا فى التحول من دولة زراعية تصدّر المواد الأولية، إلى دولة صناعية متقدمة، انخفضت نسبة الفقر والبطالة وارتفع متوسط الدخل. والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا تقدمت ماليزيا وتراجعت مصر؟. هل تملك ماليزيا من الموارد ما يفوق مصر أم أن العكس هو الصحيح؟، هل نحن شعب عجوز يثقله التاريخ فيما يملكون هم المرونة والروح الوثابة؟. هل عدم تداول السلطة هو السبب؟.

أم أنه تفسير لا يكفى برغم وجاهته، فمهاتير استمر فى الحكم ثلاثين عاما قبل أن يتنازل عنه طواعية. هذا ليس تشكيكاً فى قيمة الديمقراطية وما يفرزه تداول السلطة من حيوية، ولكن ثمة بلاد شهدت تقدما صناعيا وبنية أساسية ممتازة فى ظل حكم ديكتاتورى مفرط كما حدث مع الجنرال فرانكو بإسبانيا.

لن أردد حديثا إنشائياً عن رؤية القيادة، والتخطيط المسّبق، والعمل بروح الجماعة، وآليات تنفيذ الخطط. فهذه الأشياء الجميلة هى مفردات النهضة فى كل بلد، ولكنها لا تفسر انبعاثها فى هذا الوقت بالذات.

السبب الحقيقى للتفاوت فيما أعتقد يكمن فى كلمة واحدة: «القدرة على الحلم». فى مصر توجد فجوة هائلة بين القرار والحلم. القادرون على الحلم لا علاقة لهم باتخاذ القرار، وأصحاب القرار ينقصهم الحلم. وفيما كان الرئيس مبارك مهموما بإطعام الشعب، وأسوأ كوابيسه أن يأتى صباح لا يجد فيه المصريون رغيف الخبز، كانت أحلام مهاتير محمد أن تتحول ماليزيا إلى دولة إقليمية عظمى.

هذا هو الفارق الجوهرى بيننا وبينهم، قدرتهم على الحلم وعجزنا عنه مع كل الاحترام للنيات الطيبة. ظاهرة عامة عند معظم المسؤولين. حينما أسير فى الطرقات وأشاهد القبح والقمامة أثق على الفور أن المحافظ ينفق مدة خدمته دون أن يحلم ولو لمرة واحدة.

تحية من مصر التى أنهكها الحزن إلى مهاتير محمد، الرجل الذى امتلك جسارة الحلم، واتبع نصيحة أمه التى قالت له: تعلّم أن تترك الطعام ومازال طعمه لذيذاً فى فمك.



الجمعة، أكتوبر 30، 2009

قليلا من التفاؤل


قليلا من التفاؤل

إصطباحة بلال فضل 29-10-2009
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231267&IssueID=1573


عمنا إيليا أبوماضى قالها «والذى نفسه بغير جمال.. لا يرى فى الوجود شيئا جميلا»، وهو لم يكن يقصد جمال مبارك يا سيدى الدوق، بل كان يقصد أن كلاً منا يرى من الواقع فقط ما يريد أن يراه، مثلا مثلا يعنى، عندما كنت أتجرع مرارة الفشل العاطفى كتبت عُشرميت مقال أنعى فيها غياب الرومانسية واندثار العاطفة فى زمن المادة،

وما إلى ذلك من الكلام الساكت الذى قيل وسيقال فى كل العصور على لسان المجروحين عاطفيا، حقهم ولا يمكن إنكاره، ديّتها أن يتحققوا عاطفيا فقط وعندها سترى أعينهم على الكورنيش «أى كورنيش ولو كان كورنيش ترعة الزمر» كيف يستعصى الحب على الفناء، وستتبدل قوائم «البلاى ليست» على كمبيوتراتهم بقدرة قادر، هكذا هى الحياة، إذا لم ترد أن تراها كما هى، فأنت لن ترى منها إلا ما تريد.

لو مددت خط الفكرة على استقامته، لما لُمت من يقذف شباب مصر بأقذع الاتهامات ولا يرى إنقاذ مصر إلا بيد شيوخها، ناسيا أن التاريخ يعلمنا أن الواقع لم تغيره حكمة الشيوخ بقدر ما غيرته حماسة الشباب الذين يسعون بعد ذلك لقتل التغيير الذى يمكن أن يطيح بهم أنفسهم بعد أن تتلبسهم الحكمة، لا أدعى أننى قد أحطت علما بشباب مصر اليوم، لكننى أستطيع أن أدعى أن هناك شبابا مختلفا لم يعد يكتفى بوضع يده على خده فى انتظار خريطة الطريق التى يضعها الأوصياء أيا كانت نواياهم طيبة،

ومهما بدت أفكارهم براقة، يشهد الله أننى لا أتحدث عن أسماء بعينها، فقد بات الكل والحمد لله يمارسون غواية الوصاية على شباب مصر، الذى يظلمه البعض عندما يظن أنه فقط أولئك الشباب الذين يفقسون الجروبات على الفيس بوك، ويتهارشون فى بعض منتديات الإنترنت، ويرضون عن جهلهم ويرضى جهلهم عنهم.

هناك فى مصر شباب محترم وجاد ومبهج يشتغلون فى الشارع ووسط الناس دون أن ينشغلوا بمحاولة البعض وأنا منهم بالوصول إلى نظريات قاطعة حول جدوى العمل الأهلى من عدمه. منذ أيام صفعتنى رسالة أرسلتها إلىّ شابة متحمسة اسمها أغاريد تعمل فى إحدى المؤسسات الأهلية المحترمة «يا أهل الإعلام ابدأوا بأنفسكم وتجاهلوا لفترة الأخبار السلبية والفاضحة واستضيفوا أو اكتبوا عن مبادرة إيجابية يمكن الناس تحس بالأمل،

هل سمعت عن مبادرات مثل (أخلاقنا) أو (وفاء لمصر) أو (بلدنا) أو (أوتاد) أو (أنا باتغير.. بداية) أو (إسطبل عنتر) أو (فاتحة خير) أو (صندوق قرية بلا أمى أو عاطل) وكلها مبادرات تعمل منذ زمن وفى صمت، أنا على استعداد لتوصيلكم بهم لو أحببتم».

إلى جوار من ذكرتهم أغاريد فى رسالتها يمكن أن أحدثك أيضا عن شباب زى الفل أنشأوا مبادرة ثقافية رائعة اسمها (دار الكتب) بدأت بموقع صغير على الإنترنت أصبح يكتسب جماهيرية واسعة يوما بعد يوم جعلت صناعه يقررون النزول من الواقع الافتراضى إلى الواقع الحى بمبادرة اسمها (مهرجان تبادل الكتب المستعملة)، نجح المهرجان بصورة مدهشة دفعت مكتبة الإسكندرية إلى استضافتهم يوم ٨ نوفمبر القادم لمدة ٤ أيام.

فى ساقية الصاوى هناك فريق اسمه (فريق معاً لاستثمار الموارد البشرية) قام بتخريج تسع دفعات من الشباب بعد تدريبهم على متطلبات سوق العمل بشكل عصرى ومن غير ولا مليم.

ثمة شباب آخرون لا تجمعهم انتماءات حزبية قاموا بإطلاق مبادرة كانت هى التى تستحق أن نلتف جميعا حولها دعما وتشجيعا لأنها تمثل الخلاص الحقيقى لمصر، اسمها (صوتى مطلبى)، والنجاح الذى تحققه الآن فى أوساط الشباب خلال أشهر لم تحققه خلال سنين الأحزاب المتعفنة فى مقارها. فى آخر يوم من العام الماضى كتبت سطرا عن جمعية رسالة التى اعتبرتها أفضل شىء حدث فى مصر، وفوجئت بسيل من الإيميلات الفرحة بما كتبته، برغم أنه لا يوفى هؤلاء الشباب حقهم أبدا.

والمعنى أن هؤلاء الشباب برغم حبهم لما يعملون وإخلاصهم له مازالوا بحاجة إلى التشجيع لا إلى التقطيم، بحاجة إلى المزيد من الفرص والأضواء وليس المزيد من المبادرات والتنظيرات، بحاجة إلى المساندة لا إلى الوصاية. أذكر أننى اقترحت قبل أعوام على أحد أصدقائى من رؤساء التحرير أن يفرد صفحة أسبوعية لتقديم نماذج مشرفة من الشباب الذين يعملون فى الشارع سواء كان عملا سياسيا أو خيريا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو طلابيا،

وذكّرته بما قام به فى السبعينيات الكاتب الكبير لويس جريس فى مجلة (صباح الخير) عندما كان يجوب محافظات مصر لتقديم نماذج شبابية مشرفة فى جميع المجالات وكيف حققت تجربته نجاحا مدهشا لكنها أُجهضت باتهامه بتقديم نماذج شيوعية مثل محمد منير وعلى الحجار وغيرهما،

استغربت أن صديقى العزيز سخر من فكرتى ووصفنى بأننى حالم أبله قائلا «الناس مابتحبش شغل التنمية الذاتية العبيط ده»، لست متأكدا من دقة كلامه، لكننى متأكد أن ما قلته لا علاقة له ببلاهة التنمية الذاتية، بل له علاقة بأزمتنا الأزلية التى لخصها من زمان عبدالرحمن الكواكبى رحمه الله عن «الزمان الذى يضن علينا بأناس يذكون الهمم ويقوون العزائم».

أستاذنا محمد المخزنجى قالها «فى هذا الزمن يمنح الناس البطولة للذين يروجون لليأس، وليس للذين يبحثون عن الأمل»، لكن، فليهنأ بالبطولة من يبحث عنها، نحن فقط نحتاج إلى أن نبحث عمن يؤمن بأن اللى يحب النبى يِزُقّ.




الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

يا عينى عالفقير يا ولداه


إصطباحة

بلال فضل 29-10-2009
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=230946&IssueID=1571


أنا مش عارف يعنى، هل الغلابة الذين استشهدوا فى قطارى الصعيد مواطنون درجة عاشرة لكى تتعامل معهم أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة بكل هذه التناحة والكلاحة؟، هل كان لازم يعنى أن يكونوا من أبناء المسؤولين لكى نعلن عليهم الحداد الرسمى وتنقلب الدنيا رأسا على عقب من أجلهم وتتغير خريطة برامج التليفزيون وتغلق القنوات أبوابها لتشغيل القرآن الكريم، أو حتى على الأقل يلم مذيعو ومذيعات التليفزيونات أنفسهم قليلا وهم يتحدثون عنهم بدلا من فشخ الضب المستفز والتبارى فى إظهار سماكة جلودهم؟، لو كان العشرون قتيلا من أبناء علية القوم والمتنفذين والمسنودين هل كان السيد عبداللطيف المناوى رئيس «انقطاع» الأخبار سيظل على رأيه بأن ما حدث مجرد «حادث كبير» وليس كارثة؟.

هل يبدو ما أقوله لك اليوم تركيزا فى سفاسف الأمور، تخطئ كثيرا إذا ظننت كذلك، هذا هو لب المسألة ورحمة الذين صُرعوا غيلة وغدرا، دعك من التبارى فى لعن سنسفيل المتسببين عن مصرع الضحايا ومرمطة المصابين فى سلخانات وزارة الصحة، دعك من البحث عن جاموسة فداء للتعمية على المسؤول الحقيقى عن هذه الكارثة وكل الكوارث التى سبقتها، الذى سلّم القط مفتاح الكرار، ودَشّن «رَفَق» السلطة على البيزنس، وألغى مبدأ الثواب والعقاب، وجعل الفاسدين والمقصرين مطمئنين إلى أنهم لن يدفعوا الثمن غاليا أبدا، بل على العكس ربما كوفئوا برئاسة بنك أو شركة بترول أو مقعد برلمانى، الذى لا يعرف أحد كيف يختار مسؤوليه، ولا لماذا يقرر أن يقيلهم ولماذا يقرر أن يبقيهم، الذى ليس مدينا لأحد بتفسير أو بتبرير، لأنه أدرى بمصلحتنا منا، وعلينا أن نرضى باللى يجيبه وقت ما يجيبه.

إذا لم ندرك ذلك ولم نواجه أنفسنا به، فدعونا نسمى الأمور بمسمياتها ونجيب الكلام من الآخر، «إيه يعنى عشرين فقيرا ولاّ خمسين ولاّ حتى ستين راحوا وارتاحوا، مجرد حادث كبير تسبب فيه خطأ بشرى لعامل زوغ قبل موعده ونزلت عدالة السماء عليه فلقى مصرعه، لا تكبروا الموضوع، هل نسيتم أن الحزب الوطنى رفع سعر صرف المواطن المصرى المصروع فى حوادث القطارات من ثلاثة آلاف جنيه إلى عشرين ألف جنيه، ولو مضايقكم المبلغ ممكن نهزه شوية، لا تلعبوا إذن أدوار البطولة وترقصوا على جثث الضحايا واحمدوا الله على قد كده، لا تغلوشوا على مسيرة الإنجازات، لا تأكلوا وتنكروا وتكونوا من الجاحدين،

فقراء إيه اللى نعلن عليهم الحداد، هم كانوا عملوا إيه للبلد يعنى، مش دول اللى بيوسخوا القطارات وبياكلوا عيش كتير وبيشربوا ست معالق سكر فى كوباية الشاى وطلباتهم مابتخلصش ومشاكلهم ما بتخلصش وبيرموا الزبالة فى الشوارع وبرضه نفسهم مش مسدودة عن الجماع وزرب العيال، الحوادث تحصل فى كل بلاد الدنيا، صحيح أن أهالى القتلى فيها يأخذون تعويضات ضخمة والمصابون يتلقون عناية آدمية والمتسببون فيها يحاسبون حسابا عسيرا، بس تقدر تنكر إن الحوادث بتحصل فى كل بلاد الدنيا».

خلاصة الكلام، كنت فى تركيا عندما وقعت فى شهر رمضان المنصرم كارثة السيول التى داهمت محافظة إستانبول وما حولها وأغرقت حوالى ١٥ مواطنا وأحدثت خسائر بالغة فى الممتلكات، على الفور غيرت كل محطات التليفزيون الرسمية والخاصة خريطة برامجها وأعلنت حالة الحداد الرسمى فى البلاد وفُتحت حسابات التبرعات فى كافة البنوك، ونسى الأتراك لرجب طيب أردوغان رئيس الوزراء المحبوب كل مآثره، وانهالوا عليه قدحا وذما، وقلّبوا فى دفاتره القديمة عندما كان رئيسا لبلدية إستانبول وطالبوا بالتحقيق فى مسؤوليته عن منح تراخيص مخالفة لمبانٍ بُنيت فى مواقع مخرات السيول، واضطر الرجل إلى أن يزور المناطق المتضررة ليلا ويطل عليها بالهيلكوبتر نهارا تفاديا لرمى الناس له بالطين والبيض الفاسد، ونزل قادة المعارضة وأبرزهم دنيس بايكال إلى موقع الكارثة دون أن يُتّهموا باستغلال الكارثة سياسيا.

 شاهدت فى نشرة الأخبار أردوغان وهو يجلس فى منزل فقير يفطر مع أسرة غرق منزلها، ويستمع وهو مكبوس إلى كلام شديد القسوة من الناس، دون أن يقف ليشخط فيهم ويطلب منهم ألا يحملوه مسؤولية كارثة طبيعية لم تشهدها تركيا من عشرين عاما، ويذكرهم بأفضاله على البلاد التى انتشلها هو وحزبه من هوة الضياع، ولم يكن سيكذب لو قال ذلك بالفم الملآن، لكنه لم يقله، ولذلك هو أردوغان، ولذلك تتقدم تركيا الديمقراطية كل ثانية بأهلها، ولذلك يموت الفقير فينا دون أن يحظى بما يليق بآدميته، لا فى الحياة ولا فى الحداد.

يا عينى على الفقير يا ولداه.