BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

الجمعة، أكتوبر 23، 2009

من أجلك أنت . . . تملى معاك


من أجلك أنت.. تملي معاك

عمر طاهر - جريدة الدستور

http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=blogcategory&id=13&Itemid=51


كنت قد قررت ألا أكتب أي تعليقات سلبية بخصوص شعار مؤتمر الحزب الوطني الجديد «من أجلك أنت»، حتي لا أضع نفسي في قائمة الكُّتاب الذين نالوا سمعة (أنه مافيش حاجة في البلد عجباهم)، فالحقيقة هناك أشياء كثيرة تعجبني في البلد (حماتي مثلاً)، وتجاهلت فكرة التعليق علي الشعار الذي رأيته ساذجًا للغاية إلي أن حدث ما حركني وليس هذا هو المهم الآن، المهم هو الشعار نفسه.

ولأن المؤتمر بيبان من عنوانه راح جزء كبير من حماسي وحُسن ظني في اجتماع الحزب الحاكم لأنه يذكرني بالجملة الشهيرة التي يرددها كل زوج مصري عندما يوجه إليه أي عتاب من الزوجة، جملة (أُمال اللي أنا بأعمله أنا ده بأعمله عشان مين؟.. ما هو عشانكوا إنتوا)، وجميعنا يعلم أن دفاع الزوج في هذه الحالة غالبًا ما يكون ضعيفًا، الهدف منه هو لعب دور الشهيد أو الضحية للغلوشة علي أمر ما ولكسب تعاطف وشعبية داخل البيت تغفر له أشياء أخري.

ولولا أن ميزانيتي لا تسمح كنت أود أن أشتري علبة إسبراي ملون وأكتب تحت كل لافتة (من أجلك أنت) جملة (أنا شخصيًا مش عايز حاجة)، لكنني قررت أن أستعيد حُسن الظن بالحزب وأن أصبح حسن النية وأن أعتبر شعار المؤتمر يحوي اعترافًا ضمنيًا واعتذرًا عن كون المؤتمر كان يعمل من أجل مصلحة أعضائه فقط قبل ذلك، وأن ضمير أعضائه المهني تحرك، لذلك قرروا أن يخصصوا هذه الدورة من أجلي أنا، واتخذت قرارًا أرجو أن تساعدوني عليه بتأجيل التعليق علي المؤتمر حتي تنتهي فعالياته، فربما كانت هناك مصلحة ما قد يفسدها سوء أدبي وأبقي أنا اللي قطعت رزقي بإيديا، لكن لا تساعدوني علي أن أمنع نفسي من التفكير في الطريقة التي فكر بها أصحاب المؤتمر في شعار له، فأنا متأكد من أنهم قد أعدوا قائمة طويلة بالأسماء المقترحة وخرجوا بأفضلها بأغلبية الأصوات ومعني أن يكون (من أجلك أنت) هو أفضلها أن بقية الاختيارات كانت تتضمن شعارات مثل (تملِّي معاك، كل دقة في قلبي، ثورة الشك، فقاقيع الهواء، صابون النزاكة)، الغريب أن الدولة التي استطاعت أن تبيع أشياء كثيرة بداية من الأراضي مرورًا بالمصانع نهاية بعمر أفندي لا تجيد فن التسويق للدرجة التي تجعلها غير قادرة علي اختيار شعار قوي ومحكم يبيع أملاً ما أو بهجة ما أو فكرة ما للمواطن حتي ولو لمدة أيام بدلاً من شعار لا يعبر عن شيء سوي استخفاف شديد به وبهمومه ويضر بسمعة الحزب الحاكم، إذ يجعله يمن علي المواطن ويعايره بأنه يعمل من أجله، هذا لو افترضنا أن (الجلوس في قاعات مكيفة وتناول وجبات فاخرة وتقاضي بدلات سفر محترمة) عمل أصلاً.



0 التعليقات: