BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

السبت، أكتوبر 31، 2009

. . . بس إحنا نحلم . . .


فى مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣ رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد يتخلى عن منصبة طواعية

كتب   د. أيمن الجندى    ٣١/ ١٠/ ٢٠٠٩ المصرى اليوم

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231466&IssueID=1575

ترك مهاتير الحكم طواعية فى مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣، خبر تناقلته وكالات الأنباء فكان وقعه على المصريين كوقعه على الماليزيين. سؤال يفرض نفسه: لماذا تلهم ماليزيا أحلام مصر، وتُعقد دائما بينهما المقارنات الكثيرة؟، إذا ذُكر مهاتير ذُكر مبارك، وإذا ذُكرت ماليزيا ذُكرت مصر.

ربما لأن كليهما تولى قيادة بلاده فى نفس العام (١٩٨١)، فى هذه الأثناء نجحت ماليزيا فى التحول من دولة زراعية تصدّر المواد الأولية، إلى دولة صناعية متقدمة، انخفضت نسبة الفقر والبطالة وارتفع متوسط الدخل. والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا تقدمت ماليزيا وتراجعت مصر؟. هل تملك ماليزيا من الموارد ما يفوق مصر أم أن العكس هو الصحيح؟، هل نحن شعب عجوز يثقله التاريخ فيما يملكون هم المرونة والروح الوثابة؟. هل عدم تداول السلطة هو السبب؟.

أم أنه تفسير لا يكفى برغم وجاهته، فمهاتير استمر فى الحكم ثلاثين عاما قبل أن يتنازل عنه طواعية. هذا ليس تشكيكاً فى قيمة الديمقراطية وما يفرزه تداول السلطة من حيوية، ولكن ثمة بلاد شهدت تقدما صناعيا وبنية أساسية ممتازة فى ظل حكم ديكتاتورى مفرط كما حدث مع الجنرال فرانكو بإسبانيا.

لن أردد حديثا إنشائياً عن رؤية القيادة، والتخطيط المسّبق، والعمل بروح الجماعة، وآليات تنفيذ الخطط. فهذه الأشياء الجميلة هى مفردات النهضة فى كل بلد، ولكنها لا تفسر انبعاثها فى هذا الوقت بالذات.

السبب الحقيقى للتفاوت فيما أعتقد يكمن فى كلمة واحدة: «القدرة على الحلم». فى مصر توجد فجوة هائلة بين القرار والحلم. القادرون على الحلم لا علاقة لهم باتخاذ القرار، وأصحاب القرار ينقصهم الحلم. وفيما كان الرئيس مبارك مهموما بإطعام الشعب، وأسوأ كوابيسه أن يأتى صباح لا يجد فيه المصريون رغيف الخبز، كانت أحلام مهاتير محمد أن تتحول ماليزيا إلى دولة إقليمية عظمى.

هذا هو الفارق الجوهرى بيننا وبينهم، قدرتهم على الحلم وعجزنا عنه مع كل الاحترام للنيات الطيبة. ظاهرة عامة عند معظم المسؤولين. حينما أسير فى الطرقات وأشاهد القبح والقمامة أثق على الفور أن المحافظ ينفق مدة خدمته دون أن يحلم ولو لمرة واحدة.

تحية من مصر التى أنهكها الحزن إلى مهاتير محمد، الرجل الذى امتلك جسارة الحلم، واتبع نصيحة أمه التى قالت له: تعلّم أن تترك الطعام ومازال طعمه لذيذاً فى فمك.



الجمعة، أكتوبر 30، 2009

قليلا من التفاؤل


قليلا من التفاؤل

إصطباحة بلال فضل 29-10-2009
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231267&IssueID=1573


عمنا إيليا أبوماضى قالها «والذى نفسه بغير جمال.. لا يرى فى الوجود شيئا جميلا»، وهو لم يكن يقصد جمال مبارك يا سيدى الدوق، بل كان يقصد أن كلاً منا يرى من الواقع فقط ما يريد أن يراه، مثلا مثلا يعنى، عندما كنت أتجرع مرارة الفشل العاطفى كتبت عُشرميت مقال أنعى فيها غياب الرومانسية واندثار العاطفة فى زمن المادة،

وما إلى ذلك من الكلام الساكت الذى قيل وسيقال فى كل العصور على لسان المجروحين عاطفيا، حقهم ولا يمكن إنكاره، ديّتها أن يتحققوا عاطفيا فقط وعندها سترى أعينهم على الكورنيش «أى كورنيش ولو كان كورنيش ترعة الزمر» كيف يستعصى الحب على الفناء، وستتبدل قوائم «البلاى ليست» على كمبيوتراتهم بقدرة قادر، هكذا هى الحياة، إذا لم ترد أن تراها كما هى، فأنت لن ترى منها إلا ما تريد.

لو مددت خط الفكرة على استقامته، لما لُمت من يقذف شباب مصر بأقذع الاتهامات ولا يرى إنقاذ مصر إلا بيد شيوخها، ناسيا أن التاريخ يعلمنا أن الواقع لم تغيره حكمة الشيوخ بقدر ما غيرته حماسة الشباب الذين يسعون بعد ذلك لقتل التغيير الذى يمكن أن يطيح بهم أنفسهم بعد أن تتلبسهم الحكمة، لا أدعى أننى قد أحطت علما بشباب مصر اليوم، لكننى أستطيع أن أدعى أن هناك شبابا مختلفا لم يعد يكتفى بوضع يده على خده فى انتظار خريطة الطريق التى يضعها الأوصياء أيا كانت نواياهم طيبة،

ومهما بدت أفكارهم براقة، يشهد الله أننى لا أتحدث عن أسماء بعينها، فقد بات الكل والحمد لله يمارسون غواية الوصاية على شباب مصر، الذى يظلمه البعض عندما يظن أنه فقط أولئك الشباب الذين يفقسون الجروبات على الفيس بوك، ويتهارشون فى بعض منتديات الإنترنت، ويرضون عن جهلهم ويرضى جهلهم عنهم.

هناك فى مصر شباب محترم وجاد ومبهج يشتغلون فى الشارع ووسط الناس دون أن ينشغلوا بمحاولة البعض وأنا منهم بالوصول إلى نظريات قاطعة حول جدوى العمل الأهلى من عدمه. منذ أيام صفعتنى رسالة أرسلتها إلىّ شابة متحمسة اسمها أغاريد تعمل فى إحدى المؤسسات الأهلية المحترمة «يا أهل الإعلام ابدأوا بأنفسكم وتجاهلوا لفترة الأخبار السلبية والفاضحة واستضيفوا أو اكتبوا عن مبادرة إيجابية يمكن الناس تحس بالأمل،

هل سمعت عن مبادرات مثل (أخلاقنا) أو (وفاء لمصر) أو (بلدنا) أو (أوتاد) أو (أنا باتغير.. بداية) أو (إسطبل عنتر) أو (فاتحة خير) أو (صندوق قرية بلا أمى أو عاطل) وكلها مبادرات تعمل منذ زمن وفى صمت، أنا على استعداد لتوصيلكم بهم لو أحببتم».

إلى جوار من ذكرتهم أغاريد فى رسالتها يمكن أن أحدثك أيضا عن شباب زى الفل أنشأوا مبادرة ثقافية رائعة اسمها (دار الكتب) بدأت بموقع صغير على الإنترنت أصبح يكتسب جماهيرية واسعة يوما بعد يوم جعلت صناعه يقررون النزول من الواقع الافتراضى إلى الواقع الحى بمبادرة اسمها (مهرجان تبادل الكتب المستعملة)، نجح المهرجان بصورة مدهشة دفعت مكتبة الإسكندرية إلى استضافتهم يوم ٨ نوفمبر القادم لمدة ٤ أيام.

فى ساقية الصاوى هناك فريق اسمه (فريق معاً لاستثمار الموارد البشرية) قام بتخريج تسع دفعات من الشباب بعد تدريبهم على متطلبات سوق العمل بشكل عصرى ومن غير ولا مليم.

ثمة شباب آخرون لا تجمعهم انتماءات حزبية قاموا بإطلاق مبادرة كانت هى التى تستحق أن نلتف جميعا حولها دعما وتشجيعا لأنها تمثل الخلاص الحقيقى لمصر، اسمها (صوتى مطلبى)، والنجاح الذى تحققه الآن فى أوساط الشباب خلال أشهر لم تحققه خلال سنين الأحزاب المتعفنة فى مقارها. فى آخر يوم من العام الماضى كتبت سطرا عن جمعية رسالة التى اعتبرتها أفضل شىء حدث فى مصر، وفوجئت بسيل من الإيميلات الفرحة بما كتبته، برغم أنه لا يوفى هؤلاء الشباب حقهم أبدا.

والمعنى أن هؤلاء الشباب برغم حبهم لما يعملون وإخلاصهم له مازالوا بحاجة إلى التشجيع لا إلى التقطيم، بحاجة إلى المزيد من الفرص والأضواء وليس المزيد من المبادرات والتنظيرات، بحاجة إلى المساندة لا إلى الوصاية. أذكر أننى اقترحت قبل أعوام على أحد أصدقائى من رؤساء التحرير أن يفرد صفحة أسبوعية لتقديم نماذج مشرفة من الشباب الذين يعملون فى الشارع سواء كان عملا سياسيا أو خيريا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو طلابيا،

وذكّرته بما قام به فى السبعينيات الكاتب الكبير لويس جريس فى مجلة (صباح الخير) عندما كان يجوب محافظات مصر لتقديم نماذج شبابية مشرفة فى جميع المجالات وكيف حققت تجربته نجاحا مدهشا لكنها أُجهضت باتهامه بتقديم نماذج شيوعية مثل محمد منير وعلى الحجار وغيرهما،

استغربت أن صديقى العزيز سخر من فكرتى ووصفنى بأننى حالم أبله قائلا «الناس مابتحبش شغل التنمية الذاتية العبيط ده»، لست متأكدا من دقة كلامه، لكننى متأكد أن ما قلته لا علاقة له ببلاهة التنمية الذاتية، بل له علاقة بأزمتنا الأزلية التى لخصها من زمان عبدالرحمن الكواكبى رحمه الله عن «الزمان الذى يضن علينا بأناس يذكون الهمم ويقوون العزائم».

أستاذنا محمد المخزنجى قالها «فى هذا الزمن يمنح الناس البطولة للذين يروجون لليأس، وليس للذين يبحثون عن الأمل»، لكن، فليهنأ بالبطولة من يبحث عنها، نحن فقط نحتاج إلى أن نبحث عمن يؤمن بأن اللى يحب النبى يِزُقّ.




الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

يا عينى عالفقير يا ولداه


إصطباحة

بلال فضل 29-10-2009
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=230946&IssueID=1571


أنا مش عارف يعنى، هل الغلابة الذين استشهدوا فى قطارى الصعيد مواطنون درجة عاشرة لكى تتعامل معهم أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة بكل هذه التناحة والكلاحة؟، هل كان لازم يعنى أن يكونوا من أبناء المسؤولين لكى نعلن عليهم الحداد الرسمى وتنقلب الدنيا رأسا على عقب من أجلهم وتتغير خريطة برامج التليفزيون وتغلق القنوات أبوابها لتشغيل القرآن الكريم، أو حتى على الأقل يلم مذيعو ومذيعات التليفزيونات أنفسهم قليلا وهم يتحدثون عنهم بدلا من فشخ الضب المستفز والتبارى فى إظهار سماكة جلودهم؟، لو كان العشرون قتيلا من أبناء علية القوم والمتنفذين والمسنودين هل كان السيد عبداللطيف المناوى رئيس «انقطاع» الأخبار سيظل على رأيه بأن ما حدث مجرد «حادث كبير» وليس كارثة؟.

هل يبدو ما أقوله لك اليوم تركيزا فى سفاسف الأمور، تخطئ كثيرا إذا ظننت كذلك، هذا هو لب المسألة ورحمة الذين صُرعوا غيلة وغدرا، دعك من التبارى فى لعن سنسفيل المتسببين عن مصرع الضحايا ومرمطة المصابين فى سلخانات وزارة الصحة، دعك من البحث عن جاموسة فداء للتعمية على المسؤول الحقيقى عن هذه الكارثة وكل الكوارث التى سبقتها، الذى سلّم القط مفتاح الكرار، ودَشّن «رَفَق» السلطة على البيزنس، وألغى مبدأ الثواب والعقاب، وجعل الفاسدين والمقصرين مطمئنين إلى أنهم لن يدفعوا الثمن غاليا أبدا، بل على العكس ربما كوفئوا برئاسة بنك أو شركة بترول أو مقعد برلمانى، الذى لا يعرف أحد كيف يختار مسؤوليه، ولا لماذا يقرر أن يقيلهم ولماذا يقرر أن يبقيهم، الذى ليس مدينا لأحد بتفسير أو بتبرير، لأنه أدرى بمصلحتنا منا، وعلينا أن نرضى باللى يجيبه وقت ما يجيبه.

إذا لم ندرك ذلك ولم نواجه أنفسنا به، فدعونا نسمى الأمور بمسمياتها ونجيب الكلام من الآخر، «إيه يعنى عشرين فقيرا ولاّ خمسين ولاّ حتى ستين راحوا وارتاحوا، مجرد حادث كبير تسبب فيه خطأ بشرى لعامل زوغ قبل موعده ونزلت عدالة السماء عليه فلقى مصرعه، لا تكبروا الموضوع، هل نسيتم أن الحزب الوطنى رفع سعر صرف المواطن المصرى المصروع فى حوادث القطارات من ثلاثة آلاف جنيه إلى عشرين ألف جنيه، ولو مضايقكم المبلغ ممكن نهزه شوية، لا تلعبوا إذن أدوار البطولة وترقصوا على جثث الضحايا واحمدوا الله على قد كده، لا تغلوشوا على مسيرة الإنجازات، لا تأكلوا وتنكروا وتكونوا من الجاحدين،

فقراء إيه اللى نعلن عليهم الحداد، هم كانوا عملوا إيه للبلد يعنى، مش دول اللى بيوسخوا القطارات وبياكلوا عيش كتير وبيشربوا ست معالق سكر فى كوباية الشاى وطلباتهم مابتخلصش ومشاكلهم ما بتخلصش وبيرموا الزبالة فى الشوارع وبرضه نفسهم مش مسدودة عن الجماع وزرب العيال، الحوادث تحصل فى كل بلاد الدنيا، صحيح أن أهالى القتلى فيها يأخذون تعويضات ضخمة والمصابون يتلقون عناية آدمية والمتسببون فيها يحاسبون حسابا عسيرا، بس تقدر تنكر إن الحوادث بتحصل فى كل بلاد الدنيا».

خلاصة الكلام، كنت فى تركيا عندما وقعت فى شهر رمضان المنصرم كارثة السيول التى داهمت محافظة إستانبول وما حولها وأغرقت حوالى ١٥ مواطنا وأحدثت خسائر بالغة فى الممتلكات، على الفور غيرت كل محطات التليفزيون الرسمية والخاصة خريطة برامجها وأعلنت حالة الحداد الرسمى فى البلاد وفُتحت حسابات التبرعات فى كافة البنوك، ونسى الأتراك لرجب طيب أردوغان رئيس الوزراء المحبوب كل مآثره، وانهالوا عليه قدحا وذما، وقلّبوا فى دفاتره القديمة عندما كان رئيسا لبلدية إستانبول وطالبوا بالتحقيق فى مسؤوليته عن منح تراخيص مخالفة لمبانٍ بُنيت فى مواقع مخرات السيول، واضطر الرجل إلى أن يزور المناطق المتضررة ليلا ويطل عليها بالهيلكوبتر نهارا تفاديا لرمى الناس له بالطين والبيض الفاسد، ونزل قادة المعارضة وأبرزهم دنيس بايكال إلى موقع الكارثة دون أن يُتّهموا باستغلال الكارثة سياسيا.

 شاهدت فى نشرة الأخبار أردوغان وهو يجلس فى منزل فقير يفطر مع أسرة غرق منزلها، ويستمع وهو مكبوس إلى كلام شديد القسوة من الناس، دون أن يقف ليشخط فيهم ويطلب منهم ألا يحملوه مسؤولية كارثة طبيعية لم تشهدها تركيا من عشرين عاما، ويذكرهم بأفضاله على البلاد التى انتشلها هو وحزبه من هوة الضياع، ولم يكن سيكذب لو قال ذلك بالفم الملآن، لكنه لم يقله، ولذلك هو أردوغان، ولذلك تتقدم تركيا الديمقراطية كل ثانية بأهلها، ولذلك يموت الفقير فينا دون أن يحظى بما يليق بآدميته، لا فى الحياة ولا فى الحداد.

يا عينى على الفقير يا ولداه.


الجمعة، أكتوبر 23، 2009

من أجلك أنت . . . تملى معاك


من أجلك أنت.. تملي معاك

عمر طاهر - جريدة الدستور

http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=blogcategory&id=13&Itemid=51


كنت قد قررت ألا أكتب أي تعليقات سلبية بخصوص شعار مؤتمر الحزب الوطني الجديد «من أجلك أنت»، حتي لا أضع نفسي في قائمة الكُّتاب الذين نالوا سمعة (أنه مافيش حاجة في البلد عجباهم)، فالحقيقة هناك أشياء كثيرة تعجبني في البلد (حماتي مثلاً)، وتجاهلت فكرة التعليق علي الشعار الذي رأيته ساذجًا للغاية إلي أن حدث ما حركني وليس هذا هو المهم الآن، المهم هو الشعار نفسه.

ولأن المؤتمر بيبان من عنوانه راح جزء كبير من حماسي وحُسن ظني في اجتماع الحزب الحاكم لأنه يذكرني بالجملة الشهيرة التي يرددها كل زوج مصري عندما يوجه إليه أي عتاب من الزوجة، جملة (أُمال اللي أنا بأعمله أنا ده بأعمله عشان مين؟.. ما هو عشانكوا إنتوا)، وجميعنا يعلم أن دفاع الزوج في هذه الحالة غالبًا ما يكون ضعيفًا، الهدف منه هو لعب دور الشهيد أو الضحية للغلوشة علي أمر ما ولكسب تعاطف وشعبية داخل البيت تغفر له أشياء أخري.

ولولا أن ميزانيتي لا تسمح كنت أود أن أشتري علبة إسبراي ملون وأكتب تحت كل لافتة (من أجلك أنت) جملة (أنا شخصيًا مش عايز حاجة)، لكنني قررت أن أستعيد حُسن الظن بالحزب وأن أصبح حسن النية وأن أعتبر شعار المؤتمر يحوي اعترافًا ضمنيًا واعتذرًا عن كون المؤتمر كان يعمل من أجل مصلحة أعضائه فقط قبل ذلك، وأن ضمير أعضائه المهني تحرك، لذلك قرروا أن يخصصوا هذه الدورة من أجلي أنا، واتخذت قرارًا أرجو أن تساعدوني عليه بتأجيل التعليق علي المؤتمر حتي تنتهي فعالياته، فربما كانت هناك مصلحة ما قد يفسدها سوء أدبي وأبقي أنا اللي قطعت رزقي بإيديا، لكن لا تساعدوني علي أن أمنع نفسي من التفكير في الطريقة التي فكر بها أصحاب المؤتمر في شعار له، فأنا متأكد من أنهم قد أعدوا قائمة طويلة بالأسماء المقترحة وخرجوا بأفضلها بأغلبية الأصوات ومعني أن يكون (من أجلك أنت) هو أفضلها أن بقية الاختيارات كانت تتضمن شعارات مثل (تملِّي معاك، كل دقة في قلبي، ثورة الشك، فقاقيع الهواء، صابون النزاكة)، الغريب أن الدولة التي استطاعت أن تبيع أشياء كثيرة بداية من الأراضي مرورًا بالمصانع نهاية بعمر أفندي لا تجيد فن التسويق للدرجة التي تجعلها غير قادرة علي اختيار شعار قوي ومحكم يبيع أملاً ما أو بهجة ما أو فكرة ما للمواطن حتي ولو لمدة أيام بدلاً من شعار لا يعبر عن شيء سوي استخفاف شديد به وبهمومه ويضر بسمعة الحزب الحاكم، إذ يجعله يمن علي المواطن ويعايره بأنه يعمل من أجله، هذا لو افترضنا أن (الجلوس في قاعات مكيفة وتناول وجبات فاخرة وتقاضي بدلات سفر محترمة) عمل أصلاً.



الاثنين، أكتوبر 19، 2009

إحم . . . إحم


إحم . . . إحم

إصطباحة بلال فضل 19-10-2009

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=229901&IssueID=1563


إذا كنت مرهف الإحساس أرجوك لا تقرأ هذا المقال. وإذا كنت «لسه واكل» فأجِّل قراءته قليلاً.

سين سؤال: هل يمكن أن تعتبر روائح البيبى التى تعبّق بها أسافل كبارى القاهرة وأكوام الفضلات التى تَعُجّ بها بطون أنفاقها ممارسة من نوع خاص للاحتجاج السياسى ضد نظام الحكم؟. صدقنى، ليس فى هذا السؤال رغبة تعسفية منى فى إثارة قرفك بقدر ما هو محاولة لفهم ما آلت إليه أحوال شوارع شعب متحضر كان دائما يعطى للنظافة قيمة خاصة، تجعل أفضل وصف يطلقه على شخص بأن دماغه «نديفة»، وأفضل وصف يطلقه على الدنيا عندما يرضى عنها بأنها «زى الفل».

لست أنا الذى أقول بالتبول الاحتجاجى، الروائى التركى الكبير مظفر إزغو يقول به فى قصة رائعة تحمل عنوان «نفق للمشاة»، ترجمها الكاتب السورى عبدالقادر عبداللى، وأنا أهديها إليك وإلى ذلك المواطن الذى رأيته قبل أيام يتبول فى قلب شارع قصر العينى فى «وضح الليل»..

تحكى القصة عن قرية تركية هبط عليها وفد رسمى ذات يوم ليبشر أهاليها بأن دولة صديقة قررت أن تهدى القرية نفقاً للمشاة، هو آخر ما تحتاج إليه القرية التى لم يكن بها سوى شارع رئيسى واحد، لم يفهم أهل القرية لغة رئيس الوفد الصديق ولذلك صفقوا من قلوبهم، بعد أسابيع جاءت آلات ضخمة وبدأت بالحفر فى وسط الطريق ليُمنّى الأهالى أنفسهم بافتتاح مصنع أو مستشفى جاهز من مجاميعه، والبعض شطح به الخيال ليتخيل افتتاح بئر بترول، وبعد أشهر فوجئوا أن كل هذا الفيلم كان من أجل افتتاح نفق مشاة، بعضهم سأل: ماذا يعنى نفق مشاة؟ فأجيب: إنه نفق تدخل من طرفه وتخرج من الطرف الآخر.

عبر أهل القرية النفق بعد افتتاحه فلم يجدوا به جديدا ولذا لم يعبروه ثانية، ورغم إغراءات المسؤولين للمواطنين بمزايا النفق حذرت نساء القرية أبناءهن من الدخول فى ذلك الثقب، إلى أن وجد مجنون القرية وظيفة جديدة للنفق، عندما شوهد خارجاً منه يزرر سرواله قائلا: «عملت تيرلم»، أصحاب الدكاكين المجاورة للنفق قالوا: «إنه أعقل منا والله. نحن من أجل عمل الكذا نذهب إلى الجامع والنفق بجانبنا»، غضب المحافظ لتحول النفق الهدية إلى دورة مياه، استدعى مرؤوسيه ووضعوا حراسة على النفق، فازداد عناد الناس لاستخدامه كدورة مياه، وأصبح فعل الدنيئة فى النفق مقياساً للرجولة، كان يعاقَب بالضرب مَنْ يُقبض عليه يعملها فى النفق، لكن ذلك لم يقمع الناس فقد أصبح تلقى علقة النفق دليلا على الجدعنة.

ذات يوم طبَّ على القرية مندوب من الدولة الصديقة لتفقد رمز الصداقة بين البلدين، حاول مدير المنطقة المذعور إلهاءه دون جدوى، لكنه لم يفلح فى ذلك، عندما وصل المندوب إلى النفق كانت الروائح الخبيثة تزكم الأنوف، نظر إلى النفق الممتلئ بأشكال الدنيئة مذهولاً، ثم قال لمدير المنطقة: «لم أر فى حياتى احتجاجاً بهذا الشكل، سأحكى عن هذا الأمر فى بلدنا عندما أعود، سأقول لحكومتنا إن شعبكم ناقم علينا وهم يعملون خروجهم فوق منشآتنا معبرين عن احتجاجهم علينا، هل وجههم أحد منكم لعمل هذا هنا، أم أن شعبكم اخترع هذا الشىء بنفسه، ليقول لنا بهذا التصرف: خراء على صداقتكم وأخوتكم».

ينهى مظفر إزغو قصته بهذه الكلمات القاسية، لكن المعانى الأشد قسوة، التى تطرحها القصة لا تنتهى. دعنى أقل لك إننى زرت على مدى سنوات قرى تركية كثيرة ربما لم يدخلها غرباء قبلى، فلم أر مظاهر احتجاجية كالتى حكى عنها مظفر فى قصته التى كتبها فى ظل حكم العسكر، أما فى المدن التركية- على اختلافها- فقد كنت كلما مررت بنفق للمشاة أو عبرت أسفل كوبرى أدرك كم فقد الأتراك رغبتهم فى الاحتجاج تبولاً، ليس لأن أحوالهم الاقتصادية تحسنت فقط، بل لأن تجربتهم الديمقراطية استقرت بشكل مذهل.

قبل أيام أخذت أتميز حسدا وأنا أقرأ عن استقالة وزراء الداخلية والعدل والنقل قبل الانتخابات التشريعية التركية بأشهر ليتركوا مناصبهم لمستقلين لا يستغلون مناصبهم فى الانتخابات، بينما البلاد تشغى بصراع سياسى راقٍ بين أنصار علمانية شرسة وأنصار تيار إسلامى مبهر لا يدّعى امتلاك الحل ولا يحتكر الحقيقة، ولا يفرض على الناس رؤيته للحياة.

أصبح لدى الأتراك بفضل الحرية مكان يحتجون فيه أبعد من أنفاق المشاة، بينما مازال الناس لدينا مضطرين لممارسة الاحتجاج أسفل الكبارى وإعلان السخط داخل أنفاق المشاة، لدرجة أنه لو زار بلادنا المنكوبة بحكامها قارئ من قراء مظفر إزغو لظن أن قصته «نفق للمشاة» هى الأكثر مبيعاً لدينا لدرجة أننا حولناها إلى أسلوب حياة.

(من كتاب «ضحك مجروح»- تحت الطبع)


السبت، أكتوبر 17، 2009

«إيكونوميست»: وضع التعليم فى مصر «مثير للقلق».. والفجوة بين العرب والغرب «مخيفة»


«إيكونوميست»: وضع التعليم فى مصر «مثير للقلق».. والفجوة بين العرب والغرب «مخيفة»

اعتبرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن وضع التعليم فى مصر والبلاد العربية «يثير القلق»، واصفة الفجوة بين العرب والغرب بـ«المخيفة».

ونوهت المجلة - فى تقرير لها أمس - بعدم وجود جامعة عربية واحدة ضمن قائمة أفضل ٥٠٠ جامعة فى العالم، والتى تضم فى المقابل ٦ جامعات إسرائيلية.

وبينما صنف المنتدى الاقتصادى العالمى مصر فى المركز الـ٧٠ من أصل ١٣٣ بلدا، فى قدرتها على المنافسة، فقد حذرت المجلة من تدنى جودة نظام التعليم الابتدائى فى مصر، إذ هبط مستواه ليبلغ الدرجة ١٢٤ على مستوى العالم.

ورأت «إيكونوميست» أنه على الرغم من إنفاق الدول العربية الكثير من الأموال على التعليم، وخطوها خطوات كبيرة فى القضاء على الأمية، وزيادة الالتحاق بالتعليم الجامعى، وتقليص الفجوات فى التعليم بين الجنسين، فإن الفجوة فى جودة التعليم بين العرب والغرب لاتزال «مخيفة»، موضحة أنها أحد الأسباب التى تجعل الدول العربية تعانى من معدلات مرتفعة وبشكل غير عادى من البطالة بين الشباب، والافتقار إلى المهارات فى القوى العاملة، «مما يفسر فشل النمو الاقتصادى فى انتشال المصريين من براثن الفقر وذلك وفقا لدراسة حديثة أجراها فريق من الخبراء الاقتصاديين المصريين».


المصرى اليوم

17-10-2009


http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=229676




الجمعة، أكتوبر 16، 2009

. . . للأسف هى الحقيقة . . .


للأسف هى الحقيقة

جزء من مقالة د.أحمد خالد توفيق
رجل واحد أمين 2


http://boswtol.com/politics/opinion/09/october/14/1477


 . . . ثمة مشكلة أخرى أعتقد أنها حقيقية، هي أن البخار يصدر من كل مكان.. مئات الثقوب في مجتمعنا يخرج منها البخار الغاضب، والكل ينفث عن كبته في الصحف.. على شبكة الإنترنت.. في المدونات.. أعتقد أن هذا أضعف قوة عزم البخار؛ فلم يعد قادرًا على رفع الغطاء. هذه الضغوط من قبل هزت الأرض في 18 و19 يناير لأنها كانت مركزة؛ لكن البخار اليوم يخرج بانتظام وشكل منهجي فلم يعد قادرًا على عمل شيء على الإطلاق، وكما ترى نحن نتكلم بغضب وصراحة منذ عام 1990 ولم يتغير أو يحدث شيء.. ومن الواضح أننا يمكن أن نتكلم ثلاثين عامًا أخرى . . .


الثلاثاء، أكتوبر 13، 2009

وصية خروف لابنه


وصية خروف لابنه


ولدي إليك وصيتي عهد الجدود
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود

نرتاح للإذلال في كنف القيود
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائما بين الخراف مع الجميع
طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع

أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطيع

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه

لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباة
لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياة

لا تستمع ولدي لقول الطائشين
القائلين بأنهم أسد العرين

الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني و لاتكن في الهالكين

نحن الخراف فلا تشتتك الظنون
نحيا وهم حياتنا ملى البطون

دع عزة الأحرار دع ذلك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل وهون

ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب
فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب

و إذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فان الصبر اجر وثواب

إن اتقنت الهروب من النزال
تحيا سالما على كل حال
تحيا سليماً من سؤال واعتقال
من غضبة السلطان من قيل وقال

كن بالحكيم و لاتكن الأحمق
نافق بني مع الورى وتملق

و إذا جررت إلى احتفال صفق
و إذا رأيت الناس تنهق فأنهق

انظر ترى الخرفان تحيا في هناء
لاذل يؤذيها ولا عيش إلا ماء
تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء
تمشي و يحدوها إلى المذبح الحداء

ما العز ، ما هذا الكلام الأجوف
من قال إن الذل بأمر مقر ف

إن الخروف يعيش لا يتأفف
مادام يسقى في الحياة ويعلف

السبت، أكتوبر 10، 2009

خطاب . . . بلا عنوان


خطاب . . . بلا عنوان

من إصطباحة بلال فضل 10-10-2009

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=228737&IssueID=1554

قصة جميلة قرأتها فى كتاب (مقهى الباب العالى) للكاتب التركى سرقان أوزبورن وترجمها المترجم السورى القدير عبدالقادر عبداللى، وهى تحكى عن استدعاء السلطان العثمانى سليمان القانونى لشيخ الإسلام فى عهده أبوالسعود أفندى قبل سفر السلطان إلى حملته العسكرية على النمسا.. كان السلطان السبعينى مريضاً ويشعر أنها ستكون حملته الأخيرة، وعندما مثل شيخ الإسلام فى حضرته وضع السلطان بيده صندوقاً صغيراً، وقال له: عندما أموت ادفن هذا الصندوق معى.

ما تبقى معلوم لمتابعى التاريخ العثمانى. جيش مؤلف من مائة ألف جندى انطلق فى طريق زيغاتفار، وهناك أسلم السلطان روحه لبارئها. بعد عودة الجنود من الحملة، اجتمع العلماء وتحدثوا عن وصية السلطان أكثر مما تحدثوا عن موته، فحسب الشريعة الإسلامية يَحْرُم دفن شىء مع الشخص عندما يموت، والتصرف على غير هذا الوجه لا يمكن تسميته بغير الوثنية، وحاشا «القانونى» أن يكون وثنياً،

دافع بعض علماء الحديث عن رغبة «القانونى» انطلاقاً من الحديث النبوى «يُحشر المرء مع من يحب»، وذكّر بعض الفقهاء أن حضرة السلطان شهيد، ويجب ألا يعتبر الشهداء كالموتى، وبينما كان علماء التفسير يناقشون أن كلمة «ادفن» لم تكن أمراً بل وصية، ناقش علماء الكلام أن كلمة صندوق هنا لا تعنى الصندوق بل التابوت،

وفى تلك اللحظة دخل خادم مكلف بضيافة العلماء، فذكّرهم بتساؤل نسوه فى غمرة المكلمة: «ترى ماذا يوجد بالصندوق؟»، وبعد نقاش طويل حول حكم فتح الصندوق قرروا فتحه، ليجدوا فيه كومة من الأوراق اتضح بعد قراءتها أنها ليست سوى جميع الفتاوى التى أخذها السلطان من شيخ الإسلام حول كل ما فعله منذ جلوسه على العرش وحتى آخر يوم فى حياته.

فى تلك اللحظة وقع شيخ الإسلام أبوالسعود أفندى فى حالة يأس شديد، وقرّب الصندوق منه، وبدأ ينظر فى أوراقه ليجد بها فرمانات إعدام شيخ ملامى إسماعيل المعشوقى، المعروف باسم «الشيخ الولد»، ومحيى الدين قرمانى، وحمزة بالى، والفتاوى التى أصدرها حول جواز قتل اليزيديين، وفتواه بتحريم الجلوس على المقاهى، وخرجت من فمه هذه الكلمات: «آه يا سليمان، أنت أنقذت نفسك، حسناً، ماذا سنفعل نحن؟».

انتهت القصة، ولست أدرى هل ينبغى أن نتعظ منها بالشيخ الذى أدرك بعد فوات الأوان جرم تحويله الدين مطية للسلطان، أم بالسلطان الذى رحل وهو مهموم بهول السؤال يوم الحساب.



الثلاثاء، أكتوبر 06، 2009

6th October 2009

السادس من أكتوبر 2009



عبد الرحمن محمد قادوس الأسير المصرى فى إسرائيل يروى قصته
عبد الرحمن محمد قادوس الأسير المصرى فى إسرائيل يروى قصته

التقى اليوم السابع مع عبد الرحمن محمد قادوس ، أحد رجال حرب أكتوبر البواسل ، الذين خاضواأشرس المعارك خلف خطوط العدو ، وتم أسره فى السجون الإسرائيلية ، يروى حكايته فى الأسر قائلاً، حقننى الصهاينة بفيروس c داخل سجن عتليد، وفى مصر استقبلتنى السيدة جيهان السادات على سلم الطائرة ومنحتنى 10 جنيهات كافأتنى الدولة بعدها بشهادة بلاء حسن ليس لها ثمن"

مهمة قادوس وقتها كانت تأمين قَطع الإمدادات عن الجيش الإسرائيلى لمنع طيران العدو المتواجد فى مطار المليز الإسرائيلى من الخروج وضرب الجيش المصرى، وإثر هجوم مضاد للعدو أصيب قادوس بشظية صاروخ تسببت فى قطع كعب قدمه اليسرى، ليصبح و44 من زملائه أسرى بسجن عتليد الإسرائيلى.

وفى عملية تبادل للأسرى وصل قادوس لمطار القاهرة الدولى عن طريق الصليب الأحمر الدولى ليجد وزملاؤه السيدة جيهان السادات تستقبلهم وتمنح كل مقاتل منهم 10 جنيهات "صرفتها فى الحجر الصحى، وأبلغت المخابرات الحربية وقتها عن حقنى بفيروس سى".

تليف الكبد والسرطان والفشل الكلوى واستئصال الطحال.. 4 أمراض يعانى منها قادوس علاجها جميعا يتم على نفقته الخاصة، فهو الآن بلا مصدر رزق يقول متألما: "حتى الآن لم أصرف معاشاً ولم أحصل على وظيفة ولم أستفد من الدولة بأى مميزات".

ابنته الوحيدة (22 عاما) لم تشفع بطولات والدها فى تعيينها بالدولة، لم يتبقّ شىء من ميراثه البالغ 500 ألف جنيه الذى أنفقه إضافة لسيارته ومنزله ومصنعه باعهم جميعا ليوفر العلاج اللازم له، فهو لم يحصل منذ عام 1982 وحتى 1992، إلا على ستة قرارات علاج، القرار الواحد مدته سنة ويتكلف 600 جنيه، فى الوقت الذى كان يتكلف علاجه شهريا 400 جنيه.

"التحصينات على مكاتب المسئولين تجاوزها أكثر صعوبة من عبور خط بارليف" قالها قادوس معبرا عن تجاهل المسئولين شكواه، مضيفا: "حتى الكشك الذى يحصل عليه المجرمون بعد خروجهم من السجن، حاولت الحصول عليه لآكل منه عيش ولم أستطع، والسبب ما قاله لى رئيس مجلس مدينة المحلة بأن ذلك من سلطة رئيس الوزراء"!!

قادوس عندما يحدث ابنته عن بطولاته، وكيف كانت إسرائيل تلقبهم بفراعنة مصر كانت تسخر من حكاياته، وتقول له: "يا ريتك ما حاربت ويا ريتك ما رجعت من إسرائيل، ع الأقل كانوا عالجوك هناك".

نفس الروح التى تحدثت بها ابنته انتقلت إليه وهو يقول "إحنا اللى جبنا مفتاح النصر واترمينا فى الشارع وادفنا تحت التراب، يا ريتنا ما قطعنا الإمدادات كنا على الأقل متنا شهداء والبلد افتخرت بينا كمقاتلين".

وعن حالته النفسية منذ العودة من إسرائيل وحتى الآن يقول: "فور عودتى نفسيتى كانت مرتفعة والروح الوطنية موجودة وانضممت للخدمة العسكرية مرة أخرى حتى عام 1975، لكن الآن أشعر بوصمة عار لأنى محارب ولا أجد مستشفى تفتح لى بابها".

وفى حسرة يتساءل قادوس عن رجال الأعمال، وأين كانوا قبل الحرب وماذا دفعوا لها، قائلا: "إحنا المفتاح اللى جاب الخير للبلد ورجال الأعمال سرقوها".

قادوس لم يحصل على أى نياشين أو ميداليات، كل ما حصل عليه شهادة بلاء حسن يصفها بقوله: "ليس لها ثمن"، مضيفا: "مصر بتنسى رجالتها وإحنا ممكن ننساها"، وتساءل: "حد خبط على بابى وادانى كرتونة زى اللى بتتوزع على الناس الغلابة أو حتى ادانى زجاجة زيت؟". مشيرا إلى أنه إذا وجد من يعالجه ويوفر له الطعام والشراب فسيعتبره رئيساً لدولته أياً كانت جنسيته حتى لو كانت إسرائيل.

قادوس تمنى أن يكون أحد جنود حسن نصرالله قائلا "ده راجل بيحارب فى سبيل الله وبيخاف على رجالته حتى بعد ما ماتوا أصر على استلام عظمهم".

وصف قادوس نفسه بأنه يتكلم من داخل قبره لكنه مازال مصراً على المطالبة بحقه، سألناه هل لو قامت الحرب مرة أخرى سيحارب، فأجاب "احنا محتاجين حرب داخلية ضد الحكومة مش ضد إسرائيل، لأن إسرائيل عارفة قوتنا، لكن إحنا محتاجين نحارب حكومتنا علشان نقربها من الناس الغلابة ونعرفها قيمتهم".

بعدما فشل فى الحصول على حقه فى حياة كريمة لم يعد أمام قادوس سوى مطلب واحد وهو الحصول على رخصة تسول يقتات منه ولا تضعه تحت طائلة القانون

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=142828

السبت، أكتوبر 03، 2009

إحنا مش زى قرنسا ولا إنجلترا ! ! !

اصطباحة

  بقلم   بلال فضل    ٣/ ١٠/ ٢٠٠٩

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=227882&IssueID=1547

هذه الحكاية ستغنينى عن قول الكثير وستغنيك عن سماع الكثير. فوقتى ووقتك أثمن من أن نضيعه فى كلام لا يجيب همه عن قادة هذه البلاد الذين لم يجيبوا لنا إلا الهم.

حدثنى من أثق فقال «قبل سنوات كنت أسير فى شوارع لندن ذات إجازة صيفية بصحبة واحد من كبار رجال الأعمال فى البلاد، رجل كانت البلاد كلها تتحدث عن نظافته ورشده ونزاهته ورجاحة عقله، كانت مصر وقتها تعيش عهد حكومة الدكتور عاطف عبيد،

وما أدراك ما عهد حكومة عاطف عبيد لا أعاده الله ولا حرمنا من أن تكتحل أعيننا برؤيته يُحاسب يوما ما على كوارث حكومته، يومها أخذت أنا ورجل الأعمال نتحدث بشجن عن حال البلاد الذى يَسُرُّ العدو لا الحبيب، اطمأن رجل الأعمال لى، وكان يومها راغبا فى الفضفضة،

فحكى لى وهو يتميز حزنا، قال إنه جلس ذات يوم مع الدكتور عاطف عبيد لكى يشكو إليه همومه كرجل أعمال، ويسأله إلى أين تمضى البلاد وسط كل هذه الأزمات والمشاكل،

وفوجئ بأن ما قاله لم يغضب الدكتور عاطف أو يقلقه حتى، بل قال له بهدوء شديد: إيه رأيك فى فرنسا واللى وصلت له دلوقتى؟، فأثنى رجل الأعمال عليها طبعا، ابتسم الدكتور عاطف ثم سأله عن رأيه فى إنجلترا والذى وصلت له،

فقال رجل الأعمال كلاما زى الفل من واقع خبرته بما أصبحت إنجلترا عليه، عاد الدكتور عاطف لكى يبتسم ثم قال لصاحبنا بهدوء: طيب شوف الثورة الفرنسية قعدت كام سنة وشوف بريطانيا قعدت كام سنة عشان يوصلوا للى هم فيه، ه

تلاقى إن إحنا لسه فى الأول خالص. وأمام صدمة الجواب لم ينطق رجل الأعمال وأدرك أنه لا أمل من أى كلام أو نقاش، وفوض أمره لله، واستجاب الله فرحل بعدها مباشرة الدكتور عاطف عبيد، وجاءت حكومة جديدة أصبح فيها رجل الأعمال وزيرا مهما علق عليه الكثيرون آمالا عريضة».

يواصل من أثق به حكايته قائلا «بعد أكثر من سنة على تولى صاحبنا لمنصبه المرموق جمعتنى به جلسة خاصة صارحته فيها بشكاوى الناس وهمومهم وقلقهم الشديد على حالة التخبط السياسى التى تشهدها البلاد والتى يمكن أن تودى بأى تحسن اقتصادى طرأ على البلاد، وفوجئت بصديقنا بجدية شديدة وكأنه نسى ما دار بيننا من قبل، يسألنى عن رأيى فى فرنسا وإنجلترا وما وصلتا إليه وكم استغرقتا من السنين لتحققا ما أصبحتا عليه، كأنه لم يحك لى ما دار بينه وبين عاطف عبيد يوما ما،

وأنا أجبته دون أن أعلق لأرى إلى أين سيصل بنا هذا الحوار، بعد أن أجبته قال لى بهدوء شديد «طيب إحنا لسه فى أول الطريق.. الناس مستعجلة على إيه»، والحقيقة أننى فعلت تماما مثل ما فعل هو من قبل مع الدكتور عاطف عبيد، لم أعلق وظللت بقية الجلسة صامتا مكتفيا بهز رأسى ليس تأمينا على كلامه بل رثاء لحال بلادنا».

لا أدرى هل مازالت حكاية السؤال عن إنجلترا وفرنسا الواردة بالحكاية مطروحة الآن بعد أن قال الرئيس مبارك فى العديد من حواراته الصحفية والتليفزيونية بالنص إننا «لسنا إنجلترا وفرنسا ولن نكون»،

لكى يلم نفسه كل من تسول له نفسه الحديث عما تمتلكه تلك البلاد المتقدمة التى لا خلاق لها من حرية وديمقراطية وحيوية سياسية، لكن ما أدريه أن حكاية كالتى رواها لى من أثق به تصلح كـ«جايد» أليم ودليل عليم يمكن أن تتمثل به كيف يفسد «سيستمنا» الوطنى الديمقراطى المبارك أطهر الراغبين فى الإصلاح، دون أن يشعروا أحيانا بأنهم قد فسدوا وفاحت رائحة ضمائرهم.

السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، منذ قالها ابن خلدون لم نعتبر، فلم ننتقل إلا من سلطان مطلق إلى سلطان أشد إطلاقا، ولذلك وحده دون غيره ومع احترامنا لرأى الرئيس لن نكون أبدا كإنجلترا وفرنسا، ولن نحصل حتى موريتانيا وحياتك.