BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

الاثنين، سبتمبر 28، 2009

الله برحمه


وفاة الزعيم جمال عبدالناصر

جريدة المصرى اليوم 28-9-2009

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=227301&IssueID=1542


كان منزل الزعيم عبدالناصر فى منشية البكرى لا تحيط به أى مظاهر أبهة، وكان نموذجا للزعيم القدوة المتجرد، وعندما يسافر ناصر فى الأعمال الحكومية فإنه يركب إحدى السيارتين الكاديلاك السوداوين الحكوميتين الموضوعتين تحت تصرفه وهو لا يستعملهما إطلاقاً فى الرحلات الشخصية، وكانت سيارته الأوستن السوداء قد أصابها العطب بعد الثورة بعامين فاشترى سيارة فورد فستقية اللون،

كما كان ناصر لا يلين فى إصراره على أن يكون كبار موظفى الحكومة أمناء وذوى ضمائر حية، ويجب أن تكون حساباتهم فى البنوك مفتوحة للتفتيش، ويجب أن يتجنبوا التعرض للشك من اشتراكهم فى أى نوع من الفساد وكثيراً ما أعفى كبار الموظفين من مناصبهم بعدما خرقوا هذه القواعد.

 وكان ناصر قد ثار بسبب مقال نشرته إحدى المجلات الأمريكية قالت فيه إن هذا الأثاث المذهَّب مأخوذ من قصور فاروق فى حين أن هذا غير صحيح، وفى الوقت الذى يحق له فيه الإقامة فى أحد القصور الملكية كرئيس دولة.. لكنه دفع ثمن الصالون الذى يملكه ويستقبل عليه ضيوفه من جيبه.

كان ناصر يعارض بشدة محاباة كبار موظفى الدولة لأقربائه، وكان يصر على إنزال العقوبة بأى شخص مسؤول يفعل ذلك ظناً منه أنه يرضى ناصر، وحدث ذات مرة أنه تحدث هاتفياً مع صاحب إحدى الصحف اليومية وسأله: «ألا ترى الصفحة الخيرة؟»، فأجابه بنفسه: هل تقصد سيادتك صورة والدك؟ فأجاب ناصر فى إصرار: «أنا لا أحب أن تنشر أخبار أبى بين الناس وأريده هو وإخوتى مثل الناس العاديين، ولا أريد أن يفسدهم منصبى». ويذكر أنه أمر بإلقاء القبض على خاله بسبب مجاملته امرأة فرنسية فى القاهرة كانت فى ورطة وتوسط لها خاله، رغم أنها خالفت القواعد.

لقد ولد جمال عبدالناصر فى ١٥ يناير ١٩١٨مما يعنى أنه كان يبلغ من العمر ٣٤ عاما حين قاد ثورة يوليو وهذا كان متوسط أعمار رفاقه فى تلك الفترة وتوفى فى مثل هذا اليوم (٢٨ سبتمبر عام ١٩٧٠) أى عن عمر يناهز ٥٢ عاما بعدما غيّر خريطة المنطقة العربية وموازين القوى فيها ورد الاعتبار والكرامة للمواطن المصرى فى مصر وخارجها ودعم حركات التحرر فى العالم الثالث، كان عمره ٣٤ عاما حينما أطاح بالاحتلال البريطانى لمصر، ووقف موقف الند للند مع الغرب، ورغم أنه رحل عن دنيانا منذ ٣٩ عاما فإن حضوره القوى مازال يتجدد ويفرض نفسه إلى الآن وكأنما فى الليلة الظلماء يفتقد البدر. أما عن تفاصيل سيرته فلم تعد خافية على أحد، خصوصا أنه كانت هناك ثلاثة أعمال درامية عنه، كان آخرها مسلسل «ناصر» ليسرى الجندى.


السبت، سبتمبر 26، 2009

WEEKEND

بدأ العيد يوم الأحد، قبلها بيوم توجه وفد سياحي إسرائيلي إلي أحد محال الحلويات الشهيرة بشارع قصر العيني لشراء كحك العيد وسط حراسة أمنية مكثفة قامت بإخلاء الشارع والمحل لتأمين عملية التسوق، وعلي الرغم من إن اللي بني مصر أصلاً حلواني فإن حفيده الذي يحتفظ ببعض أسرار البناء والقاطن بطلعت حرب لم يرفض أن يقوم بالبيع للإسرائيليين، وربما كانت حجته أن مؤسسة الأهرام التي تبعد عن المحل عدة أمتار استضافت السفير الإسرائيلي شخصيًا قبل أيام، في الوقت نفسه خسر فاروق حسني صراع رئاسة اليونسكو تحت وطأة ضغط اللوبي الصهيوني لإسقاطه في الانتخابات، سيطرة الإسرائيليين علي عدة نقاط في صراعنا معهم خلال الأسبوع الماضي لم ينج منها أحد إلا منة شلبي يوم السبت الماضي من خلال الحلقة الأخيرة من مسلسل حرب الجواسيس، لكن هذا لا يمنع أن «الرحايا» كان أفضل عمل فني خلال الشهر.

في أول أيام العيد ضبطت الشرطة أكثر من 230 حالة تحرش جنسي بعد أن كان قد اعتدنا علي معدل حادث أو اثنين خلال الأعياد الماضية، وللذين يقولون إن الفقر هو سبب هذه الحوادث أذكرهم بأن الداخلية صرحت بأنها قد ضبطت فقط 3 حالات تسول خلال الفترة نفسها، وهذا يعني أن الإصلاح الاقتصادي قد أتي ثماره بس البنطلون ضرب منه، والدليل أن المصريين أنفقوا أكثر من 30 مليون جنيه لتهنئة بعضهم بالعيد من خلال الرسائل القصيرة، وكان المواطن الوحيد تقريبًا الذي تخلي عن عادة الرسائل القبيحة ورفع سماعة التليفون ليهنئ الآخرين بالعيد قداسة البابا شنودة الذي لم يهنئ شيخ الأزهر بعيد الفطر من خلال مكالمة تليفونية عادية من خط بيزنس، بل كانت مكالمة دولية من أمريكا حيث يقضي البابا فترة نقاهة، الأمر الذي يجعل أمنية الأسبوع هي أن يعود إلي القاهرة سالما، وعند عودته سيسعده كثيرًا أن الدكتور يوسف زيدان صاحب رواية عزازيل قد تنازل عن خصومته القضائية مع رجال الكنيسة المصرية بسبب رغبته في عدم إفساد الوئام بين المسلمين والأقباط، الذي يعاني ضمورًا واضحًا بسبب المتطرفين من الجانبين، الشخص الوحيد الذي تحرر من حساسية الفتنة الطائفية كان مدرس لغة عربية بالإسماعيلية شكك في الأديان كلها أصلا، ووزع علي أهالي مدينته منشورات يروج من خلالها لديانة جديدة قديمة تدعو إلي عبادة النار ألقت الشرطة القبض عليه في العيد خوفًا عليه من جيرانه الذين كادوا أن يفجروه بدلاً من ديناميت العيد.

وبينما كنا غارقين في الحموضة التي خلفها كحك العيد وصناديق الرنجة والفسيخ كانت الصين تحتفل بإطلاق لقاح إنفلونزا الخنازير بنجاح بعد تجربته علي أكثر من عشرة آلاف مواطن، اللقاح الذي اتخذ طريقه إلي دول كثيرة من بينها أمريكا اتخذه أوباما وسيلة لكسب المزيد من احترام الأمريكيين، حيث أعلن أنه سيقف في الطابور في انتظار دوره للتطعيم ضد الإنفلونزا، وأن التطعيم سيتم بصورة عادلة ومنظمة، وهو أمر لم يصدقه الدكتور حاتم الجبلي فأرسل بالاشتراك مع صديقه وزير الخارجية رسالة إلي سكرتير عام الأمم المتحدة يعلنان فيها تخوفهما من ألا تتسم عملية توزيع اللقاح علي الدول بالعدالة، وتخوفهما من احتمال أن تكون دول العالم الثالث في ذيل قائمة الدول التي ستحصل علي اللقاح، ولأن الرد لم يصل علي هذه الرسالة حتي الآن في تأكيد علي أن هذا هو السيناريو المتوقع، أعلن الجبلي أن الدفعة التي ستصل من المصل ستكون مخصصة بالأولي لتطعيم أطباء الحميات والحجاج، أما بالنسبة لطلاب المدارس فسيتم الاكتفاء بتوزيع أكثر من مليون كمامة، ولأن الصين لن تستطيع أن توفي احتياجات العالم من المصل فقد قامت بتصنيع كمامات ملونة أولادي وبناتي وكمامات تغني «مين ده اللي نسيك» بمجرد وضعها علي الفم، ستتوافر هذه الكمامات قريبًا في كل مكتبات (سمير وعلي)، أما بالنسبة لصيدليات (سمير وسمير) فستمدها الصين بأحدث اختراعاتها وهو غشاء البكارة الصناعي الذي كشفت إحدي الصحف عن توافره بكثافة مذهلة في مصر وسوريا والأردن.

مخاوف الجبلي من أن يتعامل معنا المجتمع الدولي كعالم ثالث لها ما يبررها، خاصة بعد المهزلة التي تعرض لها كأس العالم الذي يطوف عدة دول في حملة ترويجية للمونديال والذي رفض مسئولو الجمرك في مطار القاهرة دخوله قبل دفع 300 ألف جنيه قيمة الجمارك المقدرة علي التمثال المصنوع من الذهب الخالص، تعنت موظفي الجمارك عطل الاحتفال بوصول الكأس لمصر، ولم تنته هذه المهزلة إلا بعد أن وقع مجدي عبد الغني إقرارًا بأن الكأس سيخرج من مصر خلال 24 ساعة، وقد رضي مسئول الجمرك بهذا الإقرار من الكابتن مجدي، لا لأنه عضو اتحاد الكرة ولكن لأنه هداف مصر في كأس العالم وخرج الكأس من المطار بعد أن علَّق عليه الموظف لافتة (جمرك القاهرة 2009)، الأمر الذي يجعل نبوءة محمد سعد في فيلم بوشكاش تتحقق إذ قال (احنا مش هنروح كأس العالم.. كأس العالم هو اللي هييجي لنا لحد عندنا).


الخميس، سبتمبر 24، 2009

«لماذا تقدمنا وتأخرت اليابان؟»


«لماذا تقدمنا وتأخرت اليابان؟»

إصطباحة النهاردة
بلال فضل
23-9-2009


http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=226764&IssueID=1537

«لماذا تقدمنا وتأخرت اليابان؟»، أنت الآن لا محالة تضحك وقد ظننت أن الإفراط فى كعك العيد جعلنى أقع فى خطأ أستوجب عليه التجريس، عندك حق، لكن أنا أيضا عندى حق، فقد كان يمكن أن يكون هذا النص الصحيح للسؤال، لو كنا قد أكملنا بما يرضى الله طريق النهضة الذى بدأناه نحن واليابان سويا.

لا تجزع، فليس بى رغبة اليوم فى العويل والولولة واللطم، ولا أظن بك شوقا إلى ذلك، بالعكس لدى رغبة نهمة إلى المعرفة أظنك تشاركنى فيها، معرفة الإجابة على سؤال مركزى وحيد لم يعد يشغلنى غيره، «هل يمكن أن تتقدم يوما ما البلاد التى أنهكها وانتهكها الفساد ونكحها ثم أجهضها الاستبداد وكبس على أنفاسها الفقر الأزلى؟»، سؤال ظللت طيلة الأشهر الماضية أبحث عن إجابات قاطعة عملية ناجعة له، فغرقت بمزاجى فى أكوام من الكتب والمجلات ومواقع الإنترنت على قد طاقتى وجهدى،

ومع أننى لست أبا العريف ولا أنا آت بما لم تستطعه الأوائل، لكننى أجزم لك قاطعا أن الإجابة هى نعم، لن أستطيع أن ألخص لك حصيلة بحث أشهر فى أسطر، لكن دعنى أقل لك محذرا (لعلك تنصرف عنى إن رغبت) أن هذا السؤال وتلك الإجابات ستكون الهم الأساسى والغالب فيما تبقى لى من وقت معلوم لهذه الزاوية، وأسأل الله أن تكون كذلك أيضا فيما تبقى لى من وقت غير معلوم فى هذه الحياة.

ليس بى رغبة فى التنظير، ولا ميل إلى التقعير، عهد مين ده، هذا عهد الله، وبعده لينقطع لسانى إن ألفيتنى يوما أحدثك عن أفكار نظرية جوفاء لا تستند إلى واقع معاش حيّ رأيته أو سمعت عنه، أو قرأته أو قرأت عنه، هذا إن كنت قد فعلت ذلك أساسا من قبل، على أى حال وحتى أنجح فى تنظيم أفكارى المتدافعة بفعل ما قرأته وعشته خلال رحلتين طويلتين خارج مصر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، دعنى أبدأ لك اليوم وغدا برسالة مهمة جاءتنى من اليابان، وهل يصح أن نبدأ حديثنا عن التقدم من مكان غير اليابان؟.

عندما ظهرت هذه الرسالة على بريدى الإلكترونى من حيث لا أدرى ولا أحتسب، تفاءلت جدا وقلت لنفسى لو فعل كل من توفده مصر إلى الدراسة خارجها مثلما فعل كاتب هذه الرسالة لجددنا سيرة آبائنا العظام الأوائل من رفاعة رافع الطهطاوى وأنت طالع فى سلم النور، قبل أن نتدحرج بمزاجنا فى سلم حكم الفرد لنستقر فى قاع الظلام من جديد ومازلنا نحفر.

صاحب الرسالة الأستاذ أحمد عبدربه مدرس مساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة يقيم فى اليابان منذ ستة أعوام، حيث يدرس العلوم السياسية بجامعة هوكايدو، أعجبه بعض ما أكتب فأرسل إليّ مفضفضا ببعض ما رآه فى اليابان، وأنا طمعت فى المزيد من علمه، وأردت أن أشركك معى فيه، فطلبت منه أن يصيغه لى بما أفاء الله عليه، وهو لم يقصر حبا فى بلاده ووفاء لناسه وأملا فى انصلاح حال شعبه، وكانت هذه رسالته الأولى:

«أعيش فى اليابان منذ عام ٢٠٠٣ حيث أدرس السياسات اليابانية وعملية صنع القرار. وبحكم تخصصى أحاول أن أكون مطلعا بشكل دائم على كل صغيرة وكبيرة تخص الشأن اليابانى خاصة والشأن الآسيوى بشكل عام، وفى إطار تلك المتابعة نما إلى علمى أن موقع رئاسة الوزراء فى اليابان يتيح خدمة التواصل مع رئيس الوزراء (وهو أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد) من خلال رسائل أسبوعية يبعثها رئيس الوزراء اليابانى إلى عامة الشعب يحكى لهم فيها أسباب قرار ما اتخذه أو فى الطريق لاتخاذه أو أحداث زيارة ما قام بها فى الداخل أو الخارج بل وأحيانا يقوم بالحديث معهم عن مشاعره الشخصية تجاه أزمة أو كارثة ألمّت بالبلاد، وعلى مدار عام من الاشتراك فى هذا الموقع لفت نظرى ما يلى:

أولا: مقدار الشفافية الكبير المتاح للمواطن العادى على هذا الموقع، حيث يتم تحديث شبه يومى للإحصاءات والقرارات والسياسات العامة بشكل يجعل المهتم (فضلا عن المتخصص) على دراية تامة بكل صغيرة وكبيرة تجرى فى البلاد.

ثانيا: أن الخدمة متاحة لجميع المواطنين فالاشتراك فيها مجانى.

ثالثا: أن الخدمة متاحة باللغتين اليابانية والإنجليزية وهو ما يعنى أن الأجنبى المقيم فى البلاد أو حتى مجرد المهتم يستطيع قراءة الرسالة الأسبوعية للسيد رئيس الوزراء.

رابعا: الدقة المتناهية فى ميعاد الرسالة حيث إنها تصلك على بريدك الإلكترونى كل يوم خميس فى تمام العاشرة صباحا بالتوقيت المحلى.

خامسا: إتاحة الفرصة للقراء وعموم الناس أن يردوا على الرسائل بتعليقاتهم والتى يعاود رئيس الوزراء بالرد عليهم مرة أخرى (منهم مرة بعثت تلميذة فى الصف السادس الابتدائى برسالة إلى رئيس الوزراء تنتقد أداء الناظر فى مدرستها الابتدائية ورد عليها رئيس الوزراء بإجراء تحقيق فورى لبعض الأحداث التى ذكرتها واعدا إياها بمواصلة الإصلاح التعليمى)!.

أخيرا ومنذ أسابيع قلائل جرت الانتخابات البرلمانية فى اليابان وهى تماثل فى أهميتها (بل وربما تفوق) انتخابات رئاسة الجمهورية لدينا حيث تحدد نتائجها الحزب الحاكم ومن ثم شخص وأيديولوجية رئيس الوزراء (أذكرك بأنه أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد فالإمبراطور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تحول إلى مجرد رمز) وقد جاءت الانتخابات بمفاجأة كبيرة حيث مُنى الحزب الليبرالى الديمقراطى الحاكم فى البلاد منذ عام ١٩٥٥ (باستثناء ٩ أشهر فقد فيها السلطة فى عام ١٩٩٣) بهزيمة مدوية متيحا الفرصة للحزب الديمقراطى المعارض أن يصل إلى السلطة،

فى الواقع تعنى النتيجة أن السيد تارو أسو، رئيس الوزراء الحالى، (والذى ظللت طيلة عام أقرأ رسائله الأسبوعية) خسر منصبه ليس فقط كرئيس للوزراء، ولكن أيضا كرئيس لحزبه، وهنا ترقبت ميعاد الرسالة الأسبوعية للرجل بعد أن تلقى الهزيمة التى تعنى إنهاء حياته السياسية معتقدا بأنه قد لا يبعث بأى رسالة أخرى وسيكتفى القائمون على الموقع بالاعتذار للقراء واعدين إياهم بمواصلة الرسائل الأسبوعية مع رئيس الوزراء الجديد! ولكن هذا لم يحدث،

ففى تمام العاشرة صباحا للخميس التالى مباشرة لنتيجة الانتخابات وجدت رسالته فى الميعاد ونظرا لضيق المساحة أكتفى بنقل بعض كلماته تاركا لك استخلاص بعض الدروس عن القبول الطوعى لفقدان السلطة الذى هو أحد مؤشرات الديمقراطية. يقول السيد أسو فى رسالته الوداعية: «لقد فشلنا بنتائج مؤسفة فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة وعجزنا أن نكون على قدر تطلعات الشعب، وأنا أقر بهذه الهزيمة وأعترف بحقيقة أن تلك الانتخابات تعنى عدم رضاء الناس عن أداء الحكومة وأداء الحزب الحاكم، سنقوم (أى الحزب الحاكم الذى خسر) بمراجعة أدائنا ومعرفة لماذا فشلت سياساتنا فى إرضاء الجماهير، وسببت هذا السخط والإحباط فى المجتمع،

لقد اتخذت قرارا منذ توليت السلطة فى ديسمبر الماضى بأن أهتم بمحاربة الأزمة الاقتصادية والبطالة وأعطيت لهذا الأولوية على الاهتمام بتلميع الحزب فى الانتخابات البرلمانية، ورغم الخسارة إلا أننى مقتنع بخيارى لأنه فى صالح الناس، ولكن عدم دقتى فى تنفيذ السياسات هى التى تسببت فى هذه النتائج، وبناء عليه أتقدم بالاعتذار للشعب عن هذا الفشل.. وأعدهم بمواصلة الجهود كى نكون على مستوى طموحاتهم»!.

انتهت الرسالة لكننا يادوب بدأنا.



الاثنين، سبتمبر 21، 2009

أغرب مكتبة فى العالم

أغرب مكتبة فى العالم

كانت زيارتى الأخيرة لكوبنهاجن حافلة بالأحداث واللقاءات والمغامرات. التقيت بالصحفى المسئول عن نشر الرسوم المسيئة للرسول وحاورته، وتشاجرت مع باعة مخدرات فى عقر دارهم، وزرت مكتبة فريدة من نوعها هى موضوع هذا المقال.. صادفت زيارتى للمدينة تواجد المكتبة المتنقلة فى حديقة القصر الملكى فى الفترة مابين 28 و30 أغسطس.

مكتبة غريبة فعلا.. كل كتبها عبارة عن بشر.. يمكنك استعارة كتاب لمدة نصف ساعة وتتركه يحكى لك قصة حياته ثم تسأله عن كل ما يجول بخاطرك قبل أن تعيده للرف وتستعير كتاب بشرى آخر. رجل شرطة، عاهرة، سمسار عقارات، مدمن مخدرات، مثلى جنسى، قس، امرأة مسلمة، لاجئ سياسى، راقصة استربتيز ورجل معوق وعشرات الآخرين. كلهم جاءوا كى يحكوا قصتهم ويخبروا كل من يريد عن طبيعة وظائفهم وظروف حياتهم اليومية.
"مرحبا بالأحكام المسبقة" هذا هو شعار المكتبة.

"استعرنى" قرأتها مكتوبة على صدر "أيسون" وهى شابة مسلمة محجبة من أصول تركية. عمرها 26 سنة وتعمل طبيبة أسنان فى كوبنهاجن. سألتها عن دافعها للمشاركة فى المكتبة الحية، فقالت إن فضول الدانمركيين زاد بشكل كبير عن الإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة للرسول، وإنها ترى أنه من واجبها كمسلمة وكدنماركية أن تشرح لمن لا يعرفون الإسلام حقيقته وتعاليمه السمحة لإزالة سوء التفاهم.

أيسون لم تنشأ فى أسرة متدينة ولم تكن لها علاقة بالإسلام فى الماضى، بل كانت تهتم بالحفلات والمرح كأية فتاة دنمركية فى عمرها، حتى نشرت صحيفة يولان بوستن الرسوم المسيئة للرسول. أدت الرسوم وموجات العنف والمظاهرات التى تلتها إلى توتر واضح بين المسلمين والدانمركيين. بعدها صارت أيسون تلاحظ نظرات القلق وسوء الظن من الدنماركيين تجاهها وتجاه كل من يبدو عليه أنه مسلم، ففكرت فى عمل شىء ترد به. فى البداية صارت ترتدى تى شيرت عليه علم تركيا لتتحدى من ينظرون إليها بحدة، ولكن ذلك لم يمنحها الهوية التى كانت تبحث عنها، فقررت ارتداء الحجاب. ورغم أن الحجاب زاد من النظرات الغريبة إليها فإنها تشعر بالأمان والراحة النفسية وهى ترتديه. حتى المرضى الدنماركيين الذين يأتون لعيادتها لعلاج أسنانهم يتعجبون من حجابها فى بادئ الأمر ثم يعتادوا عليه بسرعة.

"الدنماركيون لا يكرهون المسلمين، ولكنهم لا تتاح لهم الكثير من الفرص للحديث إلى مسلم، فالكثيرون من المهاجرين المسلمين لا يجيدون اللغة الدنماركية ولا حتى الإنجليزية" ومن هنا رأت أيسون أن من واجبها المشاركة فى مشروع المكتبة الدنماركية لتحسين صورة الإسلام عند الدنماركيين. "بحجابى هذا وبشخصيتى أعلم الدنماركيين ألا يحكموا على الكتاب من غلافه".
ظلت أيسون تجيب أسئلة الدنماركيين عن وضع المرأة فى الإسلام وما يعنى الحجاب بالنسبة لها وأسباب الإرهاب طوال النهار. كانت تجيب بصبر منقطع النظير وصارت هى ثانى أكثر الكتب استعارة فى المكتبة الحية.

"نيم" هو ذلك النوع من رجال الشرطة الذى تتمنى أن يقبض عليك: بشوش ومثقف ومش شايف نفسه. بدأ حياته العملية مساعدا للعجائز بإحدى دور المسنين ثم تقدم لأكاديمية الشرطة وتخرج وعمل ضابطا بكوبنهاجن. يقول "نيم" إنه يحب عمله كثيرا، خاصة وأن كوبنهاجن مدينة مسالمة، ولكن هناك حيّين بالمدينة يسببون قلقا مستمرا لرجال الشرطة ولباقى سكان كوبنهاجن. الحى الأول هو "نورى بور" ويسكنه العديد من المهاجرين. "99 بالمائة من هؤلاء المهاجرين مسالمون وطيبون" قال "نيم"، ولكن حوالى فقط سبعين شخصا من الشباب التركى والمغربى يشكلون عصابة ويبتزون سكان الحى ويرهبونهم ليل نهار. فهم عاطلون نشأوا بلا تعليم وبلا قدوة حسنة، عائلاتهم وكذلك الحكومة الدنماركية تركوهم بلا سند فانحدروا إلى عالم الجريمة. ليس من العجيب أن تكون قدوتهم الوحيدة تجار المخدرات والمجرمين من المهاجرين، لأنهم الوحيدون فى الحى الذين يركبون المرسيدس ويمتلكون الأموال. فهذا الحى صار مقسما لجزءين يفصلهما شارع واحد: الجزء الأول يسكنه الدنماركيون وميسورى الحال من المهاجرين، والجزء الثانى يسكنه من لم يسعفه الحظ من المهاجرين ويعيشون تحت رحمة سبعين شابا يتقاضون منهم الإتاوات ويبيعون المخدرات.

"ليس غريبا أن ينحرف شباب فى ظروف مثل هذه، ولكن الغريب أن يسمح آلاف من البشر لشرذمة صغيرة منهم أن تتحكم فى مصائرهم وتجعلهم يعيشون فى رعب" قال ضابط الشرطة: قلت لـ "نيم" إنى أريد زيارة هذا الحى، فحذرنى ألا أفعل، ثم نصحنى إذا سرت فى شوارع الحى ألا أرفع عينى فى عين أحد من الشباب الواقف على النواصى وإلا جاءوا وطعنونى على الفور. قلت له "هل نسيت أنى أيضا مهاجر؟"

فى المساء تجرأت وذهبت لحى نورى بور، وفى الحقيقة لم أر هناك أى شكل من أشكال الإجرام على الإطلاق. وجدتها منطقة حيوية بها العديد من المحلات والمطاعم العربية والهندية. الشىء الوحيد اللافت للنظر هناك أن نسبة مرتديات الحجاب والنقاب تزيد عن المألوف.

حى آخر حدثنى عنه "نيم" يمثل مشكلة أمنية فى كوبنهاجن، وهو حى "كريستيانيا" الذى ولد منذ أكثر من ثمانية وثلاثين عاما كـ "يوتوبيا" للحرية المطلقة وانتهى به المطاف كأكبر وكر لتجارة المخدرات فى الدنمرك. لم يكن "نيم" بحاجة ليشرح لى خطورة هذا الحى فقد زرته قبل يومين من زيارة المكتبة وتعرضت فيه لمغامرة غير طريفة سأسردها بالتفصيل فى الجزء الثانى من هذا التقرير.


كتبه حامد عبد الصمد

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=138033



السبت، سبتمبر 19، 2009

الشرطة في سكة الشعب


الشرطة فى سكة الشعب

عمر طاهر فى الدستور

من أهم اللافتات التي وجدتها في وجهي فور خروجي من رحم السيدة والدتي (الشرطة في خدمة الشعب) و(مصر أولا).

في بداية حياتي عندما كان الشعار الشرطة في خدمة الشعب، كنت أعتقد أن المقصود بخدمة الشعب وقتها «ترييح» الشعب من مشاوير الذهاب لصناديق الانتخابات، لم أعرف معني آخر للكلمة خصوصا أنه عندما تمت سرقة سيارة ابن عمي لم تعدها الشرطة ولكن أعادها لنا شيخ بركة دلنا علي مكانها قبل أن ينهي كوب الشاي، وبعد فترة أصبح الشعار (الشعب والشرطة في خدمة القانون) استكثرت الشرطة علي نفسها أن تكون في خدمة الشعب خوفا من القاعدة التي تقول إن آخرة خدمة الغز علقة، ومع احترامي للشرطة وللشعارات أري أن الشعار غير المعلن هو (الشرطة في سكة الشعب) لا في خدمته ولا في خدمة القانون، الشرطة في سكة الشعب.. هكذا ومنذ طفولتي، كانت إدارة المدرسة تختار أطفالا بعينهم لتعينهم «شرطة مدرسية» لمنع الطلاب من الاقتراب من غرف الناظر والمدرسين في الفسحة، انتهت الفسحة وانتهت الطفولة وأصبح النظار وزراء ورؤساء حكومة وبقيت الشرطة في سكة الشعب، وقفت الشرطة في سكة الشعب عندما قررت فئة مندسة من الشعب أن تسلك مسلكا إيجابيا وتشارك في الانتخابات فوقفت الشرطة في طريقها إلي اللجان وغلقت الأبواب دون الصناديق والحبر الفوسفوري، وقفت الشرطة في سكة الشعب عندما قرر أن يملأ بعض المواطنين الشاحنات بالغذاء والأدوية ليتجهوا بها إلي غزة.

تقف الشرطة في سكة الشعب علي المحور وعلي الطريق الدائري وفي مدخل المعادي وفي صلاح سالم وفي الأوتوستراد وعلي كوبري الجامعة في أكمنة منصوبة ليلا ونهارا للتفتيش علي حزام الأمان والمثلث وطفاية الحريق، تسألك عن تحقيق الشخصية وعلاقتك بالسيدة التي تجلس إلي جوارك وتسألك بلا مبرر (جاي من فين ورايح فين الساعة دي).. (فيه واحد صاحبي اتاخد علي القسم لأنه قال للضابط أنا جاي من عند ماما.. كان صديقي جادا في إجابته وصادقا لكن الضابط اعتقد أن أمه شخصيا هي المقصودة بالإجابة!)، تقف الشرطة في سكة الشعب لتعطيل سيره حتي تمر مواكب الوزراء، تقف الشرطة في سكة الشعب حتي عندما يفكر شبابه اليائس في الهروب من هذا البلد بأي طريقة ليبدأ حياته في مكان آخر، تقف الشرطة في سكة الشعب عندما يقرر أن يتظاهر أو يُضرب أو يعتصم بحثا عن حقوقه، تقف الشرطة في سكة الشعب عندما يقرر أن يحتفل مع محمد منير برأس السنة في مسرح الأوبرا خوفا من أن تنقلب الحفلة إلي مظاهرة تدعم الغزاوية، تقف الشرطة في سكة الشعب إلي الاستاد والجامعة ودور العبادة، بل إن الشرطة في سكة الشعب إلي مناطق بأكملها مثل جاردن سيتي، تقف الشرطة في سكة الشعب في كل مكان بشاحنات الأمن المركزي الضخمة والمدرعات والجنود المدججين بالهراوات والعصي الكهربائية في حالة تحفز لا أعرف سببها، أشك كثيرا في أن الشرطة في سكة الشعب بحثا عن الأمن طوال الوقت، الموضوع به أشياء أخري بخلاف الأمن والدليل أن الشرطة كثيرا ما تقف في «أماكن غلط»، فهي لا تقف في سكة الشعب عندما يقرر بعض أفراده أن يتحرشوا جماعيا، ولا تقف في سكة الشعب عندما يفر بعض أبنائه إلي الخارج بقروض أو هربا من أحكام قضائية، ولا تقف في سكة الشعب عندما يتورط بعض أبنائه في خناقة علي رغيف العيش أو أنبوبة البوتاجاز، ولا تقف في سكة الشعب لتحول بينه وبين حريق ضخم، ولا تقف في سكة الشعب عندما يقرر بعضهم أن يحرق مقر حزب معارض.

لا أنفي أنني أن ألتقي في السكة ببعض الضباط المحترمين الذين يشعرك المرور بهم في سكتك ببعض الآدمية والتحضر والونس، ضباط علمهم أهاليهم أن يعاملوا الناس باحترام وعلمتهم الشرطة أن يقفوا في طريق الناس فكانت النتيجة أنهم يقفون في طريق الناس باحترام، مثل هؤلاء الضباط عندما تقابلهم في طريقك لن يذكروك بغلاسة بتوع «الشرطة المدرسية» لكنهم سيذكرونك بابن خالتك عندما كنتم تلعبون سويا «عسكر وحرامية».

هذا بالنسبة لشعار (الشرطة في خدمة الشعب)،أما بالنسبة لشعار (مصر أولا) فأعتقد أنه لا مكان له بعد سيطرة شعار (الأهلي فوق الجميع).


http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=blogcategory&id=13&Itemid=51

الجمعة، سبتمبر 18، 2009

التدين المغشوش

التدين المغشوش

  بقلم   د.عمرو الشوبكى    ١٧/ ٩/ ٢٠٠٩


من الصعب أن نجد شعباً آخر فى العالم استوفى كل مظاهر التدين الشكلى مثلما فعل الشعب المصرى فى العقود الثلاثة الأخيرة، ومن الصعب أن نجد كلاماً فى الدين داخل أى مجتمع فى العالم مثل ما يجرى فى مصر، ومع ذلك فإن هذا «الصخب الدينى» لم يثمر عن حالة تقدم واحدة فى أى مجال حتى الجوانب الأخلاقية، التى لم يجد الدعاة الجدد أموراً غيرها للتحدث فيها ظلت مجرد كلام على الهواء، أما الواقع فقد شهد أسوأانحدار أخلاقى عرفته مصر منذ عقود فى مفارقة صارخة.

والمؤكد أن شهر رمضان الكريم الذى عاشه جيلى باعتباره شهر التعبد والتراحم وقدر من الترفيه، تحول إلى حالة صاخبة تنافس فيها الجميع على بث كل ما هو غث وردىء، فلأول مرة فى تاريخ مصر «أو فى أى دولة فى العالم» يبث فيها فى شهر واحد ما يقرب من ٦٠ مسلسلاً يستحيل على أى مشاهد إذا بقى أمام التليفزيون ٢٤ ساعة دون نوم أو عمل أن يشاهد ربعها.

المدهش أن شكوى بعض الكتاب الإسلاميين فى الماضى من أن وجود المسلسلات كان من أجل منع الناس من الذهاب للمسجد للصلاة، لم يعد له أساس حالياً، لأن جمهور الاثنين أصبح فى معظمه واحداً، ومستمعى خطاب الدعاة الجدد و«مسلسل» موسى وفرعون وكل القصص التمثيلية الساذجة هم أنفسهم تقريباً جمهور المسلسلات ومتابعى البرامج الحوارية الهابطة، التى حرصت بعبقرية تحسد عليها على اختيار كل البلهاء أو الخارجين عن القانون حتى يعملوا «شو إعلامى» ويجذبوا اهتمام الناس.

لقد أنفق المصريون البسطاء مئات الملايين من الجنيهات على «بيزنس الدعاة الجدد»، الذين بثوا ثقافة جديدة فى عقولهم بتواطؤ حكومى واضح من أجل إلهائهم عن الاهتمام بالقضايا العامة، خاصة السياسية، فيحدثون الناس كل يوم حول مبادئ الدين وقيم الإسلام، فى حين أن الذى يجرى فى الواقع هو عكس ما يقولونه، حيث قل الإنتاج وزاد الفساد والكذب وجرائم القتل، وانتشر التحرش الجنسى، وملأت القمامة شوارع مصر «رغم أن النظافة من الإيمان» وانهار الأداء العام.

لا أتصور أن هناك مجتمعاً طبيعياً أو صحياً فى العالم يعيش على الفتاوى الدينية، ويتنفس ثقافة الحلال والحرام مثل مصر، ومع ذلك يمارس فى واقعه اليومى عكس ما يسمعه أو ما يتمسك به من مظاهر وصور دينية، فالواقع يقول إن الحديث اليومى فى الدين لم يجعلنا حقيقة متدينين، فمعظم الموظفين يتوقفون عن العمل ساعة صلاة الظهر، وفى الوقت نفسه زادت الرشوة وأصبحت لغة التعامل الرسمى بين المواطن وموظف الحكومة، وقل الإنتاج وغابت الجودة وقيم الإبداع.

لم تكن كل هذه المظاهر موجودة فى السابق، وكان المجتمع يعرف علماء حقيقيين وليس دعاة جدداً وهميين، فهل يتذكر بعضنا أسماء مثل محمود شلتوت والباقورى وعبدالحليم محمود ومحمد الغزالى، وهل نعرف كم هى منخفضة وأحياناً معدومة المساحة المعطاة فى الإعلام الحكومى والخاص لكل من يوسف القرضاوى، ومحمد سليم العوا ومن هم على شاكلتهم، خاصة إذا قارناها بالسماوات المفتوحة أمام «بيزنس الدعاة الجدد»، هل نعرف معنى أن تكون عالما، والقيم التى يمكن أن تبثها فى المجتمع، ومع ذلك أو نتيجة ذلك غابوا أو غيبوا عن الساحة الإعلامية حتى نسهل دخول المجتمع فى غيبوبة التسطيح والتبلد.

إن «الرجل المتدين» فى مصر كان عادة هو ذلك الرجل المثقف المنفتح على الحياة، المحب للعلم والتعلم، ولم يكن الدين بديلاً لأى قيمة إيجابية أخلاقية أو سياسية، إنما على العكس كان محفزاً للعمل والسلوك الطيب والاهتمام بالشأن العام، إلى أن تغيرت الحال وأصبح التدين بديلاً عن كل القيم الإيجابية.

فلم يفرق مع هؤلاء الصائمين المصلين أن تمتلئ محافظة الجيزة بالقمامة لمدة ما يقرب من شهر، لم يستفزهم المظهر ولا الرائحة ولا الأوبئة رغم أنهم يدعون أنهم متدينون، فأى نوع هذا من التدين؟ وأى غش وانفصام فى الشخصية أصاب مجتمعنا؟!

إن «انتفاضة» بعض قادة وزارة الداخلية وحماسهم اللافت فى مطاردة القلة الفاطرة فى رمضان ومحاولة إثبات أنه أمر قانونى، يعبر عن خلل حقيقى أصاب مجتمعنا ومسؤوليه على السواء، والسؤال لماذا فقط هذا المشهد هو الذى استفز قادة أجهزة الأمن، لماذا لا يستفزهم قتلى حوادث الطرق والرشوة التى يحصل عليها رجال المرور فى الشهر الكريم وتعذيب المواطنين فى أقسام الشرطة وتقاعس الأمن المتعمد عن تنفيذ أحكام القضاة وفض المشاجرات والجرائم التى تحدث أمام أعين البعض، لماذا لا ينتفضون فى مواجهة هذه الجرائم؟ ونجدهم يتحركون بهذا الحماس فى مواجهة فقط هؤلاء المفطرين المستفزين؟

هذه هى تجليات ثقافة التدين الجديد، فكما فى السياسة أنتج الحكم «الفكر الجديد»، ففى الدين أنتج أيضاً التدين الشكلى والمغشوش لمجتمع يسير بخطى ثابتة نحو الغيبوبة الكاملة.

لقد تصور كثير منا أن انتصار الإسلام يقف عند حدود نجاح الدعاة الجدد فى دفع الفتيات فى سن المراهقة إلى ارتداء الحجاب، ونسوا أو تناسوا أن النجاح الحقيقى هو فى تغيير قيم هؤلاء الفتيات، والنجاح فى مواجهة آفة أو مشكلة اجتماعية واحدة فى حى أو مدينة، فلم نجد حملة للنظافة ناجحة وحقيقية باسم الدين ولا أخرى ضد الرشوة والفساد، ولا ثالثة ضد التحرش الجنسى، ولا رابعة ضد الطائفية، ولا خامسة ضد التمييز والقهر، وهى كلها قيم لا تدعو للنضال أو الإصلاح السياسى، ومع ذلك لم يفعلوها، وإذا تحدث عنها بعضهم، فهذا جزء من «أكل العيش» أى الكلام الذى يردد فى الإعلام لإبراء الذمة ويعلمون كما نعلم جميعاً أنه لن يكون له أى مردود على أرض الواقع.

ألا يدفعنا هذا المشهد إلى التفكير بأن هناك على الأقل خللاً وتناقضاً بين كل هذه الظواهر؟ ومتى نستطيع أن نخرج من أسر تحالف المسلسلات والدعاة الجدد، لأن جمهور الاثنين أصبح واحداً، ولم يعد جمهور الداعية «نيو لوك» يختلف عن جمهور جلسة «الفرفشة» أمام التليفزيون أو فى خيمة رمضانية فكلاهما واحد ضحية نفس الثقافة ونفس الإعلام.

إننا نعيش بلا أدنى شك عصر التدين المغشوش الذى تاجر به البعض، وغيب عقل البعض الآخر، وأراح البعض الثالث «بالنضال السياسى» غير المكلف عن طريق الدعاء والصلاة، وشاهدنا تديناً لا هو أنتج ثورة كما فى إيران، ولا حزباً أصبح جزءاً من الحداثة والديمقراطية كما فى تركيا مع حكم حزب العدالة والتنمية، ولا مشروعاً حضارياً وسياسياً حول بلد مثل ماليزيا فى عشرين عاماً من التخلف إلى واحد من أهم اقتصاديات العالم، فهنيئاً لنا تديننا المغشوش وغيبوبتنا التى نتمنى لو طالت ألا تتحول إلى موات نهائى.


http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=226147&IssueID=1531


الثلاثاء، سبتمبر 15، 2009

تجربة: حمامة تسبق الإنترنت في توصيل 4GB من المعلومات

تجربة: حمامة تسبق الإنترنت في توصيل 4جيجابايت من المعلومات

 

أجرت شركة مختصة بتقنية المعلومات بجنوب إفريقيا، مسابقة حول سرعة نقل المعلومات بين حمامة حملت بطاقة ذاكرة يو إس بى يحتوي معلومات حجمها يصل إلى 4 غيغا بايت لمسافة قدرها 60 ميلا خلال ساعتين، بينما لم تستطع شبكة الاتصال بالإنترنت ذات النطاق العريض، من إيصال أكثر من 4 في المائة من حجم المعلومات بنفس الفترة الزمنية

 

http://arabic.cnn.com/2009/scitech/9/15/pigeon.internet/index.html

 


طبعا لما يستوردوا التجربة دى فى مصر حتكون النتيجة كالتالى :

أتوبيس نقل عام فى شوارع القاهرة يسبق شبكة الإنترنت فى نقل 1 جيجا بايت من البيانات

 ! ! ! ! ! ! !


الجمعة، سبتمبر 11، 2009

هرقل محتالا فى القاهرة

هرقل محتالا فى القاهرة

بقلم د.محمد المخزنجى
جريدة الشروق الجديدة 10 سبتمبر 2009


عندما بَدَأتْ ظاهرة تراكم القمامة فى شوارعنا، وكان ذلك منذ عدة سنوات، وبتزامن مع ظواهر خطف أموال البنوك والخصخصة الزور ونهب أراضى الدولة، كنت أنظر إلى أكوام الزبالة على نواصى الشوارع وإلى جوار البيوت، وأتذكر مسرحية تجرى أحداثها فى مدينة تراكمت فيها الزبالة إلى حد عدم قدرة أهلها على إزالتها، لهذا استدعوا « هرقل» ليزيل لهم هذه الزبالة. وقد يوحى ذلك اللجوء إلى هرقل، بأن مبعثه الثقة فى قوته البدنية الأسطورية، لكن الحقيقة أن مبعثه كان الثقة فى قوة أخرى أبداها هرقل فى موضوع الزبالة بالذات.

فهرقل الأساطير الإغريقية، والذى كان وليد حب بين أمة البشرية الفاتنة «ألكمين» وأبيه كبير الآلهة اللعوب «زيوس»، أثار حقد زوجة الأب القديمة الإلهة «حيرا»، والتى أرادت أن تحرق قلب أم هرقل عليه، فمكثت تدبر له المكائد تلو المكائد لتدمره، وأوقعت هذه المكائد هرقل فى أخطاء جسيمة أوغرت عليه صدر أبيه، فحكم الأب على الابن بأن يعمل خادما لابن عمه «يوريذيوس» أمير «أرجوس»، وكان ابن العم هذا خسيسا فأراد إذلال البطل وإشعاره بالعجز، وفرض عليه عدة أعمال مستعصية كان عليه أن يؤديها طائعا، صادعا للعقوبة التى فرضها عليه أبوه، وكان أحد هذه الأعمال تنظيف زرائب «أوجياس» ملك «إليس» وصديق النذل.. ابن العم!

كان « أوجياس» ملكا بعقلية تاجر مواشى، حوّل مملكته إلى زرائب لا أول لها ولا آخر، ولم يعبأ بتنظيف هذه الحظائر على مدى سنوات وسنوات طالما أن البهائم تتكاثر والأرباح تستفحل. صار الروث تلالا تسد أفق المملكة، وصارت رائحة المملكة مما ينفِّر الخنازير على بعد عشرات الفراسخ. وعندما فُرِض التحدى على هرقل، وقف بين تلال الروث يفكر يائسا لا فيما يستطيع أن يفعله، بل فيما لا يستطيع. لكنه وهو فى غمرة يأسه لمح نهرا يهبط من أعالى الجبال، ويمر بجوار زرائب أوجياس، ولمعت فى ذهنه الذى لم يكن ذكيا فكرة شديدة الذكاء والبساطة!

قام هرقل بتسخير قوته الأسطورية فى تحويل مجرى النهر، وتكفل النهر فى مساره الجديد باكتساح تلال القذارة وإلقائها فى البحر الكبير الشاسع بعيدا عن أرض «إليس». صارت مملكة أوجياس مغسولة ونظيفة، بل تبرق بالنظافة. وهنا تختلف نهاية القصة باختلاف رواتها من شعراء الإغريق، فبعضهم جعل لها خاتمة مُشرقة قام خلالها أوجياس بمكافأة هرقل مكافأة سخية، وبعضهم لم يُخرِج أوجياس من عتمة قذارته الداخلية، فجعله يحنث بوعده مع هرقل ولا يكافئه بشىء مما أحنق البطل، وجعله يقتل «أوجياس» ويجلس على عرش «إليس».

بغض النظر عن نهاية القصة أو الأسطورة، ظلت فكرة هرقل هى الجوهر الثمين فى إنجاز مشروع نظافة بذلك الحجم، ومن هنا كانت فكرة المسرحية التى تحدثت عنها، ومبعث الخاطر الذى طاف برأسى وأنا أرصد مولد ظاهرة تراكم أكوام الزبالة فى شوارعنا منذ عدة سنوات، لكن مع تفاقم الظاهرة هذه الأيام، وبشكل بشع ومهين ويسفر عن فساد فاضح وصل بالزبالة إلى الأعناق بعد الرُكَب، أدركتُ أن هرقل ظهر فى مصر بالفعل، وأنجز مهمته بشكل معكوس، لأنه لم يكن هرقل البطل الحقيقى، بل هرقل المحتال.. المُزيَّف!

فمع بزوغ عصر البزنسة الملوثة، برز هرقل المحتال وأعلن أنه سيقوم بتنظيف العاصمة من زبالتها، وحتى يوهم المصريين بطموح مشروعه الوطنى للنظافة، سمّى شركاته بأسماء أوروبية ليوحى بأنه سيجعل القاهرة فى نظافة روما ولندن وربما باريس. استحضَرَ سيارات قمامة شيك ومحندقة، واكترى آلاف الكناسين ووضعهم فى يونيفورم موحد من عفاريت بألوان تخطف البصر، أورانج متوهج، وأصفر فسفورى، وسماوى على موف، وزودهم بمقشات طويلة وصناديق قمامة بلاستيكية متحركة. وبدا أن عاصمة البلاد على وشك الدخول فى حقبة تاريخية نظيفة وعاطرة. لكن هيهات...

عادت أكوام الزبالة كسابق عهدها تتراكم على الأرصفة وحول البيوت، بل فى عرض الشوارع، وتعددت التبريرات، فأُلقى وزر هذا الانحطاط على عاتق إضراب الزبالين، ولما طال الوقت بما ينفى ذريعة الإضراب، قيل أن الزبالين يفرزون زبالتهم على النواصى، ليأخذوا منها ما يبيعونه لمقاولى تدوير المخلفات، ويتركوا ما كانت تأكله الخنازير، بعد ذبح الخنازير، فى شوارع البشر!

بحثت عن الحقيقة، فلم أجد ما يقاربها ويوحى بالإقناع إلا عند أبناء الكار أنفسهم الذين رجونى ألاّ أبوح بأسمائهم، فشركات النظافة ذات الأسماء الأوربية وعفاريت الكناسين الملونة، لم تكن غير سبوبة باضت ذهبا لهرقل المصرى الجديد المحتال، فالعربات الرشيقة الأنيقة والعاملون عليها تم تحويلهم إلى قطاع مقاولات خاصة من نوع جديد، تتعاقد على تنظيف حدائق الفيللات والقصور مقابل آلاف الجنيهات، وترفع ركام عمليات التشييد والتشطيب بمقابل مجز تبعا لحجم الأعمال التى يجرى تنفيذها، أما الكناسون الملونون، فقد أبقاهم هرقل المحتال كرموز ممسوخة فى الشوارع، يُقلِّبون عيشهم بالتسول لأنهم يكادون لا يقبضون شيئا يغنيهم عن مد الأيادى وذل السؤال، ولا يكنسون إن كنسوا إلاّ بعد نفحات الإكرامية أو البقشيش!

قالوا من هرقلك ياهرقل؟ على وزن من فرعنك يا فرعون؟ فلم تكن الإجابة «مالقيتش حد يردِّنى»، بل كانت «اللى له ضهر ما ينضربش على بطنه»، ولم يكن ظهر هرقل المحتال غير بلطجة الحكومة بجلالة قدرها، وهو ظهر مشدود يتوعدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور إن سددنا أنوفنا وفتحنا أفواهنا قليلا ونطقنا: «إف»، مجرد «إف». وليس أدل على تلك البلطجة من إضافة رسوم «نظافة» على فواتير الكهرباء، تذهب «فِردة» لمن لا يقومون لنا بأى مهام للنظافة، فالزبالة لا يزال يأخذها الزبالون الذين يطوفون بالبيوت، ويأخذون مقابل ما يقومون به، وهم يستحقونه، فكأننا ندفع للزبالة مرتين، مرة بوجه حق للزبالين، ومرة بقفا باطل للأشباح حُماة هرقل المحتال، أو المنتفعين باحتياله.

البلطجة واضحة فى ربط هذه الرسوم الباطلة بفاتورة الكهرباء، ومعناها بلغة تلويحات مطواة قرن الغزال الحكومية الخفية الجلية «هاتدفعوا هاتدفعوا.. واللى ما هايدفعش ها نخليهاله ضلمة».

هل هناك بلطجة أوضح من ذلك؟ وهل هناك احتيال أبشع مما تدل عليه مقالب الزبالة فى الشوارع؟ لن أجيب، بل سأسد أنفى وأفتح فمى لأنفخ ساخطا محتجا قرفانا زهقانا : «إاااااف». ثم، ماذا علينا لو اجتمعنا على صيحة واحدة تصرخ فى وجه هرقل المحتال، وبطنه، وظهره: «إاااااف».. سبعة وسبعين مليون إف؟!

http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=109102

الخميس، سبتمبر 10، 2009

تنظيم القادة القادمون

تنظيم القادة القادمون
enjoy ^ _ ^
هذه هى العبقرية

وهذا هو الإبداع

سلمت يداك ولا فض فوك

الأربعاء، سبتمبر 09، 2009

صبرنا يا رب


إبراهيم عيسى يكتب في العدد الأسبوعي للدستور: إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً

أحذرك من السطور التالية فهى تنتمى لفئة النقد الهدام طبقا لتصنيف السادة حكام هذا الوطن وأنجالهم وهى كذلك لا ترى سوى الجزء الفارغ من الكوباية لأنها تأملت الجزء المليان فوجدته ماء ملوثا وجوده دليل على أن الجزء الفارغ أرحم من المليان ، أحذرك أن تقرأ هذه السطور فهى سطور لاتزال منفعلة بما يحدث وهى لكاتب لم يشتر دماغه حتى الآن رغم أنه يحلف كل يوم قبل ما ينام أنه ح يشترى دماغه ولكنه حلم لم يتحقق حتى حينه ، هذا المقال غاضب والسطور الغاضبة يكتبها المحبون فقط الذين لايزالون يرون للغضب معنى ومهمة ولايزالون قادرين على أن يغضبوا لمن يحبونهم وممن يحبونهم والحمد لله أننا لازال لدينا أمل فى مصر لدرجة أننا نغضب منها ولها !
إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً لكن إن أستطعت فأقرأ  وإن لم تستطع سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً فى نهاية المقال فأذهب إليه مباشرة لو أردت
إسمع كلام مسئولى هذا البلد من أول الرئيس حسنى مبارك إلى أصغر مداح من كتبة جمال مبارك فى الصحف وقل لى ما هو الانجاز الذى يفخر به هذا النظام ؟ ، عملوا إيه للبلد دى ؟ أول ما ستسمعه هو الكبارى والمجارى طبعا وللغرابة فالمجارى طافحة فى مصر طيلة عصر الرئيس حتى أنها مخلوطة بمياه الشرب الذى يضعه المصريون فى جوفهم ومعدتهم !! أما الكبارى فهى كبارى الموت التى يروح ضحية طرق مصر وكباريها سنويا  ويموت بسببها أكثر ممن فقدتهم مصر فى الحروب مع أعدائها  بحيث وصل ضحايا حوادث الطرق فى مصر ثلاثة وستين ألف قتيل سنويا وهو رقم وهذه نسبة ليس لها مثيل على وجه الأرض إلا فى مصر مبارك !

سيقولون  زيادة عدد المدارس  والتلاميذ فى تعليم ليس هناك أسوأ ولا أجهل منه ومع ذلك فإن  زيادة عدد المدارس وتضاعف عدد التلاميذ تطور طبيعى وعادى للغاية نتيجة تزايد عدد السكان والأطفال فى سن التعليم وأى حكومة فى الوجود كانت لتفعل ذلك ودون قرف من الشعب ومعايرة له على تختة الفصل ، ومع ذلك فنسبة التسرب من التعليم مذهلة ومستوى التعليم منحط ومبانى المدارس آيلة للسقوط  وغلبنا شرحا أن هناك فصولا تضم مائة تلميذ ..آه والله العظيم وأن هناك تلاميذ يأخذون معهم الكراسى للمدرسة كى يتمكنوا من الجلوس فى الفصل والعيال بتغيب من المدرسة شهورا قبل الامتحانات نسبة غياب خمسة وتسعين فى المائة عن الدراسة  فى الشهادات العامة فى المدارس الحكومية العامة ، والمدرسون بعضهم منغمس فى الدروس الخصوصية وأكثرهم مطمور بالفقر (تحياتى الخاصة  للكادر الخاص )  فضلا عن غياب أى جامعة مصرية عن قائمة أهم خمسائة جامعة فى العالم كله ، ، ما هو انجاز الرئيس مبارك فعلا ؟ قولوا لنا عن صحة المصريين شوية ، غنوا لنا عن عافية وعفية الجسد المصرى فى عصر مبارك خصوصا أعضاؤه الأساسية الكبد والكلى والرئة ، أين إنجاز 28عاما من الحكم ، أكيد أنت الآن عايز تقول معقولة يا ظالم (ده أنا ) الرئيس لم ينجز فى 28عاما ما يستحق الذكر ؟ خلاص أذكره أنت كده ، قل لى الإنجازات والإيجابيات اللى المفروض نتكلم عنها أحسن أكون مش واخد بالى  ، هيه ايه إن شاء الله  الإيجابيات والإنجازات ،
هل مثلا  اكتشفنا علاجا أو دواء أتكتب باسم شركة أو احتكار مصرى ونوزع حق تصنيعه على العالم كله ونحصل على مليارات من وراءه
بلاش ..( ضع علامة صح أمام الإجابة الصحيحة )
هل اخترعنا طرازا من الصواريخ مثلا ومكتوب باسمنا وينافس شركات السلاح العالمية فى السوق والبيع ؟
بلاش ......هل تمكنا من عالم تصنيع الحاسبات والبرمجيات وأصبحت شركات الكومبيوتر عندنا تنافس إسرائيل ( ثانى دولة فى العالم فى هذا المجال )؟
بلاش ...هل وصلنا لاختراع ناجح فى مجال الرى والزراعة وتحويل الصحراء الممتدة إلى أراضى زراعية هائلة ؟
بلاش ..إحنا طول الوقت نبعت ناس للعلاج ( بره ) أو نجيب دكاترة أجانب للعلاج ( جوه) هل سمعنا مرة عن مريض انجليزى ولا صينى ولا يابانى جه يتعالج فى مستشفياتنا ...؟
بلاش ......هل كنا مشتركين ضمن عشرات الدول فى العالم فى اكتشاف ورسم خريطة الجينات الوراثية للبنى آدم
بلاش .....هل صنعنا سيارة متطورة أو حتى أى جزء فيها وأصبح ملكنا عالميا ، بلاش هل نجحنا فى زراعة القمح فى بلادنا بحيث لا نحتاج لاستيراد رغيف العيش ونسرطنه؟
بلاش خالص ..ما هو ترتيبنا فى آخر دورة أولمبية .....بلاش ...عملنا كام ميدالية ذهبية وفضية فى 28عاما ....بلاش وصلنا كم مرة كأس العالم وهل عمرنا صعدنا لدور التمانية !!
 لازم نعرف حجمنا الطبيعى وحجم من يملك مقاليد ومقادير وطننا عشان نعرف نطور ونتطور ...بلاش نفخ فى ذاته ...وفى ذاتنا !..

 ولا أعرف  إذن من أين يأتى الرئيس مبارك بكل هذه الثقة وهو يخطب فى الشعب معددا إنجازاته على مدى السنوات الطويلة الماضية (طبعا سأتجاهل الكتاب الكوميدى لأحمد نظيف عن انجازات حكومته فلا أحد يأخذ هذا الرجل وكلامه مأخ الجد ) فى ظل حكم الرئيس وبدون مواربة ولا مراوغة ولا ضحك على الجماهير فالجماهير نفسها   تشرب ماء ملوثا ممرضا بل ولا تشرب من فضلة خير هذا الوطن بل تشرب من فضلاته ، دعك من البطالة وملايين الشباب الذين لا يجدون وظيفة ، وسيبك من المعاش المبكر نتيجة بيع القطاع العام الغالى بالرخيص ، ودعك من تلوث الهواء و الأسعار المرتفعة والغلاء الذى نحياه و سيبك من آلاف المعتقلين والتعذيب فى السجون والأقسام ودعك من الفساد الذى يسرى فى البلد مسرى الدم فى العروق و سيبك من تزوير كل انتخابات مرت بمصر ، دعك من كل هذا النجاح فى الفشل  لنظام مبارك وحزب ابنه ، ولنتوقف عند هذا الحكم الذى عاش على عرش مصر كل هذه السنين  فلم يوفر لشعبه سوى الماء الملوث ، ولم ينجح فى شيء سوى أن يضع  مخلفات المصانع و فضلات الشعب فى ماء الشرب فيعود المواطن ليشرب سما وبولا فى جوفه طيلة ثمانية  وعشرين عاما  تم رى عشرات الآلاف من أفدنة الزراعة فى مصر دلتاها وصعيدها وقاهرتها بماء الصرف الصحى يعنى المواطن يأكل خضروات مروية بفضلاته شخصيا ، ولكن الناس ساكتة سواء لأنها لا تعرف فلا تفهم فلا تتحرك أو لأنها تعرف ولا تقدر على أن تتحرك فلم نشهد أى مقاطعة للخضار المروى بالمجارى ولم نعثر على دليل واحد أن أسعار الخضار المروى بمياه المجارى انخفضت أو تراجعت أو أن هذه النوعية من الخضروات لم تعد تجد زبونا ، إطلاقا فقد نجح نظام الرئيس مبارك فى أن يأكل الناس طعاما بالفضلات دون أن يعترضوا أو يقرفوا أو يتأففوا ، بل هنيئا مريا وبونابيتى  ،  ربما ها هو الانجاز الأكبر والأهم فى عصر الحزب الوطنى أن الشعب أصبيح مستعدا أن يأكل خراءا وهو راض ساكت قانع ، هذه حقيقة ثابتة لا ذرة شك فيها!
من المسئول عن هذا السم الذى نشربه ؟
ستجد طبعا إعلانات لطارق نور مدفوعة الأجر من الحكومة ومسروقة من اعلانات صابون أجنبية تدعى كذبا  أن الشعب السبب على اعتبار أنه شعب مش متربى مبيتمرش فيه  وبيرمى كاكا فى النيل  وهى النظرية السائدة فى عصر مبارك  أن مبارك حاكم عظيم لكن الشعب هوه اللى  مبيعرفش يتحكم  ، ويعرف القاصى والدانى والدنئ أن هناك مواطنين ومصانع يلقون بالمخلفات فى النيل لكن الدولة فضلا عن أنها تتفرج  وتتواطؤ فهى كذلك تلقى بالمخلفات والفضلات فى النيل وتصرف المجارى فى النهر وتفتح النهر على المجارى .. وتمارس ابشع عملية تسميم مباشرة وغير مباشرة  للناس وزمان كان المواطن إذا تذمر أو عارض قيل له اللى مش عاجبه يروح يشرب من البحر ، والحقيقة أن المواطن المصرى طيب وتتحكم فيه  سنين طويلة  من اللطع على القفا فراح يشرب من البحر فعلا لكنه فوجئ أنه يشرب من المجارى وها هو يسأل بعد كل هذا العمر ..فين روح أم البحر ده عشان نشرب منه !!
استمر هذا الحكم ثمانية وعشرين عاما  وهو يقول للناس أنه عمل معجزة حيث أقام بنية أساسية لا يجد غيرها شيئا عظيما يقوله هو ودعايته عن نفسه ومع ذلك فإن 63%من أسر الدلتا و67% من أسر  الصعيد تعيش بدون سيفون طبقا للمسح السكانى والصحى لمصر
نعم ها تأويل كل ما سبق : إذا كانت الحكاية لا ديمقراطية ولا خوتة دماغ تعالى نحسبها بالسيفون  ف54%من المصريين يعيشون بمرحاض بلدى  بدون سيفون ...تقول إيه فى إيه بقى ؟ تقول أن الرئيس مبارك ليس مسئولا عن هذا ، من إذن المسئول ؟ إنه المسئول عن أى مسئول ومن ثم فلا يوجد مسئول غيره ؟


http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=31705&Itemid=1



الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

شنق نفسه ! ! !

شنق نفسه لعجزه عن توفير متطلبات العيد لأولاده

 

انتحر أ. م. ب (32 سنة) سائق سيارة أجرة، بشنق نفسه بسبب أعباء الحياة وعدم قدرته على الوفاء بمتطلبات أولاد فى رمضان وعجزه عن توفير ملابس العيد وغيرها من مصروفات واحتياجات المدارس.

كان المقدم محمد غزالة رئيس مباحث الزهور، قد تلقى بلاغا من ربة منزل تفيد انتحار زوجها داخل حجرة نومه، وعلى الفور أمر العميد عز الدين منصور مدير المباحث الجنائية ببورسعيد، سرعة عمل التحريات حول الحادث وإخطار النيابة لمعاينة الجثة، وقد أثبتت التحريات أن السائق كان يمر بظروف مالية صعبة قبل شهر رمضان، جعلته يصاب بحالة اكتئاب نفسى وعكف بالجلوس مع نفسه طوال الوقت.

بينما أكدت الزوجة فى أقوالها، أن زوجها منذ أسبوعين تعرض لضائقة مالية جعلته عاجزا عن الوفاء بالتزامات المنزل، بالإضافة إلى احتياجات المنزل فى رمضان ومصروفات المدارس المقبلة وملابس العيد وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية فى ظل حالة الغلاء، مما دفعه لاعتزال كل من حوله فجأة مفضلا الاختلاء بنفسه والبعد عن أصدقائه وزملائه فى العمل.

وقالت الزوجة إن زوجها منذ يومين أخبرها بأنه سأم الحياة بكل ما فيها لعجزه عن توفير احتياجاتها واحتياجات المنزل والأولاد حتى احتياجات نفسه وأوضحت الزوجة أنها حاولت أن تخفف عنه وتهون عليه ولكن دون جدوى.

وفى اليوم التالى، دخلت عليه حجرة نومه بعد عودتها من قضاء مستلزمات أولادها من السوق، وجدته معلقا فى سقف الحجرة مشنوقا بحبل غسيل، صرخت وانهارت وأبلغت الشرطة بحى الزهور.
تم تحرير محضر بالواقعة وباشرت النيابة العامة التحقيقات، وتم استدعاء الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفن الجثة.


نقلا عن موقع اليوم السابع

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=134707

 

*********************


ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

ذنبه فى رقبتك يا محسن

حسبنا الله و نعم الوكيل



مهاتير محمد


طبيب الوطن



بقلم: د.شريف عرفة

كان طبيبا.. لكنه لم يكن كأي طبيب آخر.

فقد كان عنده حلم.. و هو أن تنهض بلاده , نهضة ليس لها مثيل في العالم كله.

و لم يكن أحد يتوقع أبدا, أنه سينجح في تحقيق هذا الحلم.

 

 

 

ولد مهاتير محمد في ماليزيا.

كان والده مدرسا عاديا.. ربى ابنه تربية جيدة على الأخلاق و القيم.. و لم يكن له حلم وقتها إلا أن يصبح طبيبا كي يساعد الناس و يشفي أمراضهم.

كان من الملايو المسلمين في ماليزيا.. الذين لم يكونوا يتمتعون بحقوق كثيرة في ذلك الوقت.. لذلك يمكننا القول أنه كان فقيرا.

لذلك لم يكن حلم كلية الطب سهلا أبدا.. فقد قامت الحرب العالمية الثانية ووجد نفسه غير قادر على مواصلة تعليمه الاساسي أصلا.

عمل في أحد الأكشاك..يصنع الشاي و يقدم الطعام للزبائن.. فقد كان في مرحلة عصيبة.. و هي توفير لقمة العيش من أجل الحياة.

إلى أن انتهت الحرب.. فقرر أن يواصل المسيرة.

و فعلا..حصل على منحة لدراسة الطب في جامعة (إدوارد السابع) في سنغافورة.

 

اثناء دراسته.. اصدر مجلة طبية و كان يكتب المقالات في الصحف.. و اصبح رئيسا منتخبا للطلبة المسلمين في الجامعة.

و هناك تعرف على زوجته و رفيقة حياته (سيتي حسمة).

أعجبت بطموحه و نجاحه.. و قررت مواصلة حياتها معه.. خصوصا أنها هي الأخرى كانت تشاركه أحلامه.

  

و هنا.. قرر مهاتير أن يمارس السياسة!

كان يرى أن حلمه بأن تكون بلده أفضل بلاد الدنيا , لن يتحقق إلا بانخراطه في العمل السياسي و فهمه لقواعد هذه اللعبة..

وقد كان.

نجح في أن يصبح عضوا في البرلمان عام 1964

وراح يدافع عن حقوق الملاويين المسلمين .. إلا أن هذا لم يعجب الماليزيين من أصل صيني.. لذلك خسر الانتخابات التالية.. و خسر مقعده في البرلمان.

 

لم يكن هدفه هو النفاق للحصول على أكبر عدد من الأصوات , لكنه كان يؤمن بقضية أكبر من مجرد كرسي في البرلمان.. لذلك واصل عمله السياسي..

استعاد كرسيه في البرلمان..

ثم عين وزيرا للتعليم..

ثم عين وزيرا للصناعة..

 

و في النهاية.. انتخبه الشعب الماليزي ليكون رئيسا لوزراء ماليزيا.

 

صانع المعجزة

 

 

لم تعد ماليزيا كما كانت, قبل مهاتير محمد.

في سنوات قليلة , حدثت نقله رهيبة في الاقتصاد الماليزي لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل.

كان الجهل منتشرا بين المواطنين.. لكنه اهتم (منذ كان وزيرا للتعليم) إلى تعليم الناس العاديين.. استقدم الأنظمة التعليمية من الخارج.. و اهتم بتعليم اللغة الإنجليزية و العلوم .. و زاد البعثات التعليمية للطلاب إلى جامعات أمريكا و انجلترا و استراليا.. و حين أصبح رئيسا للوزراء, زاد من الدعم المادي للتعليم..

كان مؤمنا أن النهضة تبدأ من عقول الشباب.. و كان على حق.

كان اقتصادها يعتمد على تصدير المواد الخام مثل المطاط و المعادن.. لكن اليوم,  أصبح دخلها القومي يعتمد بنسبة 80% على هذه الصادرات الصناعية.

نعم.. ألا تعلم ان ماليزيا , واحدة من أكبر 20 دولة  صناعية في العالم ؟

مشاريع قومية

  برجي بتروناس.. أعلى برجين في العالم

 

 

سد باكون.. ثاني أعلى سد أسمنتي في العالم

 

مطار كولالامبور الدولي.. واحد من أهم مطارات آسيا

 

من أجمل البلاد السياحية.. لو كنت تريد قضاء شهر العسل مثلا, ستكتشف أن ماليزيا توفر عروضا رائعة للسياح.

 

سياسة مهاتير محمد

 

في عالم السياسة , دعونا نتوقف قليلا أمام هذا الرجل و عقليته. 

من أقوال مهاتير محمد:

" نحن (المسلمون) أقوياء فعلا.. 1.3 مليار إنسان لا يمكن هزيمتهم أبدا.

لقد قتل النازيون 6 مليون يهودي من 12 مليون. لكن الآن اليهود يحكمون العالم من بعيد.. فهم عندهم أناس يحاربون و يموتون من أجلهم.

لقد اخترعوا الشيوعية و الاشتراكية و حقوق الإنسان و حتى الديموقراطية, حتى يكون اضطهادهم شيء خاطئ, فيتمتعوا بحقوق مساوية للجميع!

بكل هذا أصبحوا يتحكمون في أقوى دول العالم.. و اصبح هذا المجتمع الضئيل, من القوى العظمى."

 

 

حصل مهاتير  محمد (من قبل مؤسسات صربية و مسيحية) لجائزة نوبل للسلام 2007.. نظرا لدوره في مساندة شعب البوسنة.

 * * *

هناك شخصيات لو تكلمت عنها , لن يكفيني مقال واحد.

لذلك أتوقف هنا , و دعونا نحلم بأن يكون في بلادنا مهاتير محمد..

ربما يكون أنت.. أو شخص تعرفه .. أو كلنا معا..

المهم ألا نتوقف عن الحلم , لأن المعجزات -كما رأينا-  تتحقق.

 د.شريف عرفة









الاثنين، سبتمبر 07، 2009

هدف


حدد هدفك


مقال للأستاذ عمرو خالد - جريدة الشروق - 7 سبتمبر 2009


  سأحكى لكم قصة حياة إنسان دخل المدرسة، لأن أباه وأمه طلبا منه ذلك وكان صغيرا، المهم دخل المدرسة وواصل فيها حتى وصل إلى الثانوية العامة، وقال له أبوه وأمه يجب أن تذاكر من أجل الحصول على مجموع كبير حتى تستطيع الالتحاق بكلية مناسبة، فذاكر وذاكر حتى انتهى من الثانوية العامة وظهرت النتيجة.

وقالوا له مجموعك يناسب هذه الكلية، فقدم أوراقه للالتحاق بها، ودخل هذه الكلية حتى وصل إلى آخر سنة وقالوا له: حاول أن تحصل على تقدير مناسب آخر العام لكى تقدر على الالتحاق بشركة مناسبة للعمل بها.

فذاكر على قدر جهده حتى تخرج، فقالوا له تقديرك يناسب شركة معينة للالتحاق والعمل بها، فذهب ليعمل فى هذه الشركة، حتى قال لهم إنه يريد أن يتزوج، فسألوه: بمن تريد أن تتزوج؟ فرد وقال: زوجة بنت حلال وتعجبنى، فتزوج، وبعد فترة أنجب منها أولادا، وظل يعمل ويعمل من أجل الحصول على نقود من أجل الأولاد.. ثم مات.

انتهت القصة. أليست هذه قصة معظم الناس فى بلادنا؟

جاء ومشى وانتهى موضوعه على ذلك.

ماذا أضاف؟ ماذا فعل؟ ماذا كان دوره؟ ماذا كانت أهدافه؟ ماذا أضاف لهذه الدنيا؟
الأمر يبدأ من المدرسة، التعليم فى بلادنا تعليم تلقينى يتعامل مع عقل الطفل على أنه مخزن، تصب فيه المعلومات طوال العام ليفتح المخزن يوم الامتحان لتفريغ ما به من معلومات، هذا لا يبنى إنسانا.

أتدرون كيف تتم تربية الأطفال فى اليابان؟ منذ عمر ٩ سنوات إلى ١٢عاما، فى هذا العمر الصغير الذى نعتبره فى بلادنا عمر أطفال، يأخذون حصة كل أسبوع فى بعض المدارس فى اليابان، أتعلمون ما اسم هذه الحصة؟
حصة «ما هو هدفك فى الحياة؟».

نحن عندنا أفراد يبلغون من العمر ٣٥ عاما ولا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
عرفتم الآن لماذا ينجحون ولا ننجح؟

يدخل الطفل المدرسة، فيسألونه: ما هو هدفك فى الحياة؟ فلا يعرف الإجابة عن السؤال، وفى الحصة التالية يتكرر الأمر، فيبدأ الطفل يشعر بأنه مضطر لأن يجيب، فيبدأ فى قول أى شىء لكى يخرج نفسه من الموقف. فيقول شيئا، فيقولون له ماذا تحب وما هى مهاراتك؟ فيحركونه بطريقة صحيحة.

فإذا كان يريد مثلا أن يكون أحسن رسام، يحاولون أن يروا طريقة رسمه.
أو مهندسا، فيحاولون تشغيله على الكمبيوتر لمعرفة مهاراته.

فيبدأ طوال العام فى تغذية هذا الهدف حتى يجىء الصيف، فترسل إدارة المدرسة إلى أبويه مذكرة أن ابنهما قال إن هدفه فى الحياة كذا، ويجب أن تنميا فى الصيف هذا الهدف. ويرجع إلى المدرسة فى العام التالى ومعه شهادة من أبويه أنه تم تدريبه على كذا وكذا، فهم يقومون ببناء الإنسان.

والله بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء العمارات والمصانع والسدود.

أن تبنى إنسانا عنده رسالة وعنده هدف، فالطفل عندهم يعمل بجدية حتى إذا بلغ ١٢ عاما يكون هدفه واضحا: أنا سأكون أحسن مهندس كمبيوتر فى البلد، أو أحسن روائى يكتب قصصا فى البلد، ويبدأ الموضوع يكبر مع الطفل عاما إثر عام ويبدأ الحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلى حقائق، ويجد الطفل نفسه وعنده هدف فى الحياة.

يا آباء ويا أمهات، إذا كانت مدارسنا لا تفعل ذلك، فأرجو أن تفعلوا ذلك مع أولادكم، وهيا بنا نصنع هدفا فى الحياة. هل إلى الآن وأنت تبلغ من العمر ٤٠ أو ٤٥ عاما، هدفك ليس مكتوبا وغير واضح ومشوش أمام عينيك، إذن أرجوك أن تدرك الجيل القادم، وابحث عن مهارات ابنك من الآن، وماذا يجيد واغرس فيه: «يا بنى يجب أن يكون عندك هدف»، وتبدأ فى تصعيد هذا الموضوع معه.

البعض سيقول فكرة الهدف هذه عملية إدارية لها علاقة بعلم الإدارة فما علاقتها بمقال ينشر فى رمضان؟، فأقول له: وجود هدف ليس كلام إدارة فقط بل إنه فى صميم صميم الإيمان، أليس حديث النبى الشهير «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي». النية هى الهدف وصيام رمضان يبدأ بنية من أجل تحقيق هدف (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وكأن رمضان يعلمك ويقول لك تعلم كيف تضع هدفا محددا فى فترة محددة هى شهر واحد ويكون هدفك أن تخرج فى نهاية الشهر من المتقين، فإذا نجحت فقد حققت الهدف فى شهر وتستطيع الآن أن تضع أهدافا وأهدافا لباقى حياتك، فقد كان رمضان معلما لك لكيفية أن تضع هدفا وتحققه.


http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=106634


********************************


ما شد إنتباهى أكثر فى هذه المقالة التعليقات الواردة بالموقع

التعليق الأول و هو أول تعليق على المقالة

عنوان التعليق : ياريت كل الناس زي أخينا اللي دخل المدرسة
و نصه : أخينا دة إذا كان مؤمن بالله واليوم الأخر واقام الفرائض وابتعد عن الحرمات وعاش من اجل اولاده فله الجنة ياسيدي.

بصراحة رد غريب ما هو فعلا كل الناس زى اخينا اللى دخل المدرسة ده و بعدين الرد جعل من الإنسان اللى بالحد الأدنى من المواصفات البشرية هو الهدف و الغاية القصوى من الإنسان . . . يبقى بالشكل ده أى حيوان أجدع مننا لأنه بياكل و بيكبر و يكون أسرة و بيخلف أولاد و يرعاهم لحد ما يقدروا يواجهوا الحياة و هكذا دواليك و طبعا الحيوانات بتقوم بالمهمة دى بكفاءة أكتر مننا بكتيييييييييييييير . . . النقطة الأهم إيه اللى خلانا نوصل لهذا المدى من ضحالة التفكير و إنعدام الرؤية ؟ ؟ ؟
سؤال مش عايز أجاوب عليه حفاظا على الجزء السليم المتبقى من مرارتى المفقوعة لكن حقول كلمة واحدة لعلها تلخص الأمر "وجع كل يوم" و كل واحد يفهم اللى عايز يفهمه


التعليق الثانى و هو التعليق رقم 11

عنوان التعليق : هذه دعوة لليابان
نص التعليق : الاستاذ عمرو حفظك الله ألاترى أنك تروج لليابان في حين أنك تريد أن تدعو للإسلام . أليس التعلم والعمل وبناء أسرة أحدافا أيضاً ويؤجر عليها الإنسان . إن اليابان تقدمت وهي ليست دولة مسلمة ولكنها أحسنت إدارة مواردها ووضعت الأنظمة التي تحقق الكرامة و الحرية والعدل والأمن للإنسان وتقضي على الفساد .فانظر حفظك الله كيف يمكننا أن نصل إلى ما وصلوا إليه وهو ليس بالتاكيد من خلال درس في قناة فضائية أو مقال في صحيفة .


الأول ححط كومة من علامات التعجب ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !
دعوة لليابان . . . مش فاهم إيه القصد بالكلمة دى و إيه اللى دخل ده فى الدعوة للإسلام هو مش ده برضك مثال قدامنا و واقع موجود و بعدين إيه أساليب التغيير السلمية اللى بيقترحها كاتب التعليق لإحداث التغيير بعيدا عن وسائل الإعلام . . . أكيد أنا غبى و مش قادر أفهم هو قصده إيه

كده و الحمد لله عرفت مكاننا فين

إذا كان ده كلام الفئة المتعلمة اللىبتعرف تدخل عالنت و بتقدر تتكلم و تعبر عن رأيها . . . أمال آراء الناس التانية حتبقى إيه؟؟؟



الأحد، سبتمبر 06، 2009

رمضان و Ramadan

رمضان 1410 هـ


Vs.


Ramadan 2009
 
  
ركزوا فى الكاريكاتير كويس


كل حتة صغيرة مرسومة فيها معنى


تحياتى للمبدع د.شريف عرفة


السبت، سبتمبر 05، 2009

فى الشهر . . . لأ فى السنة

من جريدة الأهرام

عدد السبت 5 سبتمبر 2009

فقد كشف الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة عن وصول متوسط ميزانية التدريب للموظف المصري إلي‏14‏ جنيها فقط لاغير في العام الواحد‏,‏ مقابل ما يصل إلي‏200‏ ألف جنيه في المتوسط سنويا لنظيره في بلاد أخري‏.‏
 14
جنيه
فى
السنة

1.17
جنيه
فى 
الشهر

4
قروش
فى
اليوم

يعنى ميجيبوش مستيكة تشيكلتس

طب ندرب بيهم الموظف إزاى

و نطوره ونصنع منه كادر لجعل مصر دولة متقدمة و مواجهة تحديات القرن الحادى و العشرين

:D :D :D

أبتسم أو أضرب دماغك فى الحيط
فأنت فى 
 .
.
.
مصر