BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

السبت، أكتوبر 10، 2009

خطاب . . . بلا عنوان


خطاب . . . بلا عنوان

من إصطباحة بلال فضل 10-10-2009

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=228737&IssueID=1554

قصة جميلة قرأتها فى كتاب (مقهى الباب العالى) للكاتب التركى سرقان أوزبورن وترجمها المترجم السورى القدير عبدالقادر عبداللى، وهى تحكى عن استدعاء السلطان العثمانى سليمان القانونى لشيخ الإسلام فى عهده أبوالسعود أفندى قبل سفر السلطان إلى حملته العسكرية على النمسا.. كان السلطان السبعينى مريضاً ويشعر أنها ستكون حملته الأخيرة، وعندما مثل شيخ الإسلام فى حضرته وضع السلطان بيده صندوقاً صغيراً، وقال له: عندما أموت ادفن هذا الصندوق معى.

ما تبقى معلوم لمتابعى التاريخ العثمانى. جيش مؤلف من مائة ألف جندى انطلق فى طريق زيغاتفار، وهناك أسلم السلطان روحه لبارئها. بعد عودة الجنود من الحملة، اجتمع العلماء وتحدثوا عن وصية السلطان أكثر مما تحدثوا عن موته، فحسب الشريعة الإسلامية يَحْرُم دفن شىء مع الشخص عندما يموت، والتصرف على غير هذا الوجه لا يمكن تسميته بغير الوثنية، وحاشا «القانونى» أن يكون وثنياً،

دافع بعض علماء الحديث عن رغبة «القانونى» انطلاقاً من الحديث النبوى «يُحشر المرء مع من يحب»، وذكّر بعض الفقهاء أن حضرة السلطان شهيد، ويجب ألا يعتبر الشهداء كالموتى، وبينما كان علماء التفسير يناقشون أن كلمة «ادفن» لم تكن أمراً بل وصية، ناقش علماء الكلام أن كلمة صندوق هنا لا تعنى الصندوق بل التابوت،

وفى تلك اللحظة دخل خادم مكلف بضيافة العلماء، فذكّرهم بتساؤل نسوه فى غمرة المكلمة: «ترى ماذا يوجد بالصندوق؟»، وبعد نقاش طويل حول حكم فتح الصندوق قرروا فتحه، ليجدوا فيه كومة من الأوراق اتضح بعد قراءتها أنها ليست سوى جميع الفتاوى التى أخذها السلطان من شيخ الإسلام حول كل ما فعله منذ جلوسه على العرش وحتى آخر يوم فى حياته.

فى تلك اللحظة وقع شيخ الإسلام أبوالسعود أفندى فى حالة يأس شديد، وقرّب الصندوق منه، وبدأ ينظر فى أوراقه ليجد بها فرمانات إعدام شيخ ملامى إسماعيل المعشوقى، المعروف باسم «الشيخ الولد»، ومحيى الدين قرمانى، وحمزة بالى، والفتاوى التى أصدرها حول جواز قتل اليزيديين، وفتواه بتحريم الجلوس على المقاهى، وخرجت من فمه هذه الكلمات: «آه يا سليمان، أنت أنقذت نفسك، حسناً، ماذا سنفعل نحن؟».

انتهت القصة، ولست أدرى هل ينبغى أن نتعظ منها بالشيخ الذى أدرك بعد فوات الأوان جرم تحويله الدين مطية للسلطان، أم بالسلطان الذى رحل وهو مهموم بهول السؤال يوم الحساب.



1 التعليقات:

nada ahmed يقول...

بجد قصه تبكى الةاحد على حلنا
للاسف احنا شعب مش بتعظ
لازم نتقرص الف مره عشان نفووووووووق
:(