BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

الاثنين، سبتمبر 07، 2009

هدف


حدد هدفك


مقال للأستاذ عمرو خالد - جريدة الشروق - 7 سبتمبر 2009


  سأحكى لكم قصة حياة إنسان دخل المدرسة، لأن أباه وأمه طلبا منه ذلك وكان صغيرا، المهم دخل المدرسة وواصل فيها حتى وصل إلى الثانوية العامة، وقال له أبوه وأمه يجب أن تذاكر من أجل الحصول على مجموع كبير حتى تستطيع الالتحاق بكلية مناسبة، فذاكر وذاكر حتى انتهى من الثانوية العامة وظهرت النتيجة.

وقالوا له مجموعك يناسب هذه الكلية، فقدم أوراقه للالتحاق بها، ودخل هذه الكلية حتى وصل إلى آخر سنة وقالوا له: حاول أن تحصل على تقدير مناسب آخر العام لكى تقدر على الالتحاق بشركة مناسبة للعمل بها.

فذاكر على قدر جهده حتى تخرج، فقالوا له تقديرك يناسب شركة معينة للالتحاق والعمل بها، فذهب ليعمل فى هذه الشركة، حتى قال لهم إنه يريد أن يتزوج، فسألوه: بمن تريد أن تتزوج؟ فرد وقال: زوجة بنت حلال وتعجبنى، فتزوج، وبعد فترة أنجب منها أولادا، وظل يعمل ويعمل من أجل الحصول على نقود من أجل الأولاد.. ثم مات.

انتهت القصة. أليست هذه قصة معظم الناس فى بلادنا؟

جاء ومشى وانتهى موضوعه على ذلك.

ماذا أضاف؟ ماذا فعل؟ ماذا كان دوره؟ ماذا كانت أهدافه؟ ماذا أضاف لهذه الدنيا؟
الأمر يبدأ من المدرسة، التعليم فى بلادنا تعليم تلقينى يتعامل مع عقل الطفل على أنه مخزن، تصب فيه المعلومات طوال العام ليفتح المخزن يوم الامتحان لتفريغ ما به من معلومات، هذا لا يبنى إنسانا.

أتدرون كيف تتم تربية الأطفال فى اليابان؟ منذ عمر ٩ سنوات إلى ١٢عاما، فى هذا العمر الصغير الذى نعتبره فى بلادنا عمر أطفال، يأخذون حصة كل أسبوع فى بعض المدارس فى اليابان، أتعلمون ما اسم هذه الحصة؟
حصة «ما هو هدفك فى الحياة؟».

نحن عندنا أفراد يبلغون من العمر ٣٥ عاما ولا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
عرفتم الآن لماذا ينجحون ولا ننجح؟

يدخل الطفل المدرسة، فيسألونه: ما هو هدفك فى الحياة؟ فلا يعرف الإجابة عن السؤال، وفى الحصة التالية يتكرر الأمر، فيبدأ الطفل يشعر بأنه مضطر لأن يجيب، فيبدأ فى قول أى شىء لكى يخرج نفسه من الموقف. فيقول شيئا، فيقولون له ماذا تحب وما هى مهاراتك؟ فيحركونه بطريقة صحيحة.

فإذا كان يريد مثلا أن يكون أحسن رسام، يحاولون أن يروا طريقة رسمه.
أو مهندسا، فيحاولون تشغيله على الكمبيوتر لمعرفة مهاراته.

فيبدأ طوال العام فى تغذية هذا الهدف حتى يجىء الصيف، فترسل إدارة المدرسة إلى أبويه مذكرة أن ابنهما قال إن هدفه فى الحياة كذا، ويجب أن تنميا فى الصيف هذا الهدف. ويرجع إلى المدرسة فى العام التالى ومعه شهادة من أبويه أنه تم تدريبه على كذا وكذا، فهم يقومون ببناء الإنسان.

والله بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء العمارات والمصانع والسدود.

أن تبنى إنسانا عنده رسالة وعنده هدف، فالطفل عندهم يعمل بجدية حتى إذا بلغ ١٢ عاما يكون هدفه واضحا: أنا سأكون أحسن مهندس كمبيوتر فى البلد، أو أحسن روائى يكتب قصصا فى البلد، ويبدأ الموضوع يكبر مع الطفل عاما إثر عام ويبدأ الحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلى حقائق، ويجد الطفل نفسه وعنده هدف فى الحياة.

يا آباء ويا أمهات، إذا كانت مدارسنا لا تفعل ذلك، فأرجو أن تفعلوا ذلك مع أولادكم، وهيا بنا نصنع هدفا فى الحياة. هل إلى الآن وأنت تبلغ من العمر ٤٠ أو ٤٥ عاما، هدفك ليس مكتوبا وغير واضح ومشوش أمام عينيك، إذن أرجوك أن تدرك الجيل القادم، وابحث عن مهارات ابنك من الآن، وماذا يجيد واغرس فيه: «يا بنى يجب أن يكون عندك هدف»، وتبدأ فى تصعيد هذا الموضوع معه.

البعض سيقول فكرة الهدف هذه عملية إدارية لها علاقة بعلم الإدارة فما علاقتها بمقال ينشر فى رمضان؟، فأقول له: وجود هدف ليس كلام إدارة فقط بل إنه فى صميم صميم الإيمان، أليس حديث النبى الشهير «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي». النية هى الهدف وصيام رمضان يبدأ بنية من أجل تحقيق هدف (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وكأن رمضان يعلمك ويقول لك تعلم كيف تضع هدفا محددا فى فترة محددة هى شهر واحد ويكون هدفك أن تخرج فى نهاية الشهر من المتقين، فإذا نجحت فقد حققت الهدف فى شهر وتستطيع الآن أن تضع أهدافا وأهدافا لباقى حياتك، فقد كان رمضان معلما لك لكيفية أن تضع هدفا وتحققه.


http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=106634


********************************


ما شد إنتباهى أكثر فى هذه المقالة التعليقات الواردة بالموقع

التعليق الأول و هو أول تعليق على المقالة

عنوان التعليق : ياريت كل الناس زي أخينا اللي دخل المدرسة
و نصه : أخينا دة إذا كان مؤمن بالله واليوم الأخر واقام الفرائض وابتعد عن الحرمات وعاش من اجل اولاده فله الجنة ياسيدي.

بصراحة رد غريب ما هو فعلا كل الناس زى اخينا اللى دخل المدرسة ده و بعدين الرد جعل من الإنسان اللى بالحد الأدنى من المواصفات البشرية هو الهدف و الغاية القصوى من الإنسان . . . يبقى بالشكل ده أى حيوان أجدع مننا لأنه بياكل و بيكبر و يكون أسرة و بيخلف أولاد و يرعاهم لحد ما يقدروا يواجهوا الحياة و هكذا دواليك و طبعا الحيوانات بتقوم بالمهمة دى بكفاءة أكتر مننا بكتيييييييييييييير . . . النقطة الأهم إيه اللى خلانا نوصل لهذا المدى من ضحالة التفكير و إنعدام الرؤية ؟ ؟ ؟
سؤال مش عايز أجاوب عليه حفاظا على الجزء السليم المتبقى من مرارتى المفقوعة لكن حقول كلمة واحدة لعلها تلخص الأمر "وجع كل يوم" و كل واحد يفهم اللى عايز يفهمه


التعليق الثانى و هو التعليق رقم 11

عنوان التعليق : هذه دعوة لليابان
نص التعليق : الاستاذ عمرو حفظك الله ألاترى أنك تروج لليابان في حين أنك تريد أن تدعو للإسلام . أليس التعلم والعمل وبناء أسرة أحدافا أيضاً ويؤجر عليها الإنسان . إن اليابان تقدمت وهي ليست دولة مسلمة ولكنها أحسنت إدارة مواردها ووضعت الأنظمة التي تحقق الكرامة و الحرية والعدل والأمن للإنسان وتقضي على الفساد .فانظر حفظك الله كيف يمكننا أن نصل إلى ما وصلوا إليه وهو ليس بالتاكيد من خلال درس في قناة فضائية أو مقال في صحيفة .


الأول ححط كومة من علامات التعجب ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !
دعوة لليابان . . . مش فاهم إيه القصد بالكلمة دى و إيه اللى دخل ده فى الدعوة للإسلام هو مش ده برضك مثال قدامنا و واقع موجود و بعدين إيه أساليب التغيير السلمية اللى بيقترحها كاتب التعليق لإحداث التغيير بعيدا عن وسائل الإعلام . . . أكيد أنا غبى و مش قادر أفهم هو قصده إيه

كده و الحمد لله عرفت مكاننا فين

إذا كان ده كلام الفئة المتعلمة اللىبتعرف تدخل عالنت و بتقدر تتكلم و تعبر عن رأيها . . . أمال آراء الناس التانية حتبقى إيه؟؟؟



1 التعليقات:

زهرة نيسان يقول...

اوك
انا تصفحت البلوج تصفح سريع كده
ولفت نظري التوبيك ده
لانى خطر في بالى حاجتين
اولا حياه النسان اللى بيشتغل وبيكون اسره
مش درجه دنيا زي ما حضرتك بتتكلم بالعكس كونه قدر يكون اسره ويربى نشئ مفيد ده في حد ذاته حاجه كويسه

الفكره التانيه
ان احنا المفروض يكون لينا هدف
مش نكون ماشين في الطريق المتوقع لينا
ونفذه بالحرف
وانه لازم يكون لينا هدف
لان فعلا مستوى التعليم عندنا بيخلى الانسان
يتراجع بفكره مش يتقدم بيه

احنا ماشين بسلوك القطيع
يعنى اللى بيحتاجه الاغلبيه
احنا كمان بنحتاجه او بنعوزه بشده
مش عارفه
نا مش ناقمه على الرجل اللى في القصه
بس في نفس الوقت المفروض يكون لينا هدف
مابفكرش غير في جمله واحده
مجتمع النمل ومجتمع النحل