BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

الاثنين، فبراير 01، 2010

بالتفصيل الممل


بالتفصيل الممل

سيناريو:د.أحمد خالد توفيق
رسوم:عبد الله




الأربعاء، يناير 20، 2010

لأنه قليل الأدب و مش متربى ! ! !


التفسير

قلم:د.أحمد خالد توفيق
رسوم:محمد عبد الله
http://boswtol.com/politics/egypt-pictures/10/january/13/6516



الثلاثاء، يناير 19، 2010

لماذا نتأخر ويتقدم العالم..؟!


لماذا نتأخر ويتقدم العالم..؟!


بقلم: علاء الأسواني

aswany profile

19 يناير 2010 جريدة الشروق الجديد

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=172992


منذ شهور، تم تعيين العالم الكبير الدكتور أحمد زويل فى وظيفة مستشار علمى للرئيس الأمريكى باراك أوباما. وعندما ذهب الدكتور زويل للقاء الرئيس أوباما أعطاه المسئولون فى البيت الأبيض تصريح دخول مسجلا فيه اسمه ووظيفته لكنه لاحظ أنهم كتبوا فى أسفل التصريح كلمة «مؤقت».. اندهش الدكتور زويل من ذلك وذهب إلى مسئول كبير فى البيت الأبيض وسأله:

ــ لماذا كتبتم على التصريح الخاص بى كلمة مؤقت..؟
فابتسم المسئول الأمريكى وقال:
ــ دكتور زويل.أنت تعمل مستشارا للرئيس أوباما.. أليس كذلك..؟
ــ نعم..
ــ الرئيس أوباما نفسه مؤقت..

حكى لى الدكتور زويل هذه الواقعة فوجدتها تحمل معانى كثيرة: إن الرئيس الأمريكى، مثل أى رئيس فى بلد ديمقراطى، يشغل منصبه لأربع سنوات قد تمتد إلى ثمانى سنوات لو أعيد انتخابه، بعد ذلك لا يمكن أن يبقى فى منصبه يوما واحدا. وقد حصل الرئيس على منصبه لأن الشعب اختاره بإرادته الحرة وهو يخضع لرقابة صارمة فى كل ما يتعلق به وأسرته.. ولأن الرئيس مدين للشعب بمنصبه وخاضع لرقابته، فهو يبذل كل جهده لكى يفى بوعوده التى اختاره الناخبون على أساسها.. الأمر الذى سيدفعه بالضرورة إلى الاستعانة بأفضل كفاءات فى البلد لكى يستفيد منها فى خدمة الناس.. هكذا يحدث فى الدول الديمقراطية أما عندنا فى مصر.. فإن الرئيس يظل قابضا على السلطة حتى يوافيه الأجل المحتوم، الأمر الذى يؤدى حتما إلى تداعيات خطيرة لا يمكن تفاديها بغض النظر عن شخصية الرئيس أو نواياه الطيبة:

أولا: الرئيس فى مصر لا يتولى السلطة بفضل اختيار الناخبين وإنما بفضل قوة أجهزة الأمن وقدرتها على قمع المعارضين وبالتالى فهو لا يقيم وزنا كبيرا للرأى العام لأنه يعلم أن بقاءه فى السلطة ليس رهينا بمحبة الناس وإنما بقدرة الأمن على حمايته من أى تمرد أو انقلاب.. أجهزة الأمن فى مصر هى صاحبة القول الفصل فى كل مجال وكل شىء بدءا من تعيين العمدة فى أصغر قرية وتعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات وحتى السماح بإنشاء الأحزاب السياسية ومنح التراخيص للصحف والقنوات الفضائية وصولا إلى تعيين الوزراء واستبعادهم. كم من شخص كفء تم ترشيحه للوزارة ثم اعترضت عليه أجهزة الأمن فتم استبعاده فورا وكم من شخص عاطل عن الكفاءة تم تصعيده إلى المناصب العليا بفضل دعم أجهزة الأمن. مصر تنفرد بين بلاد العالم بوضع شاذ:
إذ تنفق الدولة على وزارة الداخلية ما يقرب من تسعة مليارات جنيه، وهذا المبلغ يساوى ضعف ميزانية وزارة الصحة (أقل من خمسة مليار جنيه).. أى أن النظام المصرى ينفق على إخضاع المصريين واعتقالهم وقمعهم ضعف ما ينفقه على علاجهم من الأمراض....
ثانيا: لا توجد وسيلة مشروعة لمنافسة الرئيس على منصبه كما أن بقاء الرئيس فى السلطة هو الهدف الأهم من أى هدف آخر. من هنا يضيق النظام بظهور أى شخصية عامة تتمتع بثقة الناس ويسعى إلى التخلص منها فورا.. وقد أدى ذلك دائما إلى حرمان مصر من كفاءات كبرى تم استبعادها بسبب تمتعها بصفات قد تؤهلها ولو فى الخيال لتولى منصب الرئاسة وما حدث مع الدكتور أحمد زويل نفسه خير مثال على ذلك: فهذا العالم الكبير بعد أن حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، عاد إلى مصر ليقدم مشروعا لجامعة تكنولوجية كانت كفيلة بنقل بلادنا إلى عصر العلم.. لكن بعض الأقاويل والتقارير الأمنية حذرت من شعبيته الطاغية وسط الشباب الذين صرح كثير منهم بأنهم يتمنون أن يروا أحمد زويل رئيسا لمصر.. هنا كانت الطامة الكبرى، فأغلق النظام كل الطرق فى وجه الدكتور زويل وتم التضييق عليه وصرف النظر عن مشروع الجامعة التى أراد بها أن يفيد بلاده. بعد ذلك بشهور قليلة، سارع الرئيس الأمريكى بتعيينه مستشارا علميا له ليستفيد من علمه الغزير فى تطوير الولايات المتحدة.. هذا نموذج واحد من آلاف النوابغ المصريين الذين يمنعنا الاستبداد من الاستفادة بقدراتهم.

ثالثا: الرئيس فى مصر يتمتع بسلطات مطلقة فلا توجد جهة واحدة تستطيع أن تحاسبه.. نحن لا نعرف أبدا ما مقدار ثروة الرئيس مبارك وأسرته؟ كم تبلغ ميزانية رئاسة الجمهورية وما هى بنود الإنفاق فيها..؟ وهل يجوز أن تنفق الدولة ملايين الجنيهات من المال العام على استراحات الرئيس وقصوره بينما يعيش ملايين المصريين فى عشوائيات بائسة وهم محرومون من الاحتياجات الإنسانية الأساسية.؟. إن تحصين الرئيس الكامل ضد المحاسبة يمتد أيضا إلى كبار المسئولين فالأجهزة الرقابية فى مصر تلاحق صغار الموظفين وتحاسبهم على أقل هفوة وكثيرا ما تؤدى بهم إلى العزل والسجن، لكنها أمام كبار المسئولين تضعف سلطتها فتكتفى بتقديم مخالفاتهم إلى الرئيس والأمر له وحده، إذا شاء حاسبهم وإذا شاء غض الطرف عن تجاوزاتهم.. وهكذا يقتصر تطبيق القانون على الصغار الضعفاء والكبار المغضوب عليهم.. إن محاربة الفساد بطريقة انتقائية، فضلا عن كونها بلا معنى أو تأثير، تشكل فى حد ذاتها نوعا من الفساد.....

رابعا: الرئيس فى مصر وحده هو الذى يملك تعيين الوزراء وعزلهم.. وهو لا يعتبر نفسه مسئولا عن تفسير قراراته أمام المصريين الذين لا يعرفون أبدا لماذا تم تعيين الوزراء ولماذا أقيلوا.. كما أن الكفاءة ليست العامل الأول فى اختيار الوزراء وإنما الأهم هو الولاء للرئيس.. وقد رأينا الأسبوع الماضى كيف تم تعيين أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم بالرغم من أنه لم يسجل أى إنجاز وليست لديه أية خبرة فى تطوير التعليم.. لكن الإنجاز الفريد الذى قام به عندما كان رئيسا لجامعة عين شمس يتلخص فى أنه، لأول مرة فى تاريخ الجامعات المصرية، استدعى مجموعات من البلطجية مسلحين بالسنج والسكاكين وزجاجات المولوتوف وسمح لهم بالدخول إلى حرم الجامعة والاعتداء على الطلاب المتظاهرين.
هذا التصرف المشين الذى كان كفيلا بإبعاد رئيس الجامعة ومحاكمته فورا فى أى بلد ديمقراطى.. كان هو ذاته الدافع فيما يبدو، لتعيين أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم. أضف إلى ذلك أن اختيار الوزراء واستبدالهم يتم غالبا بطريقة غير موضوعية لا يفهمها أحد. فرئيس الوزراء، أكبر منصب سياسى بعد الرئيس، يشغله شخص لم يمارس السياسة فى حياته قط ووزير التضامن الاجتماعى كان مسئولا أساسا عن هيئة البريد ووزير الإعلام كان فى الأساس متخصصا فى بيع الموسوعات العلمية ووزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان صدر قرار جمهورى بتوليه لرئاسة شركة بترول.. وهكذا يبدو الأمر وكأن الرئيس يحب بعض المسئولين ويثق فى ولائهم وبالتالى فهو يوزع عليهم المناصب الكبرى بدون التوقف كثيرا أمام صلاحيتهم أو خبراتهم.. إن النظام يستبعد كفاءات كبرى لأنه يشك فى ولائها أو يخاف من شعبيتها بينما يمنح المناصب إلى أتباع النظام حتى وإن كانوا بلا كفاءة. ولأن معظم أعضاء مجلس الشعب ينتمون إلى الحزب الحاكم وقد حصلوا على مقاعدهم عن طريق تزوير الانتخابات فإنهم ينفذون تعليمات الحكومة بدلا من أن يمارسوا دورهم فى محاسبتها.. إن الوزير فى مصر لا يعتبر نفسه مسئولا أمام الشعب وهو يعلم جيدا أن بقاءه فى منصبه ليس رهينا بإنجازه وانما برضا الرئيس عنه.. من هنا نفهم لماذا يتسابق الوزراء فى مديح الرئيس والإشادة بحكمته والتغنى بقراراته التاريخية الرائعة.. حتى أن وزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادى لم تجد أدنى حرج فى أن تنحنى، على الملأ وأمام وسائل الإعلام، وتقبل يد السيدة سوزان مبارك..

... لهذه الأسباب جميعا نتخلف كل يوم بينما يتقدم العالم حولنا.. إن مصر غنية بملايين المتعلمين وآلاف الكفاءات النادرة المخلصة التى لو منحت فرصة، قادرة تماما على إحداث نهضة كبرى فى سنوات قليلة لكن الاستبداد هو السبب الأصيل لتخلف مصر والمصريين.

..الديمقراطية هى الحل..


الثلاثاء، يناير 12، 2010

لك الحق أن تفخر بفتح الراء


لك الحق أن تفخر

د.أحمد خالد توفبق
جريدة الدستور 12-1-2010
http://dostor.org/opinion/10/january/11/2674


لك الحق أن تفخرَ - لاحظ أن الفعل المضارع منصوب بعد الحرف الناسخ (أن) - وأنت تري الحزم الذي يتعامل به الأمن والحكومة المصريان مع أعضاء قافلة شريان الحياة، وأن تشعر بالرضا وأنت تري في موقع (يوتيوب) الناشطين الأجانب والدم ينزف من جباههم وأنوفهم بعدما تلقوا علقة موت من الشرطة المصرية، وأن تري (جورج جالاوي) علي شاشة الجزيرة موشكًا علي البكاء، يصف ما حل به من مهانة ومعاملة (زي الزفت) في مصر، التي بلغت ذروتها باعتبار برسونا نان جراتا (شخصًا غير مرغوب فيه)، وإن كان هذا قد جاء بعد قراره هو الآخر بألا تمس قدماه مصر ثانية باعتبارها دولة غير مرغوب فيها.. لم تهتز الحكومة لمكانة جالاوي العالمية ولا لكون كل كلمة ينطق بها قد حجزت مكانها في الصحف العالمية قبل أن تخرج.. لك الحق أن تفخر؛ لأن الحكومة المصرية كشفت عن كذبه ومؤامرته الآثمة عندما زعم - الكذاب - أن سيارته دفع رباعي، بينما هي «مش دفع رباعي ولا حاجة».

لابد أن تشعر بالفخر؛ لأن السلطات المصرية تغلبت علي عقدة الخواجة وداء الخوف المزمن من السفارات.. هكذا يتعلم هؤلاء الأجانب أن المسائل ليست لعبة، وأن كونهم «أجانب» لا يعطيهم أي حق في معاملة خاصة أو تدليل.. نحن الذين تعودنا من حوادث سابقة أن جواز السفر الأجنبي يعطي الحق لصاحبه في ضرب أي شخص ودهم أي طفل في القاهرة مع الخروج كالشعرة من العجين، تبين لنا أننا كنا واهمين سيئي الظن.

حان الوقت لهؤلاء الأجانب أن يتعلموا أن المظاهرات عمل خطر، ويختلف كثيرًا عن مظاهرات بلادهم التي تشبه الكرنفالات، حيث يخرجون ليرقصوا ويدقوا الطبول ويلوّحوا باللافتات ويشربوا الكولا ويتشمسوا قليلاً. ومن حسب نفسه من رعايا دولة أجنبية فعليه أن يتحمل خطأه .. في هذه المرة ستصمت الدول الغربية كلها؛ لأن المظاهرات ضد إسرائيل حبيبة بابا التي لا يجرؤ أحد علي أن يجرح مشاعرها، ولهذا ستصمت بريطانيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا وهي تري أبناءها يتلقون علقة حرامي في مولد أو حمار في مطلع.

لك الحق أن تفخرَ بأن مصر لم تدع القافلة تعبر؛ لتنتهي المشكلة في دقائق فلا تترك الفرصة لهذه الحرب الإعلامية التي مزقت كل ما هو مصري .. أبدًا .. ليست الأمور لعبة وعلي القافلة أن تعود لسوريا لتبدأ من جديد علي طريقة مدرس الحساب في الابتدائي وهو يضربنا بالمسطرة: "لو ضربة هيّفت حنبدأ من الأول تاني !". لو أن جهة معادية أنفقت المليارات من أجل تشويه سمعة مصر فلن تحقق هذه النتيجة، لكننا فعلناها ولم نتكلف شيئًا.

ذكاء شديد في التعامل فعلاً، وقد صار اسم مصر علي كل لسان وفي كل جريدة وعلي كل لافتة في مظاهرة، ولم يعد أحد يتكلم عن إسرائيل؛ لأننا بالضبط فعلنا ما كان عليها أن تفعله، وظهرنا في الواجهة باعتبارنا المسئول الوحيد عن تجويع غزة وقتل أطفالها .. هكذا صارت القطبية واضحة جدًا: نحن أمام العالم، تحول العالم كله إلي مناضلين شجعان ونحن صرنا الأوغاد متصلبي الرأي.. دعك من أن كل طفل يعرف سبب هذا التعسف طبعًا ولا يصدق حرفًا من كلام رؤساء تبرير الحكومة: هذه تعليمات أمريكية إسرائيلية لا أكثر ..

لك الحق أن تفخرَ بالحزم الذي ظهر به المسئولون المصريون ليتحدثوا عن حدود مصر المقدسة وأن الأمور ليست لعبة، وهي مجموعة الوجوه الدائمة ورؤساء تبرير الصحف القومية . فلو أن الحكومة المصرية قررت غدًا فتح الحدود وتوصيل الإمدادات لغزة لخرجوا دامعي العيون يتحدثون عن مسئوليتنا التاريخية نحو غزة، وينتقدون القرارات القديمة المتعسفة بمنع دخول الإمدادات.. اللي بيطالب بعدم فتح المعابر ده عميل يتلقي أموالاً من الخارج.. طبعًَا عندما حدثت انفجارات طابا فتحت الحدود المصرية لأي إسرائيلي قادر علي المشي أو الزحف ولم يعترض أحد. ولم يكن أبو الغيط هناك لقطع رجل كل من تسول له نفسه العبور.

لك الحق أن تفخرَ وأنت تري السيد (أبو الغيط) يتكلم عن أن الجدار العازل فرض ديني، بينما يتكلم الشيخ (طنطاوي) عن ضرورة عودة القافلة من نويبع إلي سوريا. آسف .. خلطت بين القولين . والسبب هو أن الشبه بين الرجلين في الملامح وطريقة الكلام صار قويًا جدًا لدرجة أنني أخلط بينهما فعلاً.. الشيخ لم يقل شيئًا عن سب الدين في أعرق برلمان عربي، لكني أتساءل عما كان سيقوله لو سمحت الحكومة المصرية بشق الأنفاق. هل سيقول وقتها إن حفر الأنفاق واجب علي كل مسلم لما فيه من منفعة لصالح المسلمين إن شاء الله ؟

لك الحق أن تفخرَ - لاحظ أن الفعل المضارع منصوب بعد الحرف الناسخ (أن)- بجهود هؤلاء القوم في تكشيش مصر وتقزيمها يومًا بعد يوم .. هناك فيلم خيال علمي اسمه (الرجل المنكمش العجيب). عندهم هذا خيال علمي، أما عندنا فحقيقة عبقرية.. لا يتم تقليص رجل بل تقليص دولة عظيمة. دولة كان عندها رمسيس الثاني وأحمس ومصطفي كامل وعرابي وعبد الناصر ونجيب محفوظ والعقاد ومشرفة وطلعت حرب وعبد الوهاب و.. و ...... فجعلوها هم تتعامل رأسًا برأس مع دولة أصغر من شبرا هي قطر، أو قناة فضائية هي الجزيرة، أو فريق كرة قدم. ربما يعلنون غدًا الحرب علي محال الكشري علي طريقة العبقري (فؤاد المهندس).

الحقيقة أن الأمور تتضح في كل يوم بوضوح أكثر. نحن نحكم .. نحن ننفذ ما يناسب مصالحنا وأجندتنا الخاصة وحساباتنا مع الولايات المتحدة.. أنتم لم تأتوا بنا فلسنا مدينين لكم علي الإطلاق، كما أنكم لا تقدرون علي الذهاب بنا، فلا نحمل لكم همًا .. لو استطعتم عمل شيء لفعلتموه .. أعلي ما في خيلكم اركبوه .. نحن نعرف أنكم تكرهوننا ولا تصدقون حرفًا مما نقول .. لا يحمينا منكم إلا عصا الأمن المركزي التي تهوي فوق الرءوس وتدخل في الفتحات الطبيعية، و(هوه هوه هوه). هل تريدون ما هو أكثر ؟.. إن شاء الله تأخذكم مصيبة، فماذا يضير هذا البلد لو فقد مليونين أو عشرة ملايين ؟ ولماذا لا تعمل إنفلونزا الخنازير بكفاءة أكبر ؟

الأمور لم تكن من قبل بهذا التجريد والجلاء.. ولا أعرف ما يمكن أن تؤدي له الأمور بهذه الطريقة. ما أعرفه أنني لو كنت من هؤلاء الأخوة لعملت كل شيء ممكن كي أزيد من عدد وعتاد قوات الأمن .. هذا شيء أفهمه علي الأقل.


الأحد، يناير 10، 2010

نحن و هم


نحن و هم

د.أحمد خالد توفيق

http://www.facebook.com/note.php?note_id=249266196986&id=160461423721&ref=nf



في لحظة روقان نسبي دنا مني ابني الطالب في السنة السادسة الابتدائية وهو يمسك بكتاب الدراسات - الجغرافيا والتاريخ سابقًا - وسألني: "هو يا بابا حرب أكتوبر دي صح والا غلط ؟"



نظرت له في عدم فهم، فعاد يكرر سؤاله: "يعني إحنا عبرنا القناة فعلاً وهزمنا إسرائيل ؟ والا ده كلام الكتاب ؟"



لم أفطن إلا في هذه اللحظة إلى أنه لا يعرف عن أكتوبر إلا ما تقوله كتب المدرسة وما يقوله الإعلام، والأفلام الركيكة التي استخدمت فيها حرب أكتوبر كمجرد وسيلة لإصابة البطل بالشلل والعجز الجنسي، وهي أفلام من المستحيل أن ترغم طفلاً على مشاهدة ربع ساعة منها خوفًا على عقليته. بالنسبة لي أكتوبر 73 حقيقة واقعة وجزء جوهري من تكويني، وأذكر كل شيء حتى ارتجاج بيتنا في طنطا تحت تأثير المدفعية المضادة للطائرات في مطار (محلة مرحوم) القريب أثناء الغارات، ورائحة البارود في الجو عند الفجر، وحتى صاروخ سام (6) وهو يلاحق طائرة إسرائيلية في الجو فوق سنترال المدينة .. طبعًا كان هذا المشهد بعيدًا عن السنترال لكنه خداع البصر ..



بالنسبة لابني ما يعرفه عن أكتوبر جاء من وسائل الإعلام الرسمية، وبالتالي هو خطأ ومزيف .. لقد تعلم هذا مع الوقت ومن محادثات الكبار .. يقال له في المدرسة إن هذا هو أزهى عصور الحرية، ويُطالب بحفظ أطنان من الإنجازات وإلا خُرب بيته.. يقال له إن (توشكى) أعظم مشروع في التاريخ، وإن العالم لا حديث له إلا عن مصر: متى صحتْ من النوم وماذا أفطرتْ ومتى دخلتْ الحمام ومتى نامتْ .. مدرسوه يلقنونه طريقة كتابة موضوع إنشاء عن (توشكى) أو نزاهة الانتخابات، لكنهم أول من يسخر من هذه الأشياء علنًا .. هكذا صار عنده نوعان من الحقائق: حقائقنا نحن وحقائقهم هم ..



شعرت بشفقة من أجله لأنه مرغم على أن يعيش هذا الانفصام، وأن يقف على أرض مهتزة لا يعرف إن كانت أرضًا أم مستنقعًا .. يجيب عن أسئلة الامتحان فيتحول بالضبط إلى المواطن الذي تشتهيه الحكومة: مشروع رئيس تحرير صحيفة قومية من إياها .. يسود الصفحات عن عظمة النظام وروعة الإنجازات .. ثم يترك اللجنة فيسمع ما يقوله الكبار ويعرف أننا في أسوأ حال ممكن. هكذا يشك في كل شيء حتى الحقائق المفروغ منها .. حتى حرب أكتوبر .. حتى دور محمد علي في النهضة .. حتى وطنية جمال عبد الناصر .. حتى أهمية السد العالي ..



هل (رفاعة الطهطاوي) رائد حركة الترجمة فعلاً أم أن هذا ما يجب أن نكتبه ؟... هل (طه حسين) عظيم فعلاً أم أن هذا ما تريده الوزارة ؟.. هل إسرائيل عدو أم صديق (حركاته مش ولابد) ؟.. هل أمريكا شيطان أم شريك كامل؟.. بالنسبة للسؤال الأخير هو أميل إلى أن تكون الدولة التي ابتكرت الببسي والمكدونالد وأفلام الرسوم المتحركة دولة خيرة نبيلة...



تذكرت هنا كلمات الفنان (اللباد) في مقال مهم له عن الانفصام الدائم بين الحكومة والأهالي، حتى على مستوى الساعة .. يذكر أن الحكومة غيرت التوقيت كعادتها نصف السنوية، وسأل هو أحد المارة عن الساعة فقال الرجل: "عايز تعرف الساعة حكومة والا أهالي ؟".. كان هذا في معرض حديثه عن ألبوم (حكومة وأهالي) للرائع الراحل (بهجت) وهو ألبوم يناقش ذات الفكرة باستطراد. هذه الحادثة نموذج دقيق جدًا للانفصال التام ما بين تعامل المواطن المصري مع الحكومة ومع ذويه من الأهالي .. وقد يشتم المعلم أو المذيع الحكومة ساعة منتقدًا كل سياستها، ثم يدخل الفصل أو يواجه الكاميرا فيتحول إلى شاعر يشبب بهذه الحكومة الرشيدة باعتبار أن لكل مقام مقالاً.



شيء آخر عودونا عليه هو الأسلوب الخطابي المتملق الذي حفظناه في طابور الصباح في المدرسة .. مصر أعظم الدول جمعاء .. الرئيس الحالي في أي عصر هو أحكم رئيس على الإطلاق . العهد الحالي هو العهد الذي صحح أخطاء الماضي .. والكلام ليس موجهًا للطلبة لكنه موجه للسيد ناظر المدرسة .. والسيد ناظر المدرسة يهمه أن يرضى وكيل الوزارة، وهكذا دواليك .. طابور التملق لا يهتم إن كان يحكمنا الحزب الوطني أم الاخوان أم ستالين أم عمر بن عبد العزيز .. المهم أن تصل رسالة النفاق كاملة، وتقرأ مواضيع الرسم فتجدها النفاق مجسدًا: زيارة السيد الرئيس للمحافظة – توشكى – قلادة عليها صورة الرئيس .. ومواضيع الإنشاء ليست أفضل حالاً.. لا يبالون إن كانوا يفسدون أجيالاً، فالمهم هو أن يرضى السيد وكيل الوزارة .. مواضيع امتلأت بـ (العلياء) و(السؤدد) و(الأمجاد).. الخ ..



ثم تأتي احتفالات المدرسة – لو كان فيها فناء يسمح بذلك - فيحقق هؤلاء تخيلهم للأطفال المثاليين الذين رباهم أهلهم جيدًا .. الأطفال الذين يرقصون في ثياب العيد فرحًا بتوقيع اتفاقية الكويز أو فرحًا بانضمام مصر إلى مؤتمر (الفسكونيا)... بينما تقف في الوسط فتاة شاحبة مذعورة ألبسوها ملاءة خضراء كأنها الكفن لترمز لمصر .. يغني الأطفال كلمات لا يفهمونها ولا تعبر عنهم لكنها موجهة للسيد اللواء الوزير المحافظ، ويلبس بعضهم فوطة على رأسه ليبدو كالفراعنة وبعضهم يلف الفوطة لتبدو كعمامة .. بينما الأطفال يشتهون فعلاً أن يغنوا للأرنب والبطة والقط والبالونات .. لكن لا وقت لهذا الهراء .. مستوى النفاق في دم السيد وكيل الوزارة بدأ ينخفض ولابد من رفعه ليرضى ..



هذا التفكير يظهر على نطاق واضح في إعلام الدولة .. رؤساء التحرير لا يهمهم أن تعتبرهم منافقين أو تحتقرهم فهم يؤدون ببراعة العمل الذي كلفوا به، وينالون عنه أجرًا يستحقونه بالفعل .. إن بيع ضميرك وكراهية الناس لك تضحية عسيرة لابد من أن تنال ثمنها سخيًا كاملاً.. الصحف الحكومية موجهة لقارئ واحد فقط .. وقد فهم المصري بفطرته أن قراءة هذه الصحف عمل يخلو من اللياقة كأنك تقرأ خطابًا غراميًا ليس لك، لهذا تركها على سبيل التأدب .. التلفزيون بكل قنواته ليس سوى إذاعة مدرسية باهظة التكاليف الغرض منها إرضاء السيد ناظر المدرسة، والمذيعة ليست سوى (أبلة عطيات) ضابطة المدرسة بذكائها المحدود وضحكتها البلهاء والتي تضرب بالعصا عند اللزوم ..



يتخرج الأطفال وهم يعانون هذا الصراع الداخلي.. ما يقال في كتب المدرسة وفي الإعلام مهم للحصول على درجات لكن لا قيمة له في أرض الواقع ومن الأفضل أن يُنسى .. يُنسى ما لم يصر الطفل هو الآخر واحدًا من المستفيدين يهمه أن ينافق جيلاً آخر ..



قلت لابني: "حرب أكتوبر هي من الأمور النادرة التي اتفقنا فيها نحن وهم على شيء واحد.."



هز رأسه في حيرة وابتعد .. وتذكرت كلمات الأبنودي الرائعة التي تلخص الموقف:



"إحنا شعبين .. شعبين ..

"آدي الأول .. شوف التاني فين ..

"ارسم خط ما بين الاتنين"




د. أحمد خالد توفيق

- نقلاً عن موقع المؤسسة العربية الحديثة

نحن و هم


نحن و هم

د.أحمد خالد توفيق

http://www.facebook.com/note.php?note_id=249266196986&id=160461423721&ref=nf



في لحظة روقان نسبي دنا مني ابني الطالب في السنة السادسة الابتدائية وهو يمسك بكتاب الدراسات - الجغرافيا والتاريخ سابقًا - وسألني: "هو يا بابا حرب أكتوبر دي صح والا غلط ؟"



نظرت له في عدم فهم، فعاد يكرر سؤاله: "يعني إحنا عبرنا القناة فعلاً وهزمنا إسرائيل ؟ والا ده كلام الكتاب ؟"



لم أفطن إلا في هذه اللحظة إلى أنه لا يعرف عن أكتوبر إلا ما تقوله كتب المدرسة وما يقوله الإعلام، والأفلام الركيكة التي استخدمت فيها حرب أكتوبر كمجرد وسيلة لإصابة البطل بالشلل والعجز الجنسي، وهي أفلام من المستحيل أن ترغم طفلاً على مشاهدة ربع ساعة منها خوفًا على عقليته. بالنسبة لي أكتوبر 73 حقيقة واقعة وجزء جوهري من تكويني، وأذكر كل شيء حتى ارتجاج بيتنا في طنطا تحت تأثير المدفعية المضادة للطائرات في مطار (محلة مرحوم) القريب أثناء الغارات، ورائحة البارود في الجو عند الفجر، وحتى صاروخ سام (6) وهو يلاحق طائرة إسرائيلية في الجو فوق سنترال المدينة .. طبعًا كان هذا المشهد بعيدًا عن السنترال لكنه خداع البصر ..



بالنسبة لابني ما يعرفه عن أكتوبر جاء من وسائل الإعلام الرسمية، وبالتالي هو خطأ ومزيف .. لقد تعلم هذا مع الوقت ومن محادثات الكبار .. يقال له في المدرسة إن هذا هو أزهى عصور الحرية، ويُطالب بحفظ أطنان من الإنجازات وإلا خُرب بيته.. يقال له إن (توشكى) أعظم مشروع في التاريخ، وإن العالم لا حديث له إلا عن مصر: متى صحتْ من النوم وماذا أفطرتْ ومتى دخلتْ الحمام ومتى نامتْ .. مدرسوه يلقنونه طريقة كتابة موضوع إنشاء عن (توشكى) أو نزاهة الانتخابات، لكنهم أول من يسخر من هذه الأشياء علنًا .. هكذا صار عنده نوعان من الحقائق: حقائقنا نحن وحقائقهم هم ..



شعرت بشفقة من أجله لأنه مرغم على أن يعيش هذا الانفصام، وأن يقف على أرض مهتزة لا يعرف إن كانت أرضًا أم مستنقعًا .. يجيب عن أسئلة الامتحان فيتحول بالضبط إلى المواطن الذي تشتهيه الحكومة: مشروع رئيس تحرير صحيفة قومية من إياها .. يسود الصفحات عن عظمة النظام وروعة الإنجازات .. ثم يترك اللجنة فيسمع ما يقوله الكبار ويعرف أننا في أسوأ حال ممكن. هكذا يشك في كل شيء حتى الحقائق المفروغ منها .. حتى حرب أكتوبر .. حتى دور محمد علي في النهضة .. حتى وطنية جمال عبد الناصر .. حتى أهمية السد العالي ..



هل (رفاعة الطهطاوي) رائد حركة الترجمة فعلاً أم أن هذا ما يجب أن نكتبه ؟... هل (طه حسين) عظيم فعلاً أم أن هذا ما تريده الوزارة ؟.. هل إسرائيل عدو أم صديق (حركاته مش ولابد) ؟.. هل أمريكا شيطان أم شريك كامل؟.. بالنسبة للسؤال الأخير هو أميل إلى أن تكون الدولة التي ابتكرت الببسي والمكدونالد وأفلام الرسوم المتحركة دولة خيرة نبيلة...



تذكرت هنا كلمات الفنان (اللباد) في مقال مهم له عن الانفصام الدائم بين الحكومة والأهالي، حتى على مستوى الساعة .. يذكر أن الحكومة غيرت التوقيت كعادتها نصف السنوية، وسأل هو أحد المارة عن الساعة فقال الرجل: "عايز تعرف الساعة حكومة والا أهالي ؟".. كان هذا في معرض حديثه عن ألبوم (حكومة وأهالي) للرائع الراحل (بهجت) وهو ألبوم يناقش ذات الفكرة باستطراد. هذه الحادثة نموذج دقيق جدًا للانفصال التام ما بين تعامل المواطن المصري مع الحكومة ومع ذويه من الأهالي .. وقد يشتم المعلم أو المذيع الحكومة ساعة منتقدًا كل سياستها، ثم يدخل الفصل أو يواجه الكاميرا فيتحول إلى شاعر يشبب بهذه الحكومة الرشيدة باعتبار أن لكل مقام مقالاً.



شيء آخر عودونا عليه هو الأسلوب الخطابي المتملق الذي حفظناه في طابور الصباح في المدرسة .. مصر أعظم الدول جمعاء .. الرئيس الحالي في أي عصر هو أحكم رئيس على الإطلاق . العهد الحالي هو العهد الذي صحح أخطاء الماضي .. والكلام ليس موجهًا للطلبة لكنه موجه للسيد ناظر المدرسة .. والسيد ناظر المدرسة يهمه أن يرضى وكيل الوزارة، وهكذا دواليك .. طابور التملق لا يهتم إن كان يحكمنا الحزب الوطني أم الاخوان أم ستالين أم عمر بن عبد العزيز .. المهم أن تصل رسالة النفاق كاملة، وتقرأ مواضيع الرسم فتجدها النفاق مجسدًا: زيارة السيد الرئيس للمحافظة – توشكى – قلادة عليها صورة الرئيس .. ومواضيع الإنشاء ليست أفضل حالاً.. لا يبالون إن كانوا يفسدون أجيالاً، فالمهم هو أن يرضى السيد وكيل الوزارة .. مواضيع امتلأت بـ (العلياء) و(السؤدد) و(الأمجاد).. الخ ..



ثم تأتي احتفالات المدرسة – لو كان فيها فناء يسمح بذلك - فيحقق هؤلاء تخيلهم للأطفال المثاليين الذين رباهم أهلهم جيدًا .. الأطفال الذين يرقصون في ثياب العيد فرحًا بتوقيع اتفاقية الكويز أو فرحًا بانضمام مصر إلى مؤتمر (الفسكونيا)... بينما تقف في الوسط فتاة شاحبة مذعورة ألبسوها ملاءة خضراء كأنها الكفن لترمز لمصر .. يغني الأطفال كلمات لا يفهمونها ولا تعبر عنهم لكنها موجهة للسيد اللواء الوزير المحافظ، ويلبس بعضهم فوطة على رأسه ليبدو كالفراعنة وبعضهم يلف الفوطة لتبدو كعمامة .. بينما الأطفال يشتهون فعلاً أن يغنوا للأرنب والبطة والقط والبالونات .. لكن لا وقت لهذا الهراء .. مستوى النفاق في دم السيد وكيل الوزارة بدأ ينخفض ولابد من رفعه ليرضى ..



هذا التفكير يظهر على نطاق واضح في إعلام الدولة .. رؤساء التحرير لا يهمهم أن تعتبرهم منافقين أو تحتقرهم فهم يؤدون ببراعة العمل الذي كلفوا به، وينالون عنه أجرًا يستحقونه بالفعل .. إن بيع ضميرك وكراهية الناس لك تضحية عسيرة لابد من أن تنال ثمنها سخيًا كاملاً.. الصحف الحكومية موجهة لقارئ واحد فقط .. وقد فهم المصري بفطرته أن قراءة هذه الصحف عمل يخلو من اللياقة كأنك تقرأ خطابًا غراميًا ليس لك، لهذا تركها على سبيل التأدب .. التلفزيون بكل قنواته ليس سوى إذاعة مدرسية باهظة التكاليف الغرض منها إرضاء السيد ناظر المدرسة، والمذيعة ليست سوى (أبلة عطيات) ضابطة المدرسة بذكائها المحدود وضحكتها البلهاء والتي تضرب بالعصا عند اللزوم ..



يتخرج الأطفال وهم يعانون هذا الصراع الداخلي.. ما يقال في كتب المدرسة وفي الإعلام مهم للحصول على درجات لكن لا قيمة له في أرض الواقع ومن الأفضل أن يُنسى .. يُنسى ما لم يصر الطفل هو الآخر واحدًا من المستفيدين يهمه أن ينافق جيلاً آخر ..



قلت لابني: "حرب أكتوبر هي من الأمور النادرة التي اتفقنا فيها نحن وهم على شيء واحد.."



هز رأسه في حيرة وابتعد .. وتذكرت كلمات الأبنودي الرائعة التي تلخص الموقف:



"إحنا شعبين .. شعبين ..

"آدي الأول .. شوف التاني فين ..

"ارسم خط ما بين الاتنين"




د. أحمد خالد توفيق

- نقلاً عن موقع المؤسسة العربية الحديثة

مزنووووووووووووق . . . يا ريس


عن الجوائز الثقافية


بقلم: جلال أمين

Galal Amin

9-1-2010 جريدة الشروق الجديدة

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=169910


 جاءنى خبر سعيد قبل انتهاء سنة 2009 بأيام قليلة، هو حصولى على جائزة سلطان العويس الثقافية فى حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وهى جائزة قيمة ماديا ومعنويا، وتتمتع بسمعة طيبة بين المثقفين العرب. وقد ضاعف سرورى بها أن الثلاثة الآخرين الذين فازوا بها معى هذا العام فى الشعر والرواية والنقد الأدبى، كلهم من أحمل لهم تقديرا كبيرا، وهم الشاعر اليمنى عبدالعزيز المقالح، والروائى الجزائرى الطاهر وطار، والناقد التونسى عبدالسلام المسدى.

ذكرنى حصولى على هذه الجائزة، بما حدث لى منذ عشرة أعوام عندما حصلت على جائزة مصرية هى جائزة «أحسن كتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب»، وهو ما لابد أن أرويه للقارئ، إذ إنه ينطوى على أشياء طريفة للغاية ولا تخلو من مغزى.

كان فرحى بحصولى على جائزة أحسن كتاب فى 1999يشوبه بعض الضيق. سرنى بالطبع أن يتكرر ذكر الكتاب وهو «ماذا حدث للمصريين» فى الصحف والمجلات خاصة أن تسميتها «جائزة أحسن كتاب» لابد أن توحى بشىء عظيم للغاية، كما أن وسائل الإعلام تغطى هذا الخبر تغطية واسعة ومفصلة لاقترانه باسم رئيس الجمهورية. ذلك أن الجائزة لا تزيد عن قيام رئيس الجمهورية بمصافحة الحاصل على الجائزة، ثم قيام وزير الثقافة فى اليوم التالى بمصافحته مرة أخرى، وتسليمه تمثالا صغيرا، ذهبى اللون، كتب عليه اسم الجائزة، واسم الحاصل عليها، واسم الكتاب الذى أعطى الجائزة من أجله. ولكن هناك من الملابسات الأخرى المرتبطة بهذه الجائزة ما لا يجب أن يبعث على الاغتباط على الإطلاق. أهم هذه الملابسات وأسوأها أنه من بين نحو عشر جوائز تعطى كل عام، تعطى الجائزة لنحو ستة أو سبعة كتب لا يقرأها أحد، ولا يريد أحد أن يقرأها، ولكن مؤلفيها يحتلون مناصب كبيرة فى ميدان الإعلام، كرئيس مجلس إدارة هذه الصحيفة الكبرى أو تلك، أو بعض المقربين جدا لرئاسة الجمهورية. بل لقد شاع الاعتقاد أيضا أن بعض هؤلاء الستة أو السبعة ليسوا هم حتى مؤلفى هذه الكتب، إذ أن انشغالهم بأعمال العلاقات العامة (الأكثر أهمية فى تمكينهم من مثل هذه الجوائز وما هو أهم منها)، يمنعهم من توفير الوقت اللازم للكتابة، فيكلفون بعض مساعديهم بكتابتها مقابل مزايا مالية معينة. شاع مثلا وصف أحد هؤلاء، ممن تعطى لهم هذه الجائزة فى كل عام تقريبا، بأن «عدد كتابه أكثر من عدد قرائه»، إذ يظهر له فى الأسبوع الواحد، أكثر من مقال وأكثر من عمود فى مختلف الموضوعات، من آخر التطورات الاقتصادية فى الصين، إلى المعنى الحقيقى للحب.. إلخ.

ليس إذن من دواعى الاغتباط الشديد أن يحصل المرء على جائزة«أحسن كتاب»، إذا حصل عليها أمثال هؤلاء فى نفس الوقت.

تسلمنا الدعوة لحضور الاحتفال وقد كتب عليها أن الاحتفال يبدأ فى العاشرة صباحا، ولكن المطلوب منا الوصول قبل ذلك بساعة. وجلست فى مقعدى فى انتظار وصول الرئيس. ولكن الساعة بلغت العاشرة والنصف ولم يكن الرئيس قد وصل بعد. خطرت ببالى فكرة ذكية، وهى أن من الحكمة أن أذهب الآن إلى مكان دورة المياه قبل أن يصبح ذلك مستحيلا، فأجد نفسى فجأة فى وضع لا أحسد عليه. كنت أذكر، من مرة سابقة دعيت فيها إلى لقاء الرئيس بالكتاب والمثقفين، أن دورة المياه الوحيدة فى هذا المكان تقع وراء منصة الرئيس مباشرة، وأن الحراسة المفروضة عليها شديدة، وأن من الممكن جدا أن يمنع الناس من دخولها بعد وصول الرئيس. أسرعت إليها فاكتشفت على الفور أنى كنت على صواب. فقد كانت دورة المياه الخاصة بالرجال قد تم تنظيفها وإغلاقها بالفعل، لكى تكون معدة لاستخدام الرئيس إذا شاء استخدامها. وأن الحجرة المفتوحة هى فقط تلك الخاصة بالسيدات، ولكن من المسموح للرجال استخدامها فى هذه الظروف الاستثنائية. دخلت دورة مياه السيدات، وعدت إلى مكانى ظافرا. وعندما سألنى جارى، وهو أستاذ علوم سياسية مشهور فى كلية الاقتصاد، عن مكان دورة المياه، أخبرته بمكانها وشجعته بشدة على استخدامها فورا حيث لا يمكن التكهن بما سيحدث فى المستقبل.

أسرع الرجل إلى دورة المياه ولكنه عاد وقد ارتسمت عليه علامات الحزن، إذ وجد كلتا الحجرتين مغلقتين.

سألت نفسى عن مصير المثقفين والكتاب فى هذه الظروف، ومعظمهم من كبار السن ممن لا يستطيعون بسهولة تأجيل مثل هذه الحاجات الأساسية التى تعتبر الثقافة والكتابة والإعلام بالمقارنة بها، من الكماليات والأمور الترفيهية. بدا لى هذا الوضع كوميديا للغاية، وإن كان أحدا لا يستطيع التعبير عنه بصراحة، كما أن جمهور المشاهدين للحفلة على شاشة التليفزيون لا يمكن أن يخطر ببالهم ما يمكن أن يشعر به فى ذلك الوقت بعض من أشهر كتابنا وأكبر مثقفينا.

بدأت كلمات التقديم والافتتاح، ثم ألقى الرئيس كلمة، ثم تتابعت الأسئلة والأجوبة، وهو ما استمر نحو ساعتين ونصف. وفى الواحدة والنصف بدأ الرئيس بالتحرك نحو الصالون المعد له، وكان قد قال فى الرد على بعض سائليه أنه يمكن أن يعطيهم الإجابة عن أسئلتهم الحرجة فى السر بعد انتهاء اللقاء العلنى، فلابد أنه سيلتقى بهؤلاء فى الصالون ليخبرهم بإجاباته. ما إن ترك الرئيس المنصة حتى تدافع عشرات المثقفين فى محاولة للخروج من القاعة ليقصدوا المبنى المجاور، ليستخدموا دورة مياه أخرى غير تلك الواقعة بجوار صالون الرئيس. ولكن حارسا ضخم الجثة كان واقفا عند باب الخروج، وأخبرهم بنبرة حاسمة لا تحتمل نقاشا أن الخروج ممنوع حتى تبدأ سيارة الرئيس فى التحرك، وهو ما لم يحدث بعد. ألقيت نظرة على بعض كبار المثقفين المصريين وهم يتلقون هذا الأمر بالانتظار، فلما عبر أحدهم عن استيائه، وصدرت منه عبارة يفهم منها حاجته الشديدة والعاجلة إلى استخدام دورة المياه، أجابه الحارس بأدب، ولكن بصرامة وحزم، بعبارة لا يمكن أن تجلب أى عزاء، مؤداها أنه هو نفسه فى وضع مماثل لوضع سائر المثقفين.



الاثنين، يناير 04، 2010

الشاعر الكبيرعبدالرحمن الأبنودى .. مواويل



الشاعر الكبيرعبدالرحمن الأبنودى .. مواويل

4-1-2010 جريدة المصرى اليوم
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=239043&IssueID=1640


المواويل:

أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى
أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى
مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آه»
وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة «آه»
فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة «آه»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مجروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم
وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم
تقول كلام.. ياسلام.. يحيينى من تانى!!

■ ■ ■

أنا كان لى ورْدات عجب.. كبّرتها بايدى
أسقيها بالدمع بالدم اللى فى وريدى
جانى غشيم القدم وداس على ورودى
أخدم جناينى فى بستانى يا ناس إزاى؟
وإن نمت ناسى باقوم فاكر يا ناس إزاى؟
مين مرّر الشاى فى شفايفى وبكى الناى؟
ياليل يابو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاى بلادى تبات ليلة مع الغاصب
وإزاى يدوس وردها.. واقولّه: «ياسيدى؟!

■ ■ ■

مدّ الأمل سِكِّتُه.. وقالِّنا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهارده الزمن.. بكره زمن غيره
آدى أول السكة صوت الضحكة بيلالى
والشمس أمشيلها ألاقيها اللى ما شيالى
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالى
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هيه حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن فى الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشى السكة ونسيروا»!!

■ ■ ■

ويا مصْر وان خيّرونى ما اسكن الاَّكى
ولاجْل تتبِّسمى.. يا ما بابات باكى
تسقينى كاس المرار.. وبرضُه باهواكى
بلدى ومالى الّا إنتى ولو ظلمتينى..
مقبولة منِّك جراح قلبى وْدموع عينى
الجرح يشْفَى إذا بإيدك لمستينى..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكى!!





الأحد، يناير 03، 2010

عن لعب السياسة بالدين


عن لعب السياسة بالدين


بقلم: فهمي هويدي

howaidy profile
3 يناير 2010 جريدة الشروق الجديدة

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=168150


 الذى لا يقل سوءا عن إقامة الجدار الذى يحكم الحصار حول غزة، أن يتبناه بيان صادر باسم مجمع البحوث الإسلامية، فيبرره ويعتبر معارضته مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية. وهو ما وضعنا إزاء فضيحتين وليس فضيحة واحدة، الأولى تتعلق بقرار سياسى له حساباته المستجيبة للضغوط الخارجية الأمريكية والإسرائيلية. والثانية تتعلق بتسويغ شرعى مورست لأجله ضغوط داخلية أخرى، وصدر فى ملابسات غريبة ذلك أن معلوماتى تشير إلى أن موضوع الجدار لم يكن مدرجا على جدول أعمال جلسة المجمع التى عقدت يوم الخميس 31/12. ناهيك أنه ما خطر ببال أحد من أعضائه أن يُعرض عليهم أمر من هذا القبيل يتعلق ببناء سور أو حاجز على الحدود. وعلى الرغم من أن الأعضاء لاحظوا وجودا لكاميرات التليفزيون فى القاعة. وهو أمر غير مألوف، فإنهم لم يلقوا لذلك بالا. ومنهم من ظن أنها جاءت لتلاحق وزير الأوقاف الذى كان حاضرا للجلسة. وبعد مناقشة الأمور المدرجة فى جدول الأعمال فوجئ أعضاء المجمع بشيخ الأزهر يستخرج من أمامه ورقة قرأ منها البيان الخاص بتأييد إقامة الجدار وتأثيم معارضيه، أمام عدسات التليفزيون التى أدرك الجميع أنها جاءت خصيصا لتسجيل هذه اللقطة. الأمر الذى يعنى أن الأمر كان مرتبا بكامله خارج المجمع مع وزيرى الأوقاف والإعلام. وما إن انتهى الشيخ من قراءة البيان، حتى قام من مقعده وانصرف منهيا الجلسة، وسط الدهشة التى عقدت ألسنة جميع الجالسين، الذين لم يتح لأى منهم أن يناقش البيان أو يعلق عليه.

الباقى بعد ذلك معروف، إذ تم بث البيان الذى نسب إلى المجمع وكان واضحا فيه أنه استهدف أمرين هما تغطية موقف الحكومة بعدما تعرض لحملة استياء وغضب عمت الشارع العربى والإسلامى. ثم الرد على إعلان الدكتور يوسف القرضاوى حرمة إقامة الجدار الذى يحكم الحصار حول الفلسطينيين فى غزة. ولم يكن الشيخ القرضاوى وحيدا فى ذلك، وإنما تبنى الموقف ذاته أحد علماء السعودية، لعله الشيخ سلمان العودة.

المشهد جاء كاشفا لأمور عدة، أولها ضعف موقف الحكومة فى مصر، التى وجدت نفسها فى موقف الدفاع لتبرير ما أقدمت عليه، الأمر الذى اضطرها للاستعانة بغطاء شرعى يستر عورتها بعدما أتمت إقامة نصف الجدار. فى حين أنها لو كانت واثقة حقا من أن المسألة لها صلة بالأمن القومى لاكتفت بذلك ولم تبال بالضجة التى حدثت فى الخارج جراء فعلتها. الأمر الثانى الذى انكشف هو أنه ليس صحيحا أننا نعانى من مشكلة تدخل الدين فى السياسية. لأننا بصدد نموذج صريح للمدى الذى بلغه تدخل السياسة فى الدين.

أما الأمر الثالث فهو أن الذين يرتبون مثل هذه الممارسات يبدو أنهم لا يعرفون شيئا عن الرأى العام ويفترضون البلاهة فى الناس، ذلك أن البيان الذى أصدروه باسم مجمع البحوث الإسلامية لم يقنع أحدا، فضلا عن أنه أهان المجمع وحوله إلى مادة للسخرية والازدراء. يشهد بذلك سيل التعليقات الذى تدفق عبر شبكة الإنترنت خلال اليومين الماضيين.

على الهاتف قال لى المستشار أحمد مكى نائب رئيس محكمة النقض إن البيان نموذج لتلبيس الحق بالباطل، ذلك أن دفاعه عن إقامة الجدار يعنى فى ذات الوقت الدفاع عن تجويع الفلسطينى. وتلك جريمة لا يقرها شرع أو قانون أو عقل. وأضاف أن شيخ الأزهر وأعضاء مجمع البحوث يعرفون أكثر من غيرهم الحديث النبوى الذى ذكر أن امرأة دخلت النار فى هرة (قطة) حبستها وجوعتها. الأمر الذى يطرح سؤالا كبيرا عن جزاء الذين يقومون بحصار وتجويع مليون ونصف المليون فلسطينى فى غزة. ونبه المستشار مكى إلى المفارقة الصارخة فى تزامن البيان الذى صدر عن مجمع البحوث الإسلامية مدافعا عن الجدار والحصار مع وقفة الناشطين الغربيين الذين جاءوا من أنحاء الدنيا إلى مصر لإدانة الجدار ورفع الحصار.

وهو يختم قال إن بعض الممارسات التى تتم فى البلد أصبحت تجعل الإنسان يخجل من انتمائه إلى مصر. وإزاء مثل هذا التلاعب بالمؤسسات والقيم الدينية يخشى أن يدفع البعض منا إلى الخجل من انتمائهم الدينى.


حصاد 2009